ماراثون بالنكهة المحلية

الإشارة للخطأ كانت ولا تزال أولى اهتماماتنا ليس بقصد التشهير أو التشفي وإنما بقصد المعالجة


والنهوض والتطور لكن المفارقة في إشارتنا للخطأ هذه المرة أن سهامنا ليست موجهة لأي مفصل رياضي وإنما للنواة الحقيقية لرياضتنا التي لولاها لا وجود لأي رياضة على وجه العموم أي لبعض لاعبينا الذين أخذت تسيطر عليهم اللامبالاة وهي ليست اشارة فحسب وإنما عتباً كبيراً ومن باب المحبة والحرص لا أكثر وكي لا ندخل في مواضيع الانشاء كما يقال فمن المعروف أنه في كل بقاع الدنيا عندما يتم الإعلان عن إقامة سباق ماراثون نجد بأن العشرات بل المئات يؤمونه إما بقصد الرياضة ورفع لياقتهم أو لتحطيم أرقام جديدة لمحترفي هذا السباق بهدف التأهل لمشاركات خارجية والحصول على مراكز متقدمة لكن ما تبين لنا من خلال سباق الماراثون الذي أقامه اتحاد قوانا قبل أيام أن الصورة مقلوبة لدينا وما أكثر هذه الصور في واقعنا الرياضي إذ ورغم حرص اتحاد اللعبة على دعوة العديد من اللاعبين المختصين للمشاركة بهذا السباق بهدف بث الروح به من جديد وإعادة الحياة له بعد أن أصبح مغموراً نتيجة قلة الاهتمام رغم أنه من السباقات الرئيسية واختيار الأنسب لإشراكه في ماراثون الاسكندرية الذي سيقام أواخر الشهر الحالي إلا أنه دخل مضمار الخيبة وخالف جميع التوقعات من حيث المشاركة بدورة كاملة 180 درجة إذ بدلاً من الإقبال الكبير الذي كان متوقعاً لم يلتزم به إلا لاعب واحد فقط ومع ذلك جرى السباق وأحرز به لاعبنا طلال علاء الدين زمناً جيداً أهله للمشاركة بماراثون الاسكندرية.‏


هذه الحادثة يا إخوان جعلتني أشعر بأن طريقة تعاطي بعض لاعبينا مع بعض السباقات لا زالت بدائية وقاصرة وغير موضوعية وكأنهم لا يريدون تطوير أنفسهم إذ لو كانت الزاوية التي ينظرون منها لهذا السباق أوسع قليلاً لكان قد جرى على الطريقة الأوروبية ولاقى نجاحاً ملفتاً لكن ووفقاً لرؤيتهم الخاطئة تميز ماراثوننا بالنكهة المحلية التي أصبحت غير منسجمة مع الطموح أمام تعدد النكهات وكثرتها في عدة بلدان عربية وأجنبية.‏


الرياضة يا سادة رياضة مهما تعددت الألعاب وتنوعت السباقات لكن علينا أن نطور نظرتنا لها أولاً كي يسهل علينا تطوير أنفسنا فيما بعد لكن وعلى اعتبار أن لاعبنا لا زال يجهل أهمية هذا السباق وغير مهتم به وكي لا يبقى هذا السباق مغموراً وقد التهمت منه الرطوبة والعفونة ما التهمت وأصبح من واجبنا تعزيز وتحفيز لاعبينا أكثر للمشاركة به بهدف إغنائه والنهوض به وتطويره كما لابد من توزيع دعوات عامة للمشاركة به وإحيائه من جديد.‏


فهل نتذوق ماراثوناً بنكهة جديدة في قادمات الأيام? أم أننا سنبقى تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي ننظر للأمور من الزاوية التي نريد ونصر عليها رغم أنها قد تكون خاطئة!! وهل استفاد اتحاد اللعبة فعلاً من هذا الدرس لماراثونات قادمة? أم أنه استسلم وأصبح لا حول له ولا قوة!!‏

المزيد..