صوت الموقف

إنه موسمُ الحصادِ.. ووقتُ نموّ الريشِ ومحاولةِ الطيران.. إنّه موسمُ التفتّحِ, موسمُ التسامقِ إلى الضوءِ, وكيفما أدرنا مراكبَنا فإليكَ الرحيلُ!

fiogf49gjkf0d

أغاني فيروز أحلى وهي تقول: يا شامُ عادَ الصيفُ, وصرخةُ وديع الصافي أعلى وهو يقول: يا بني بلادك‏

قلبك اعطيها, ورجعُ صوتِ نزار قباني أقوى وهو يقول مخاطباً دمشق: وددتُ لو زرعوني فيكِ مئذنةً, أو علّقوني على الأبوابِ قنديلا…‏

هم أنتَ, وأنتَ نحن وهم, وكلّ الدروبِ تلتقي في محرابِ حبّكَ يا سيدي الرئيس…‏

كلّ شيء قد يأتي بالإكراه أو على وقع المصلحة الشخصية إلا الحبّ فيأتي كالضوء عارياً نقيّاً يشقّ طريقه غير آبهٍ بدورية شرطة هنا أو قطّاع طرق هناك, ليستقرّ في أكثر مناطق القلب تدفّقاً فيعيدُ هذا القلبُ صياغته بضحكة طفلٍ حفظ اسمك بعد كلمة ماما وبابا, أو بتنهيدة عاشقٍ تفتّق انتظاره عن اخضرار اللقاء أو ببوحِ شاعرٍ تعثّرت ولادةُ معشوقته فصرخَ حين تهجّى أحرفَ اسمك: وجدتها!‏

نعم.. هو الحبّ يعلن الرحيلَ إلى ركنٍ حالمٍ, هو الحبّ ينثر وهجه على الطرقات ويزرعه في الشرفات…‏

هو الحبّ فراشةٌ تحاول الطيران, وعصفورُ دوري يكاد لا يشبع من النظر إلى ريشه وقد كسا لحمه الطريّ..‏

هو الحبّ يا سيدي الرئيس زيتونةٌ حبلى بعناقيد زهرها ووعد خيرها تباهت حين اقترب منها زارعها وهو يفتح يديه باتج¯اه الس¯ماء قائ¯لاً: الحمد لله.‏

هو الحبّ, صفصافةٌ خبّأت في بئر أسرارها حكايات العشاق وقبلات الوقت بدل الضائع..‏

هو الحبّ ضحكة أطفالي الثلاثة تزدحمُ على درج البيت وأنا عائدٌ إليهم بعد غياب ساعات عملٍ مضنية…‏

هو الحبّ يا سيدي الرئيس ينبتُ فينا ولا نشتريه من البقاليات ولا نتاجر به في السوق السوداء..‏

هو الحبّ تعيشه ونعيشه وسنوجزه غداً في صناديق الاقتراع بكلمة (نعم) التي وحدّت هذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه..‏

نعم لك يا سيدي الرئيس لأنك الحبُّ واخضرارُ الأمل ولأنك الأخُ والصديقُ ولأنكَ أول حبيب أتوقع أن أراه أينما اتجهتُ..‏

المزيد..