عذراً أيتها الرياضة

ماذا نكتب إليك..? حين نسأل عنك.. تعوم الخواطر فينا, تتجدد كلماتنا وعواطفنا.. نشفق عليك حيناً ويزداد ازدراؤنا لأنفسنا حيناً آخر, دعينا نسأل ماذا


حل بك في رحاب السويداء, هل سيبقى الفشل جاثماً على صدورنا, هل سنبقى هكذا خجولين, هل سنظل ساكتين مطروشين, أم يجوز الحديث عن فعالياتك الهشة والمريرة.‏


فإن يخجلنا القول: إن هزال التخطيط بات عاهة في عقول من يخططون, وإن يخجلنا توارث الخيبة, والفشل وينتابنا الخجل حيناً وعدم الاكتراث للسقوط حيناً آخر, لأننا نطلق الآهات والحسرة وتغص فينا الكلمات, نطلقها على قادتك ونتحسر على إمكانياتك المتواضعة نطلقها على جلاديك ونتحسر على أبطالك الخالدين.. فتعالي نسأل عنهم.. تعالي نذكرهم كم رفرف علمنا راقصا وكم مرة بلغنا الذروة وتأرجحنا ثم سقطنا ومازلنا فهل تذكرين هل ستصرخين حقداً أم ألماً تنادين: أين أنتم أيها الأبطال.. أين قادتكم أين مدربيكم.. أين أنتم أين عزتكم, أين نحن جميعاً من مخافة الله.. أيصدق المثل »من خلف ما مات« أم شبع موتاً لا رحمة فيه مات دون ورثة أو وريث.. لا أدري يا سويداء ماذا حل بك.. تعالي نتحدث بموضوعية تعالي بمنظور علمي نذكر جملة من الحقائق ونجهر بها:‏


حقيقة فقدان الآلية لتطوير المستوى, حقيقة اللاعبين الأبطال معدومي الدخل أبطال البطانة, حقيقة إغفال المسؤولين عن ذلك الحال, حقيقة نعية أمجادك في معظم الألعاب, حقيقة انعدام التصور والتخطيط, حقيقة ضعفنا في إعادة تأهيل الكوادر التدريبية وحرمانهم من اتباع الدورات المتطورة, حقيقة العلاقة الهشة بين فصائل التربية الرياضية والاتحاد الرياضي, حقيقة التناحر وعدم الانسجام بينهما, حقيقة الفهم الخاطئ للمنصب وعدم تقبله كموقع لأداء الواجب, حقيقة عدم إيمان البعض بالفكر المؤسساتي والعمل الجماعي, حقيقة تهميش البعض للفكر الرياضي وللطاقات العطشى للتطوير, حقيقة ضعف الإمكانيات المادية التي يعتبرها البعض سبباً وحيداً لتبرير السقوط والخسارة.‏


نعم أيتها الرياضة إنها الحقيقة التي أحدثت شرخاً عميقاً وهوة يصعب ردمها بتلك العقلية إذ نهيب بذهنية عمل منفتحة متطورة فاعلة مولودة من عمق الواجب الوظيفي والوطني تسهم في رقي الوعي الفكري والفهم الصحيح لآلية التطوير العلمي والنهوض بالفعاليات الرياضية في ساحات العمل علناً نردم تلك الهوات ونوطد العلاقات بين تلك القوى والفعاليات لنمسح قليلاً من الخجل عن وجوهنا ونزيل مرارة الفشل عن كاهلنا بل لنشعرك أيتها الرياضة ولو لمرة أنك فخورة بنا وإلا سنتوسل منك عذرنا ونسألك من جديد: ماذا نكتب إليك…??‏


نضال نايف أبو علي‏

المزيد..