غيمة سوداء عابرة خيمت على قيادة الزعيم الأزرق الحمصي وتسببت بعاصفة كادت أن تقضي على (لأخضر واليابس)وتعب ثلاث سنوات حافلة بالإنجازات المحلية والقارية ومضرب مثل لجميع الأندية السورية بالحب والتعاون والألفة والتخطيط السليم لبناء قلعة شامخة اسمها الكرامة. ولكن السبت الأسود كما أطلقوا عليه سيظل بذاكرة الكرماويين الذين تابعوا سواده يومي الأحد والاثنين وكان الفرج والبياض وانفراج الأسارير وصفاء القلوب ظهر الثلاثاء الذي كان موعداً لإيقاف جميع الأقاويل والاشاعات التي أطلقها الحماصنة وكل على هواه وبعودة ربان سفينة الزعيم ومهندسها نصوح البارودي عن الاستقالة ومتابعة المسيرة التي استحق عليها علامة »عشرة على عشرة«.
ووفق شروط واصرار على عودة المستقيلين الذين ناصروه ووقفوا معه وساندوه وفق الأصول »عبد السلام عبارة – الدكتور غزوان شيخ السوق – صادق باشات« ولكن ألا تستحق هذه العاصفة والزوبعة وقفة متأنية للخوض بأسبابها الحقيقية التي تسببت بالاستقالات الجماعية وكادت أن تهز كيان الزعيم… وهل الشائعات التي أطلقها الصغير والكبير »والملفف بالسرير« حقيقية أم عبارة عن مؤلفين ومخرجين ومغرضين وإليكم القصة:
جلسة عابرة:
الثانية ظهراً من يوم الجمعة الماضي وعلى غير ميعاد كان اللقاء مع المهندس بارودي بأحد فنادق حمص وسيطر على جلستنا رياضة الكرامة والصعوبات التي تعترض مسيرتها لمتابعة التطور والتألق وخاصة موضوع الاحتراف الذي أصبح عبئاً على الأندية ويحتاج إلى ميزانيات ضخمة وخاصة الأندية الكبيرة ومنها الكرامة. كما تطرق إلى الحرج والحزن الكبير الذي يواكبه من جراء فقدان كثير من اللاعبين الموهوبين الذي يزخر بهم النادي ولا يستطيع استيعابهم ضمن قائمة الكشوف مما سيؤدي إلى هجرانهم وعلى مضض إلى بقية اللأندية رغم عشقهم للأزرق إضافة إلى المطالب التي تقدم بها الجهاز الفني والإداري بضم لاعب برازيلي من الأنصار اللبناني ولاعب القرداحة فراس اسماعيل واللذان سيشكلان عبئاً على صفوف النادي والميزانية الكبيرة التي تفوق ضعف الإيرادات مما يشكل خرقاً لاستراتيجية الصناعة الحمصية »ميه بالمية« وكان الختام بالتعب الشديد والوقت الكبير الذي و هبه للنادي وعلى حساب تجارته ومصانعه والتي تراجعت بنسبة 25% على الأقل. وبعد الوداع شعرت بأن البارودي سيترجل عن قيادة الزعيم وهناك ضغوط لم يفصح عنها سوى القليل.
السبت الإشاعة والأحد الاستقالات
صباح السبت بدأت رائحة استقالة البارودي تفوح بأوساط الشارع الحمصي فهذا يؤكد وذلك يكذب ولكن صباح الأحد كانت الاستقالة الفعلية التي تقدم بها إلى تنفيذية حمص وفق الأصول تبعه زميليه الدكتور غزوان شيخ السوق والسيد عبد السلام عبارة ولحق بهم صادق باشات الذي حاول تقديم الاستقالة ومنعه رئيس تنفيذية حمص من تسجيلها حتى لا يحدث فراغا وتنحل الإدارة وخاصة وأن أحد أعضائها إبراهيم العمر تم إيقافه بسبب غيابه عن اجتماعات الإدارة. ولكن الباشات أصر على تقديم استقالته وأصبح عدد المستقيلين 5 أعضاء.
روايات تجاوزت الحقائق
وتستحق الأوسكار
الحماصنة في هذه الأيام ليس لديهم حديث سوى المونديال واستقالة البارودي وزملائه وأصبح البعض منهم مؤلفاً ومخرجاً لروايات خلبية صدقها البعض وأغفلها البعض الآخر وهذه مقتطفات من فصول الروايات الأولى, عبد النافع حموية الإداري والمدير الفني رسم خطة لإزاحة البارودي التربع على عرش الكرامة ويدعمه زميله بالإدارة عبد اللطيف الحلو وبدعم من رئيس تنفيذ حمص فاضل جنيد واستطاع ارغام البارودي وعبارة وشيخ السوق على تقديم استقالتهم.
الرواية الثانية: ابو شاكر القويض وبتخطيط من حلفائه بالإدارة السابقة الدكتور رياض الحبال وحسام الرفاعي استطاع تحريض الحموية والإصرار على رصد ميزانية رجال الكرة والتي تجاوزت 50 مليون ل.س والتعاقد مع فراس اسماعيل والبرازيلي فابيو وفي حال عدم الموافقة تحميلهم المسؤولية وبذلك سيقدمون استقالتهم والبدلاء جاهزون وعلى قمتهم الداعم والمرشح لخلافة البارودي عماد كسيبي.
الحقيقة:
نقلها لنا عضو الإدارة عبد السلام عبارة حيث تحدث بصراحته المعهودة فقال: الأربعاء قبل الماضي كان موعداً لاجتماع الإدارة حيث تم مناقشة تقرير الجهاز الإداري والفني للمرحلة السابقة وخطة الإعداد للمرحلة المقبلة وتجديد عدد اللاعبين والخطة المالية اللازمة.
فقد أعلمنا الجهاز الفني بعدم تجديد عقد سفير أتاسي لعدم حاجة الفريق لخدماته وانهاء عقده وإضافة إلى اللاعب عبد الهادي خلف رغم التزامه مع النادي لموسمين قادمين واللاعبين أيهم الخطيب وحسان المصري لتدني مستواهما الفني. واقتراح ضم اللاعب فراس اسماعيل من القرداحة وفابيو البرازيلي من الأنصار اللبناني والبحث عن لاعب مهاجم هداف ومن طراز كبير كما تضمن التقرير مكافأة مسؤول التجهيزات بالفريق السيد عبد الوكيل المصري بمبلغ 100 ألف ل.س . أما الميزانية المالية اللازمة فقد حددت بمبلغ 55 مليون ل.س وتتضمن كلفة اعداد الفريق ومقدمات العقود والرواتب للجهازين الفني والإداري واللاعبين.
كما تضمنت لوائح باسماء اللاعبين اللازمين وغير المرغوب بهم من الرجال والشباب الذين ترفعوا إلى فئة الرجال وبعد النقاش مع المشرف حموية رغم غياب عضوي الإدارة الدكتور غزوان شيخ السوق وسمر ملحم تقرر عدم جدوى هذه الدراسة ومن جميع النواحي الفنية والمالية وكلفة اللاعبين المستوردين من خارج النادي وطلب رئيس النادي من كل عضو في مجلس الإدارة تقديم اقتراحه لمقدمات العقود ولكل لاعب على حدة ودراسة جميع مقترحات الجهاز الفني وليكون القرار الحاسم باجتماع الأحد القادم وضمن الإمكانيات المالية للنادي وفق جداول الواردات التي ستدخل ميزانية النادي للموسم القادم والأخذ بعين الاعتبار استراتيجية الاعتماد على أبناء النادي التي تكللت بالنجاح محلياً وأسيوياً وساد الاجتماع بعض الأجواء المشحونة وبعد اللقاء والاتصالات مع بعضنا وصلنا إلى قرار باستحالة تلبية طلبات الجهازين الفني والإداري وخرق استراتيجية النادي بالاعتماد على ابنائه فقد قررنا تقديم استقالتنا إلى القيادة الرياضية.
البارودي والحموية وجهاً لوجه
لدقائق معدودة تم لقاء البارودي مع الحموية والسباعي وتحديداً بفندق سفير وكما علمنا فإن الحموية والسباعي حاولا تبرير موقفهما ووعد البارودي خيراً.
اللاعبون على أبواب منزل البارودي
تجمعت جوقة الزعيم على أبواب منزل البارودي وطلبوا مقابلته ولسوء حظهم كان غائباً وأصروا على الانتظار حتى منتصف الليل حيث قابلوه وطلبوا منه العدول عن الاستقالة وفي حال إصراره فإنهم سيهجرون الكرامة ووعدهم خيراً.
5 ملايين للبرازيلي
ومليون للاسماعيل مع العملية
دهشت الأوساط الكرماوية للمبالغ الكبيرة التي طرحها الجهازان الفني والإداري وخاصة الملايين الخمسة للبرازيلي ومليون للاعب القرداحة فراس اسماعيل مع تكلفة عملية جراحية والراتب الشهري رغم أنه مصاب بانقطاع بالرباط ويحتاج لعمل جراحي مكلف واحتمال نجاحه ضئيل علماً بأن عدد لاعبي الليبر والموجودون يسدون حاجة الفريق كما تساءل المتابعون عن حاجة الفريق إلى لاعب هداف وخاصة وأن لديهم سبعة لاعبين في مركز الهجوم .
جاء الفرج وعاد البارودي عن استقالته
تنفس الكرماويون الصعداء بعد إعلان البارودي العدول عن استقالته وعودته لقيادة الزعيم بعد تدخلات كثيرة قيادية وأخوية لم يفصح عن البعض منها حيث أكد بأن الدور الكبير بعودته هو ضغوط المحبين بعد أن شرحوا الدور السلبي الذي سيؤثر على مسيرة النادي في حال صمم على الاستقالة والدور الثاني لعبه جميع اللاعبين الرجال الذين زاروه بمنتصف الليل وأصروا على عودته واستعدادهم للتضحية في سبيل الكرامة وبذلك شعرت بأن النادي أمانة في رقبتي ولابد العودة لقيادته.
وعن الشائعات التي تناولها الشارع الحمصي فقد أكد البارودي بأنها مغرضة وتحاول النيل من الزعيم والدكتور الحبال وكسيبي والرفاعي هم أصدقائي وكلنا واحد واتصالاتهم ورجاءهم بالعودة عن الاستقالة هي أكبر دليل على ذلك. أما القويض فإنني أعرفه تماماً وأعرف أخلاقه وطيبة قلبه استبعد تماماً كل الروايات التي يتحدث عنها البعض. ونفى البارودي أن يكون قد اجتمع مع رئيس تنفيذية حمص فاضل جنيد.
معلومات إضافية
للعلم فإن كلفة رجال الأزرق بالموسم الماضي لم تتجاوز العشرين مليوناً وهل يعقل أن يرصد له هذا الموسم 55 مليون ل.س إضافة إلى تكاليف بقية الألعاب السلة واليد … الخ. وإيرادات النادي من استثمارات وريوع… تتراوح بين 32 – 35 مليون ل.س.
شروط
علمت الموقف بأن عودة البارودي عن استقالته بقيادة الزعيم كانت وفقاً لشروط عديدة أهمها:
1- عودة الإداريين المستقيلين إلى كوكبة القيادة وهم »الدكتور غزوان شيخ السوق – عبد السلام عبارة – صادق باشات« وسحب استقالاتهم من اللجنة التنفيذية أصولاً.
2- إعادة النظر بمقدمات العقود ورواتبهم للاعبي الرجال ووفق إمكانيات النادي ومستويات اللاعبين.
3- رصد ميزانية خاصة لإعداد الموسم المقبل وبما يتناسب مع إيرادات النادي من استثمارات وريوع.
4- إعادة مكتب الإعلام والذي طالب به الحموية إلى مكانه السابق أي بعهدة السيد عبارة وربما يحتفظ به البارودي كرئيس للنادي.
5- الاكتفاء بلاعبي النادي وعدم التعاقد مع لاعبين من خارج النادي واكمال استراتيجية »حمصية مية بالمية«.