متابعة .. مهند الحسني:
لم ينجح اتحاد كرة السلة الحالي في تحقيق أي نتيجة إيجابية ترضي طموح عشاق اللعبة، ولم يتمكن من إعادة منتخباتنا الوطنية لمنصات التتويج، رغم أن القيادة الرياضية فتحت خزائنها أمامه من دون أي حسيب أو رقي ، ومع ذلك لم يتمكن من تسجيل حضور طيب، وتحضيرات منتخباتنا الوطنية مازالت تسير بطريقة عشوائية بلا هدف ولا تنظيم ولا أهداف ولا إستراتيجية واضحة المعالم.
فهذا المنتخب يحضر قبل البطولة بشهور، ومنتخب آخر يدعا قبل البطولة بأيام قليلة، ولأن خطط إعداد الاتحاد ضبابية، فالمنتخبات ستبقى تائهة تحت مظلة الاجتهادات الشخصية.
فتحضيرات منتخب الناشئين الذي شارك في بطولة غرب آسيا بالأردن الموسم الفائت سلقت بالاستعجال والتقتير ومن دون أهداف واضحة فجاءت النتائج كارثية ومؤلمة، أما منتخب الناشئات عندما أخذ حقه من التحضير الجيد كانت نتائجه جيدة وحقق لقب غرب آسيا التي اختتمت في العراق قبل أيام قليلة، على حين أن باقي المنتخبات جاءت تحضيراتها بنظام (خود و هات و مشي شغل).
نتائج متراجعة!
أرهقتنا كثيراً النتائج التي حققتها منتخباتنا الوطنية وخاصة منتخب الرجال والذي مني بخسارات علقمية كانت كفيلة بوضعه في مركز لا يليق به من حيث التحضير والدعم، فلم يتمكن منتخبنا من ترك بصمة إيجابية لا على صعيد النتائج الرقمية ولا المستوى الفني، فقدم أسوأ عروضه فردياً وجماعياً، لم يصل منتخبنا لهذه النتائج من عبث، وإنما جاءت نتيجة الروزنامة التي بعمل بها اتحاد السلة والتي باتت أشبه بدفتر ديون سمان حالة (كل مين ايدو الو)، فبدلاً من أن يسعى الاتحاد لتأمين كل المناخات الملائمة لتحضير المنتخب الذي يعد اللبنة الأساسية لمنتخب الوطن، كانت تحضيراته متواضعة لم تلب الطموح فوضع لاعبينا تحت وطأة الخسارات القاسية والرادعة، بالمقابل كان منتخب الناشئات بمنزلة البلسم لأسقام سلتنا فجاء اللقب بعد سلسلة طويلة من الخسارات المؤلمة منيت بها منتخباتنا الوطنية.
دعم لا محدود
سنضع هذه المشاركات بنتائجها المخيبة للآمال خلف ظهورنا وسنطوي صفحتها دون رجعة لأن التحدث عن الماضي لن يفيد، وإنما لابد من التأسيس عليه لفضاءات أوسع وأشمل، والخسارة رغم قساوتها غير أنها ليست نهاية العالم، بشرط الاستفادة من تجاربنا وأن تكون مشاركاتنا القادمة مدروسة بعناية لا أن تسيء إلى سمعة السلة السورية.
نتطلع في هذه المشاركات القادمة إلى تسجيل حضور طيب وضمان تسجيل حضور في جميع الفئات، ولن نشطح بتطلعاتنا وأحلامنا كثيراً ، لكن الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرياضية لكرة السلة يعد شيئاً جديداً لم تلمسه سلتنا منذ نشأتها فما كان مستحيلاً بات في ظل الدعم والرعاية ممكناً وملموساً على أرض الواقع.
جميل أن نشارك في جميع البطولات وأن نكون حاضرين، والأجمل أن تكون مشاركتنا مشرقة ونترك بصمة تليق بسلتنا.
واقع وخيال…
سنكون من المداحين للقائمين على اللعبة وسنصفق لهم كثيراً، وسنقف إلى جانبهم وسنكون في خدمة منتخباتنا الوطنية بغض النظر عن من يقودها أو يرتدي قميصها، لكن هذا يتطلب وجود شروط يجب توفرها للمرحلة القادمة والتي لم نرها في روزنامة أي اتحاد قاد اللعبة، فالتحضيرات العشوائية باتت ماركة مسجلة لمعظم منتخباتنا الوطنية تحت إشراف الاتحاد الحالي الذي لم يتمكن من وضع استراتيجية جيدة لمنتخباته.
ولنتحدث بصراحة ونقول إن القائمين على اللعبة ليس لديهم حتى الآن أهداف واضحة رغم وجود فاصل زمني يفصلنا عن أقرب واستحقاق قادم، وكان حرياً عليهم وضع تصورات جديدة لمرحلة استثنائية بكل شيء، لكن يبدو أنهم يعملون لمرحلة آنية يتطلعون خلالها لتحقيق نتائج جيدة، وبعدها على الدنيا السلام.
لابد لمن يرغب أن يبني كرة سلة متحضرة أن يبدأ من الروزنامة المستقرة والخطة الواضحة لإعداد المنتخبات الوطنية تبدأ اليوم و تنتهي بعد خمس سنوات ولكل منتخب ميزانية وأهداف، ومن يتولى مهام القيادة يجب أن يعرف ما له وما عليه وما هو مطلوب منه وما هو مخصص له، أما أن نخلط الماء بالزيت، ونصر على نجاح الخليط فهو اتجاه يعكس جهل القائمين على شؤون المنتخبات وضعف الإمكانيات الموفرة للمدربين.