فشل التشاركية بين الدوائر واللجان في اتحاد الكرة يعيق العمل؟!

تدرك الغالبية العظمى من المتابعين والمطلعين للشأن الكروي حجم المشاكل والخلافات التي تداهم جسم كرتنا المحلية باستمرار ومنذ سنوات طويلة حتى يصل الأمر الى حد المناحرة وتصفية الحسابات من خلال تكوين (الشللية) التي اوجدها البعض وساهم فيها الضعف الإداري في بعض السنوات الماضية، وهذا الواقع يصعب ان تتجاهله اي جهة بما في ذلك الاتحاد نفسه، وعلينا التعامل معه كواقع يمكن اصلاحه.


حبر على ورق‏


والآن حيــث التوجــه في اتحــاد كرة القدم من خلال جلساته التي يعقدها مجلس الادارة يفضي لإعادة تشكيل اللجان الى جانب الدوائر بعد ان جمدت هذه اللجان خلال الفترة الماضية، حيث سيصار الى اعادة تشكيل العديد منها وربما تكون الكوكبة او الغالبية منها من الذين ستناط بهم مسؤولية اللجنة يتحفظون على عمل الدائرة او اللجان السابقة، ولهذا سيغوص التحكيم في مستنقع الخلافات، في الوقت الذي يسعى فيه اتحاد اللعبة الى النهوض بهذا القطاع وتطويره من خلال التعاقد مع احد الخبراء.‏


تقاطعات‏


وفي ضوء هذا التوجه سيكون التقاطع في الاراء ووجهات النظر حاضرا في عمل الدائرة وبعض اللجان، وهنا سيتفرغ هؤلاء الى المناكفة وتصيد الاخطاء ويتم تجاهل التحكيم والسير به نحو آفاق التكامل والتطور، وبالرغم من ان المفهوم او الوصف الوظيفي لعمل اللجان في ظل وجود الدوائر ما يزال غامضا، الا ان اتحاد اللعبة مطالب بتحديد الصلاحيات ودور كل جهة وبالاخص في قطاع التحكيم، حيث اثبتت التجارب تحييد بعض اللجان كما حدث مع لجنة المسابقات العام الماضي عندما جاءت دائرة متنفذة بالقرارات وتم انهاء عمل اللجنة، مع ان أي لجنة وهي في الغالب من المتطوعين ومن غير المتفرغين وكما يفهم من حديث البعض بان اللجنة تتولى رسم السياسة العامة واستراتيجية العمل في مجال اختصاصها ومن ثم تقوم الدائرة التي تشكل من الموظفين المتفرغين بتنفيذ هذه الافكار والسياسة العامة، وان كان التشارك في العمل والاستماع للافكار والمقترحات من دون تجاهل الآخرين من شأنه المساهمة في الرقي باللعبة بدل ان يتولى احد الموظفين سرد التعليمات والقرارات من دون الاخذ برأي الاخرين.‏


مفاهيم‏


ولهذا على الاتحاد ان يوضح المفاهيم والصلاحيات وان لا يأتي تشكيل اللجان بصورة رمزية من باب تطبيق التعليمات ويتم دعوتها عند التشكيل، ومن ثم تترك لتذهب في سبات عميق ثم نتساءل لماذا تحدث المشاكل ولماذا لم يتطور نظام البطولات، ولماذا نكتشف في كل عام الكثير من النواقص في التعليمات وتبدأ عملية الاجتهاد تلقي بظلالها على معالجة القضايا العالقة، وهذه حقائق واقعية نكتشفها في كل موسم جراء الفردية في العمل والتصلب بالرأي الاوحد، فهل نمنح التشاركية الفرصة لتعبر الى ميدان العمل من أوسع الابواب؟.‏

المزيد..