صنـاعة المــدرب الوطنــي

الموقف الرياضي- محمد الخطيب:
تشتهر البرتغال دائما بالمدربين المميزين و نجحت بشكل كبير بتسويق صناعتها إلى أوروبا والعالم والغريب أن معظمهم من صغار السن وتقف خلفهم آلة إعلامية كبيرة وفرق تسويق على أعلى مستوى والسبب في كل هذا الدعم في صناعة المدرب هو أن القائمين على كرة القدم بالبرتغال أدركوا أن السبيل الوحيد لتطوير كرتهم يبدأ بتطوير المدرب الذي بدورة سيفتح الأفاق أمام اللاعب البرتغالي بشكل أوسع للانتقال للفرق الكبيرة في أوروبا وبالتالي هذا سينعكس بشكل كبير على تطوير اللاعبين الصغار بصورة أفضل مما يمنح كرة القدم البرتغالية فرصة للمنافسة مع الكبار !
الموضوع كبير ولا نريد أن ندخل في تفاصيله ولكني حاولت إيجاد فرصة للتقارب أو للمقارنة بين البرتغال وبين كرة القدم بسورية وكيف تدار اللعبة في البلدان التي تمتلك كم هائل من المواهب( مدربين ولاعبين )منها سورية
الفارق أن هناك تخطيطا واحترافا عاليا للعبة لكن في بلدي غاب التخطيط وحلت الهواية بصورتها البدائية في أدنى مستوى من الاحترافية بالإدارة أو اللعب .
أنديتنا متخبطة ومدربينا فقراء فنيا وذلك لأن اتحاداتنا زرعت في عقولهم مفهوم المحسوبية والواسطة فدعوة المنتخب تكلفك توظيف علاقاتك الشخصية أو تقديم هدية ما وعندها تتحصل على مانريد..!!
هنا نحنا تفوقنا على البرتغال والعالم في التسويق بشكل صحيح ولكن لمصالحنا الشخصية وجيوبنا التي امتلأت بالعملات المختلفة
فالمدرب السوري يفخر بحصوله على شهادة الـ A الأسيوية والتي أصبحت متاحة في بلدنا لمن لا يعلم لأن أحد المدربين الذين اتبعوا الدورة الماضية رسب في الامتحان ولكن أحد أعضاء الاتحاد وعده أن رسوبه لن يمر وحصل على الشهادة بموجب خطوات التسويق التي ذكرتها سابقا فنجح المدرب وما حدا أحسن من حدا..!
و أهم ما يتعلمه منها هو كيف ينظم منهاج تدريبي وكيف يدير الفريق بسبب الأمية الواضحة للبعض وغياب الطموح وتمسك بفرص العمل للبعض والغرور والاعتقاد الخاطئ بأنه وصل لدرجة الكمال في عالم التدريب للبعض الآخر.
لهذا ظلت كرة القدم عندنا تتغنى بالماضي وصور التاريخ الموهوم قياسا بالإنجازات في الدول المجاورة التي لم تكن تهتم بكرة القدم مثل ما تفعل اليوم ومن هنا نجد صعوبة عودة الكرة السورية كقوة كروية بالمنطقة بالمستقبل القريب إلا عن طريق وضع استراتيجية واضحة المعالم على مستوى برامج التعليم المستمر للمدرب السوري لتطوير قدراته باستمرار والأهم هو وضع حجر الأساس لمشروع بناء المدرب الوطني وأنا مع فكرة تكليف مهمة تدريب المنتخبات لفريق متكامل من المدربين الأجانب حاليآ والاعتماد على اللاعبين المغتربين لمحاولة ردم الفجوة واختصار الفارق الزمني بيننا وبين من سبقونا في عالم اللعبة، ولكن للأسف نحن نجلب المغترب للحصول على أمواله ناهيك عن الأخطاء الإدارية في أوراقه.
فالمغترب أصبح باب رزق والمدرب الأجنبي يتطبع بعاداتنا بأسرع وقت من خلال العزائم والولائم .
فهل سيأتي في يوم من الأيام من يصنع الفارق ….

المزيد..
آخر الأخبار