الكشف الطبي في الأندية المحترفة…. هـل وصلنا إلى القناعـة به…؟!

متابعة- أنور الجرادات:مازالت أغلب أنديتنا وخاصة منها المحترفة تواصل العمل الارتجالي عند الإعلان عن بدء استعداداتها عبر الإعلام للتدريبات الرسمية قبل انطلاقة الموسم الكروي المقبل ( من دون إجراء الفحوصات الطبية الأولية)…!


‏‏


وتلك القصة المكررة احترنا في معرفة مؤلفها الذي لا يريد تغييرها سنوياً بسبب الثقافة الطبية لديه، وبمعيته الطاقم الطبي ( الكومبارس ) الذي مازال بعضهم يعتمد عمله على ( الثلج والرش المسكن المخدر ) من دون الطلب بوضع خطة إلزامية احترازية لإجراء الفحص اللازم بهدف الاطلاع والمساعدة على قدرات اللاعبين الطبية قبل البدنية والتي على ضوئها تتم عملية الاستبعاد أو عدم التعاقد أو التأهيل للاعبين المصابين.‏


تلك الفحوصات الطبية باتت لازمة لتواكب أساسيات تطبيق الاحتراف بحيث تتضمن عمل قياسات طبية للاعبين بشكل دوري في الوقت الذي تتعامل معه بعض أنديتنا بشكل عشوائي في التطبيق وغياب الاستراتيجية الموحدة في الوقت الذي طبقته أندية آسيا طبقاً لما تضمنته معايير الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للحصول على رخصة الاحتراف، وايضا بالمثل لاهتمام الاتحاد الدولي لكرة القدم والذي يؤكد على استمرار الفحص الطبي تجنباً لحدوث الموت المفاجئ الذي حدث مع عدد من اللاعبين أثناء المباريات.‏


نقطة شديدة الوضوح‏


على اتحاد الكرة إلزام الأندية المحترفة وأيضاً باقي الأندية بفتح ملفات طبية لكل لاعب تتضمن التاريخ الطبي للاعب وأسرته وأن تجرى الفحوصات الطبية الشاملة قبل بدء فترات الإعداد وبعد انتهاء الموسم الكروي وعند توقيع عقود اللاعبين، كما ويجب على الاتحاد الرياضي العام إنشاء مراكز طبية مختصة لهذا النوع من الفحوص وأن توضع لها ضوابط صارمة وإجراءات جزائية لمن يخالف ذلك حتى تظل كرة القدم رمزاً للمتعة والإثارة والفرح بعيداً عن الحزن والأسى.‏


الأساسيات‏


وكثيراً ما تعلن الأندية تعاقدها مع لاعبين جدد وتربط إنهاء الصفقة وتوقيع العقد بإتمام الفحص الطبي الذي يمثل المرحلة الأخيرة قبل انضمام اللاعب إلى فريقه الجديد وهذا لا يتم في أنديتنا بتاتاً!؟ والمفروض أنه عندما يتم التوافق على الشروط الشخصية بين اللاعب والنادي، ويجب على أي لاعب أن يحضر لإجراء الفحص الطبي، وتختلف الإجراءات حسب الأندية حيث ان بعض الأندية تتبع إجراءات خاصة بها لكل فحص طبي، وعلى سبيل المثال في حالة تعرض اللاعب لإصابة الكاحل سيركز الفحص الطبي على كيفية تفادي حدوثها مستقبلاً.‏


وقد تستغرق عملية الفحص الطبي بين ( ٢ و ٣ ) من الأيام أحياناً من قبل الطبيب أخصائي العلاج الطبيعي وفريق اللياقة البدنية وبمجرد الانتهاء من الفحوصات ترسل إلى مدرب الفريق وإدارة النادي للاطلاع عليها.‏


الفشل في الفحص الطبي وارد!‏


قد لا تكون نتائج الفحص الطبي دقيقة في بعض الأحيان وقد تدفع الأندية مبالغ طائلة للتعاقد مع لاعبين ثم يعانون من إصابات أو مشاكل صحية تمنعهم من اللعب لاحقاً، وذلك يعتمد على اللاعب وحرصه على تجنب الإصابات وماذا يريد المدرب والنادي من اللاعب وكم سيكلف ذلك خزينة النادي؟‏


هناك شعور لدى غالبية اللاعبين بالقلق من أنك قد تكتشف شيئاً لم يعلموا عنه أو علموا عنه ولم يرغبوا إخبارك به ولا يمكنك دائما أن تتوقع منهم أن يعطوا لك كل المعلومات عن إصابتهم.‏


فحوصات ضرورية‏


فحص القلب المرحلة الأهم في الفحص الطبي وغالبا كانت الأندية تهمل إجراء فحوصات القلب للاعبيها لكنها تركز عليها ربما حاليا بعد العديد من الحوادث المؤسفة التي تحدث في الملاعب بسبب نوبة قلبية ومشاكل في القلب لم يتم تشخيصها أثناء الفحص الطبي وتشمل فحوصات القلب التصوير بالرنين المغناطيسي وفحص دقات القلب وانتظامها كما يجري فحص البول والدم والكشف عن السكري.‏


فحص العضلات ويجري فحص الاستقرار العضلي وقوة الظهر والقسم الأسفل من البطن لدى اللاعب وأهمية هذا الفحص تحدد اذا كان اللاعب يعاني من اي مشاكل في أوتار الركبة أو عضلات الفخد وهي شائعة بين لاعبي كرة القدم.‏


وماذا بعد؟‏


قد تتغير مواعيد ونتائج الفحص الطبي في المراحل النهائية حيث ترغب الأندية بإتمام صفقات الانتقال في أسرع وقت قبل إغلاق نافذة الانتقالات أو لخطف اللاعب قبل دخول أطراف أخرى على الخط وقد يتم إجراء فحص طبي روتيني سريع أو الاعتماد على أقوال اللاعب وإعلان لياقته التامة واجتيازه الفحص الطبي وهو خطأ فادح أحيانا تقع فيه الأندية والأمثلة كثيرة وتطول وكان هم الأندية فقط هو الإتيان وجلب اللاعبين بغض النظر عن حالتهم الصحية.. وهذا الأمر هو الدارج في أنديتنا للأسف الشديد.‏

المزيد..