مهند الحسني:تعيش سلتنا الأنثوية أحلى أيامها بعدما ظهر لدينا جيل مميز من اللاعبات سيكون له شأن كبير في المواسم القادمة، لكن ما زالت هذه المواهب والخامات غير قادرة على أخذ فرصتها بسبب سياسة اللامبالاة التي تعاني منها اللعبة في زمن الاتحاد الحالي.
اتسعت الفسحة وتوسمنا خيراً بالمشاركة الأخيرة في بطولة آسيا المستوى الثاني لسلة السيدات التي أقيمت في الأردن العام المنصرم وتوقعنا أنها ستكون فاتحة خير لمشاركات جديدة لسلتنا الأنثوية بعد الشعارات التي أطلقها البعض في اتحاد السلة، لكن تفاؤلنا هذا لم يدم طويلاً بعدما اصطدمنا بواقع مرير وبدا واضحاً بأن كلام الليل يمحوه النهار، وبأننا سنكون أمام نقلة نوعية بمفاصل اللعبة الأنثوية، وبأن المنتخب الذي شارك حينها، وحقق نتائج مقبولة، سيكون للاتحاد وقفة مطولة عندها، وسوف يؤسس عليه لانطلاقة قوية للسلة الأنثوية من جديد لكننا لم نر أي شيء على أرض الواقع يبشر بالخير.
الخطف خلفاً
هناك مثل صيني يقول ( التلميذ الضعيف يشتكي دائماً من أدواته) وهذا المثل بات ينطبق على اتحاد السلة السابق، الذي نجح في الفترة الماضية إلى حدّ ما في توسيع رقعة اللعبة في المحافظات، وقد شهدت انتعاشاً لكنه لم يكن كافياً لإعادتها لألقها، والحقيقة تقال فقد انتعشت اللعبة في بعض المحافظات، وأكبر دليل تلك النقلة النوعية لسلة نادي الساحل الذي عرف كيف يهتم بقواعد اللعبة في الفترة السابقة، ونجح في خلق جيل سلوي واعد، إضافة إلا سلة محردة التي بدأت تثمر خامات ومواهب تبشر بالخير، وكذلك الحال في السويداء التي شهدت تطوراً كبيراً باللعبة في أندية عرى والعربي ولاهثة، وكذلك كانت هناك تجربة ناجحة لنادي أشرفية صحنايا، وبات أحد أهم معاقل السلة الأنثوية في سورية، لكن الاتحاد الجديد وبدلاً من أن يستمر في نهج من سبقه وينفذ خططه ويزيد اهتمامه، عاد إلى الوراء بحجج ما أنزل بها من سلطان، بأن الأزمة والهجرة، وضعف الإمكانات، وغياب المدربين، وبأن وبأن… إلى ما يشاء الله، والسؤال هنا، هل بمقدور اتحاد السلة الحالي أن يعلمنا ما مصير السلة في نادي الساحل في عهده؟ وهل لديه تفسير كيف انتقلت لاعبات نادي السلمية لأحد الأندية الدمشقية تحت بند الاحتراف ما أفقد النادي لاعباته وبات ملازماً للدرجة الثانية؟ وهل لديه إجابات شافية عن مصير سلتي العروبة و اليرموك اللتين منيتا بخسارات مؤلمة لا تليق بناد كبير، وهل لديه القدرة على إقناعنا حول مصير اللعبة واندثارها في محافظتي حمص وحماة، وسبب غيابها منذ سنوات طويلة، وهل لديه إجابة عن سبب التراجع المخيف لسلة سيدات بردى، وأين السلة الأنثوية في ناد كبير كالجيش؟
غياب الجيل الذهبي
هل بمقدور القائمين على السلة الأنثوية باتحاد السلة الحالي إقناعنا حول سبب غياب اللاعبات النجمات عن عرش سلتنا الأنثوية أسوة بالجيل الذهبي أمثال( لولو اسميح، سلام علاوي، غادة الراعي) اللواتي سطرن أسماءهن بماء من ذهب، وقارعن في كثير من المحافل سلة أقوى المنتخبات العربية (مصر وتونس ولبنان والجزائر) بسلات كثيرة، واعتلين منصات التتويج عن جدارة واستحقاق.
أما أن فلاسفة التنظير والاستعراض وتوزيع الابتسامات للكاميرات وملازمة المسؤولين، لم يخطر في بالهم هذه المشاكل والهموم التي تعاني منها أندية كانت عريقة في هذه اللعبة منذ سنوات، وهل وجدوا لها الحلول؟
خلاصة
نتمنى أن يعيد اتحاد السلة حساباته بهذا الخصوص، وينظر لمصلحة اللعبة من زاوية أخرى، لعلّه يجد ضالته في إيجاد كوادر فنية مؤهلة، لأن سلتنا الأنثوية ليست بحاجة لمنظّرين بقدر ما هي بحاجة لمن يمنح دواء لجميع أوجاعها وأمراضها التي أرهقتها وأدخلتها في غرفة الإنعاش وباتت تغط في نوم عميق.