رابطــة الأنديــة المحترفــة العامــل المحفــز الأهــم لتطويــر كرتنــا المحليــة

متابعة – أنور الجرادات:قد لا يختلف كثيرون حول حقيقة أن كرة القدم السورية ظلت تراوح مكانها لزمن طويل، فيما حاول الكثير من الخبراء والمختصين وضع الحلول والمقترحات لتطوير أداء أنديتها ومنتخباتها، وكانت معظم المجهودات تصب في الغالب في مجال تطوير نشاط الناشئين والصغار وفيما بعد استقطاب اللاعبين السوريين المحترفين بالخارج، وذلك لقناعة معظم الخبراء أن الحل يكمن في صنع جيل من اللاعبين القادرين على تمثيل المنتخب الوطني بالمستوى المطلوب في المسابقات القارية والعالمية والفوز بالبطولات وتحقيق إنجازات ترفع اسم الوطن كروياً.


‏‏


إستراتيجية‏


هذه الاستراتيجية في تطوير كرة القدم قد تمثل ركناً أساسياً في رحلة تطوير كرة القدم في أغلب البلدان إلا أنها لم تكن بالفاعلية المطلوبة في تحقيق التقدم المطلوب بالنسبة لكرة القدم السورية لأسباب ترجع إلى عدد من الافتراضات غير الدقيقة و التي تبناها معظم الخبراء ممن عكفوا على وضع الحلول والمقترحات التطويرية وبنوا عليها خططهم ودراساتهم.‏


ومن هذه الافتراضات أن المنظومة الإدارية لكرة القدم السورية قادرة على إدارة المواهب التي ستصنعها أو تأتي بها هذه المبادرات والمجهودات إلا أن الواقع أثبت أن ضعف المنظومة الإدارية دائماً ما يكون أضعف الحلقات و لطالما تسبب في انهيار كل مجهود يتم بذله في مجالات استقطاب وبناء المواهب.‏


دون المستوى‏


كذلك يعتبر النهج الحالي لإدارة المكون التدريبي للعبة عندنا ليس بالمستوى الاحترافي المطلوب مما ينتج عنه أيضاً الكثير من التحديات المتمثلة في عدم وجود المنظومة المؤسسية والمستدامة التي تنتج الموهبة وترعاها وتهيئ لها الدعم المطلوب لتؤدي بالمستوى التنافسي الذي يحقق الإنجاز المنشود، وهذا يعني الحاجة إلى وضع أسس جديدة ومبتكرة لمنظومة التدريب وصياغة وتنفيذ برامج تطويرية تستهدف المدرب الوطني الحالي والمستقبلي.‏


واقع مرير‏


من واقع ما نشاهده في بيئة كرة القدم المحلية والتحديات الكبيرة التي تقف في طريق أي جهود تطويرية نجد أن أنسب الإستراتيجيات التي يمكن أن تتقدم بمنظومة كرتنا المحلية هي خلق منافسة محلية حديثة وجاذبة ومربحة تصبح بمثابة المنصة الثابتة والقوية التي يمكن أن نبني عليها عدداً من الحلول المبتكرة للمشاكل التي تعوق المسيرة، ويسوقنا هذا المنطق في التفكير بالمكونات التي تقوم عليها هذه المنافسة، ألا وهي الأندية التي تعتبر اللبنات الأساسية في بناء كرة القدم.‏


إن تطوير الأندية هو طوق النجاة الأمثل والأنسب للوضع الحالي ولطالما كان في ثنايا النظام الأساسي للاتحاد السوري لكرة القدم بصيص من الأمل للخروج بكرة القدم السورية مما هي فيه حالياً من غياب للعمل المؤسسي والنهج العلمي في إدارة مكوناتها الرئيسية تنص إحدى مواده على أن تنشأ رابطة الأندية المحترفة على مستوى الأندية المحترفة وهي عبارة عن هيئة رياضية تعمل ضمن منظومة الاتحاد السوري لكرة القدم وعليها أن تعمل على تحديد نظام أساسي يحكم نشاطها ويكون متوافقاً مع أنظمة الاتحادات السوري والآسيوي والدولي.‏


تحديات‏


ومن خلال عدد من النقاشات وجدنا توافقاً كبيراً في الرؤى على أهمية إنشاء رابطة الأندية المحترفة مع الإقرار بوجود عدد من التحديات التي تقف في طريق تأسيسها، وهذه السلسلة من المقالات تهدف إلى وضع خارطة طريق للأندية المحترفة من خلال خطوات عملية تساعد الجميع في وضع اللبنات الأولى لرابطة الأندية المحترفة.‏


ويجب العمل على مناقشة عدد من المراحل المطلوب المرور بها وصولاً لتأسيس الرابطة، بدءاً من تهيئة الأندية وتأهيلها حسب معايير الأداء المنصوص عليها في منظومة تراخيص الأندية ومروراً بصياغة النظام الأساسي للرابطة وانتهاءً بوضع المنظومة الإدارية للرابطة وخطة الأعمال التشغيلية والاستثمارية، كل هذه المراحل سيتم العمل فيها من خلال منظومة تعاون بين جميع الأطراف المعنية من أندية واتحادات ورجال أعمال ومؤسسات إعلامية.‏


وستكون أولى المحطات العملية في هذه الرحلة هي تأسيس فريق عمل من أندية الدرجة الممتازة لصياغة خارطة الطريق التي تهدف لتقديم منظومة دعم فنية وإدارية لإدارات الأندية لمساعدتها في تحقيق المعايير المطلوبة للحصول على الرخصة لتصبح بذلك مؤهلة للانضمام لمنظومة رابطة الأندية المحترفة المخطط لها.‏


وتجدر الإشارة هنا إلى أن أهداف منظومة التراخيص لا تهدف فقط لتأهيل الأندية للانضمام إلى رابطة المحترفين وإنما تعمل على الحفاظ على موثوقية ونزاهة مسابقات الأندية على المستوى المحلي والقاري، كما أنها تتيح إجراء مقارنة مرجعية للأندية من حيث المعايير المالية والرياضية والقانونية ومعايير الإدارة والعاملين ومعايير البنية التحتية على مستوى القطر، كذلك تعمل منظومة التراخيص على تحسين وتطوير معايير كرتنا المحلية بشكل مستمر، بالإضافة إلى الاستمرار في إعطاء الأولوية إلى تدريب ورعاية الناشئين في جميع الأندية وتحسين مستوى الإدارة والتنظيم داخل الأندية.‏

المزيد..