متابعة – مهند الحسني: أسدلت الستارة عن منافسات الفاينال إيت سلة الرجال، وتأهلت أندية الجيش والوحدة والاتحاد والكرامة إلى المربع الذهبي والذي سينطلق في السادس من شهر أيار المقبل بدمشق،
لكن المستوى الفني للفرق في الفاينال إيت لم يكن واضحاً أبداً، وبدا التفاوت وعدم الثبات بأداء جميع الفرق باستثناء الوحدة الذي بدا أكثر الفرق ثباتاً وقوة، وما بين الرضى على النتائج الرقمية الموضوعة في إطارها النظري لهذه الفرق، والحالة التي نفضلها لأنديتنا بشكل عام، أنهت الفرق الثمانية منافساتها بعد رحلة من المباريات المتواضعة والرتيبة الخالية من الإثارة والندية، لذلك كان لابد لنا بعد هذه الجولة المثيرة من وضع هذه الفرق أمام المرآة بمواجهة حقيقية مع مستواها الفني، وما قدمته من مستويات التي تباينت بين فرق محضرة وبين فرق تلعب رفع عتب لا أكثر.
الوحدة (حماسة وقوة)
بمعايير كرة السلة الفنية بدا فريق الوحدة الذي اعتمد هذا الموسم على مجموعة من اللاعبين الشباب أكثر الفرق جاهزية وأفضلها أداء، وأقواها دفاعاً، وقد نجح في تقديم نفسه بكل أنيق أمام جمهوره، وقدم مستوى أكثر من جيد، وأكد من خلال مستواه أمام الاتحاد، بأنه من طينة الكبار، وظهرت لمسات واضحة لمدرب الفريق هادي درويش على أدائه عبرة توليفة منسجمة بين لاعبي الخبرة والشباب، وإذا كانت نقطة ضعف الفريق الوحيدة الموسم الماضي، هي في عدم توافر لاعبي الارتكاز، فإن الجهاز الفني قد حلّ هذه المشكلة، وتحول إلى مركز قوة بعد عودة اللاعب الشاب هاني دريبي الذي تألق خلال رحلة الفريق في الشقين الدفاعي والهجومي، إضافة إلى وجود العملاقين جميل صدير ومنار حمد، وامتاز الفريق بالرتم السريع، والدفاع الضاغط، والتنوع بطرق اللعب من خلال انضباطه التكتيكي العالي، والتزام اللاعبين شبه كامل بتعليمات المدرب، وظهر ميزة الفريق في اللعب الجماعي بأفضل صورة في المباراة النهائية بعدما خطا خطوة هامة على الصعيد الفني بشكل واثق ومتوازن، عموماً الوحدة ند قوي، ولدى الفريق الكثير ليقدمه في المراحل الهامة من عمر الدوري.
الجيش (تذبذب المستوى)
لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال الجيش بطل النسخة الماضية يتوقع أن يظهر بهذه الصورة المتواضعة في مباريات هذا الدور، فكل من شاهد فريق الجيش بهذا الأداء والشتات الفكري والفني، وخاصة أمام الكرامة ظنه للوهلة الأولى فريقاً من الدرجة الثانية، فالفريق لا ينقصه من النواحي المالية إلا لبن العصفور، والمشاكل التي تعصف بمنافسيه هو بمنأى عنها، فعلاقة اللاعبين بإدارتهم واضحة ومنضبطة، والصالات متوافرة وجيش من الكادر الإداري، ومع ذلك لازالت صورة الفريق ضبابية، وأداؤه غير مقنع، ويعاني الأمرين لتحقيق الفوز على فرق لا تجاريه لا فنياً ولا مادياً، أما على صعيد اللاعبين فالفريق يضم نخبة النخبة، فأين المشكلة إذاً ! حيث قدم أسوأ مستوى له منذ سنوات، وبدا هناك مشكلة واضحة وجلية في أدائه فردياً وجماعياً.
شهد فريق الجيش تفاوتاً كبيراً من حيث المستوى الفني من مباراة لأخرى، ولم يستقر على مستوى ثابت، وبدت رحلة الفريق أشكالاً و ألواناً بين قبول هنا ورفض هناك، ولعل أبرزها كان في الريباوند الهجومي والدفاعي للفريق رغم توافر اللاعبين العمالقة في هذا المركز، ولم يتمكن مدربه هيثم جميل من ايجاد حلول لهذه الهفوة التي عانى منها الفريق في جميع مبارياته، و ترك مستواه أمام فريق الكرامة الكثير من إشارات الاستفهام، وبات جلياً أن الفريق بحاجة إلى حالة من التناغم والانسجام بين لاعبيه أكثر، وخاصة في الشق الدفاعي الذي كان نقطة ضعف الفريق، الأمر الذي تسبب باختلال توازنه في اللقاء النهائي، وخاصة أن الفريق ينتظره مشوار طويل في الدوري العام، وسيواجه فرقاً قوية لن تنفع معها تلك الأخطاء التي ظهر بها اللاعبون.
الاتحاد ( نقص الخبرة)
قدم فريق الاتحاد أداء جيداً، وكان قاب قوسين أو أدنى من الانفراد بصدارة المجموعة، لكن الفريق لم يتمكن من المحافظة على أدائه، رغم تواجد كوكبة من اللاعبين المتميزين، وتكامل مراكزه، غير أن الفريق بات بحاجة لفترة استعداد أطول من أجل أن يصل اللاعبون من خلالها لحالة من التناغم والانسجام، ورغم خروجه من المسابقة غير أن الفريق لم يكن سيئاً، وتمكن من الفوز على فريق الجيش المدجج بالنجوم، لكن النهايات السعيدة لم تكن حليفته، ويبدو أن مباريات هذا الدور ستكون عبارة عن محطة هامة للدوري، و سيكون الفريق بصورة مغايرة في المربع الذهبي، لكونه يضم مزيجاً من لاعبي الخبرة والشباب، يأتي في مقدمتهم اللاعب المخضرم علي ديار بكرلي الذي يعد العقل المفكر للفريق، إضافة إلى أجنحته الطائرة والقوية المتمثلة بلاعبين، أنطوني بكر ووائل جليلاتي، وعملاقه تحت السلة فراس المصري، عموماً فريق الاتحاد سيكون من أقوى المنافسين على لقب بطولة الدوري، خاصة بعد الأخبار التي تؤكد تعاقده في الفاينال فور مع اللاعب ميشيل معدنلي.
الحرية (أخضر الشهباء)
لم يتمكن الحرية من تحقيق نتيجة ايجابية في هذا الدور ترضي طموح عشاقه ومحبيه، وبدا واضحاً بأن مشاركته لم تتعد حدود تسجيل مبدأ المشاركة لا أكثر، وقدم الفريق أداء متواضعاً أمام الاتحاد ، ولم ينجح مدربه في إعادة التوازن لفريقه الذي ظهر عليه بالأدوار التمهيدية في المسابقة، الفريق ينقصه الكثير ليكون بين الأربعة الكبار، أبرز لاعبيه أديب مكتبي، محمد الشامي، بكري ملحو، رامي العسلي، محمد موسى، فيليب ظريف، يدرب الفريق المدرب عماد شبارة.
الثورة
هو الفريق الوحيد الذي يلعب بلاعبيه الشباب باستثناء تواجد لاعب واحد من خارج أسوار النادي ( ياسر كنيفاتي) الذي يعد العقل المفكر للفريق، وقدم الفريق مستويات مقبولة قياساً على فترة التحضير وخبرة لاعبيه الشباب، كانت نتائجه عادية بعيدة عن الفوارق الرقمية باستثناء مباراته الأولى أمام الجيش، لكن عاد الفريق واستعاد عافتيه وقدم مستويات جيدة أمام الثورة، ويمتاز الفريق باللعب السريع والدفاع الضاغط، ولديه مدرب خبير يعرف كيف يدير الكفة لمصلحة فريقه، الثورة سيكون في المواسم المقبلة من الفرق الكبيرة والتي يحسب لها ألف حساب لكونه يعمل ضمن استراتيجية معتمداً على أبناء النادي.
الكرامة
على الرغم من فوزه على فريق الجيش وانفراده بصدارة المجموعة عن جدارة واستحقاق، غير أن مستوى الفريق شهد تفاوتاً كبيراً من مباراة لأخرى، حيث عاد وخسر أمام الحرية وفاز بقوة بعدها على اليرموك لكن عاد وخسر أمام اليرموك وذهب للقاء فاصل معه، وهذا يؤكد تذبذب مستواه وعدم الثبات، رغم أن الفريق يضم لاعبين متميزين، ومدرباً مجتهداً، لكن يبدو أن مشكلته في الناحية الدفاعية التي ظهرت واضحة وجلية أمام اليرموك، الكرامة رغم ذلك كان من الفرق الكبيرة والتي بات يحسب لها ألف حساب، ويبدو أنه سيكون له شأن كبير في مباريات المربع الذهبي المقبل.
اليرموك
قدم فريق اليرموك أداء مقبولاً رغم أن الفريق يضم لاعبين كبار في العمر، غير أنه نجح من فرض نفسه وتأهل للفاينال ونافس بقوة على بطاقة التأهل، لكنه لم يتمكن من استغلال تراجع مستوى منافسه الكرامة وخسر اللقاء الفاصل، وخرج من المنافسة.
النصر
بمعايير كرة السلة يعد فريق النصر من الأندية المجتهدة، والتي قدمت مستويات جيدة في بعض المباريات، لكن الفريق لم يستطع أن يكمل المشوار حيث أوقعته القرعة في الفاينال أمام فريق الجيش ومني بخسارتين كانتا كافيتين في إخراجه من الدوري خالي الوفاض، رغم أن الفريق يضم لاعبين جيدين ومدرباً خبيراً لكنه لم تسنح له فترة التحضير في الوصول للجاهزية الفنية التي تؤهله باللعب بقوة أمام الفرق الكبيرة، عموماً فريق النصر لم يكن سيئاً رغم خساراته ونتائجه.
لغة الأرقام
شهدت مباريات الجولة الأولى من الدور ربع النهائي لدوري أندية الرجال فوز الاتحاد على الحرية في مباراتي هذا الفاينال بفارق (15) نقطة (62/77 )(68-65) وفوز الجيش على النصر بفارق (40) نقطة (57/97) وفي المباراة الثانية فاز بواقع (85-48) وفوز الوحدة على الثورة بفارق (20) نقطة (59/79) وفي اللقاء الثاني فاز الوحدة أيضاً (86-43) وفوز الكرامة على اليرموك بفارق (20) نقطة (76/96) وفاز اليرموك في اللقاء الثاني بنتيجة (64-56) وعاد الكرامة وفاز في اللقاء الفاصل بواقع (80-65) .