تشكّل ألعاب البحر الأبيض المتوسط بنسختها التاسعة عشرة التي تستضيفها مدينة وهران الجزائرية امتحاناً حقيقيّاً للرياضة السورية ومعياراً عملياً لمستوى الألعاب المشاركة التي وصفها رئيس اللجنة الأولمبية السورية فراس معلا أنها الأفضل والقادرة على تحقيق ميداليات برّاقة في الدورة.
الدورات المتوسطية الـ 18 السابقة شهدت مشاركة سورية باستثناء دورة عام 1967 التي اعتذرنا عنها واستطعنا تنظيم واحدة من أهم وأجمل دوراتها عام 1987 في اللاذقية وتوّجنا بـ 30 ميدالية تسع ذهبية وسبع فضية وأربع عشرة برونزية.
بعثتنا السورية تشارك في سبع ألعاب هي الفروسية- المصارعة- الملاكمة- ألعاب القوى- رفع الأثقال- الجمباز- الجودو حظيت منتخباتها بفترة تحضير جيدة ونوعية داخلية وخارجية تجعل من سقف الطموح المشروع باعتلاء منصات تتويج متوسطية برّاقة أعلى وأهم غلةً ذهبيةً ونتاجاً رقميّاً عن الدورة السابقة التي نظمتها تاراغونا الإسبانية عام 2018 والتي شاركنا فيها بعشر ألعاب وحققنا سبع ميداليات منها ذهبيتان و فضيتان وثلاث برونزيات.
الامتحان المتوسطي جدّي للألعاب المشاركة ولأبطالها وخاصة البطل الأولمبي معن أسعد صاحب برونزية رفع الأثقال في أولمبياد طوكيو الأخير ومجد غزال المتوج بذهبية الوثب العالي بنسختها الأخيرة والملاكم أحمد غصون المتوج بذهبية وزن 75 كغ في تاراغونا الاسبانية وهما مطالبان بالدفاع عن ذهبيتهما في وهران إلى جانب تطلعات باقي أفراد البعثة لحصد المراكز الأولى على الرغم من وجود أبطال من ثلاث قارات.
الأمل كبير بقدرة فرساننا المشهود لهم بتحقيق إنجازات مشرفة لرياضتنا خارجياً في اعتلاء منصة التتويج وهم الذين استطاعوا طرق باب العالمية والتأهل لأهم المسابقات القارية والدولية والأولمبية كذلك بالنسبة لمصارعينا بعد معسكرهم الناجح في روسيا ولملاكمينا في الجودو والجمباز على الرغم من قوة المنافسات ومستواها العالي.
النتاج المتوقع يستحق أن يكون تحت مجهر الدراسة والتحليل المعياري لمستوى رياضتنا الحقيقي في الألعاب الفردية وألعاب القوة مع معرفتنا لمستوانا في الألعاب الجماعية المخجل وعندها من المفيد جداً الالتفات لترتيب البيت من الداخل وإجراء تقييم موضوعي تُبنى على أساسه خطط عمل واقعية قابلة للتطبيق لبلوغ الهدف المنشود عوضاً عن بيع الوهم الذي لطالما أتقنته اتحادات ألعابنا وخاصة “المحترفة ” منها.
بشار محمد