متابعة – أنور الجرادات: تدرك الغالبية العظمى من المتابعين والمطلعين المشاكل والخلافات التي تداهم الجسم التحكيمي باستمرار ومنذ سنوات طويلة حتى يصل الأمر إلى حد المناحرة وتصفية الحسابات من خلال تكوين (الشللية) التي أوجدها الحكام أنفسهم وساهم فيها الضعف الإداري في بعض السنوات الماضية، وهذا الواقع يصعب أن تتجاهله أي جهة بما في ذلك الاتحاد نفسه، وعلينا التعامل معه كواقع يمكن إصلاحه بشتى السبل، بالطبع من دون إغفال بقية اللجان ولكن قطاع التحكيم هو الأهم.
مسؤوليات
والآن حيث التوجه في اتحاد كرة القدم من خلال جلساته التي يعقدها مجلس الإدارة يفضي لإعادة تشكيل اللجان الى جانب الدوائر بعد أن جُمّدت هذه اللجان خلال الفترة الماضية وأصبح وجودها على الورق فقط لا غير، ومن أهمها لجنة الحكام التي استعيض عنها منذ عام تقريباً بلجان مؤقتة و بدائرة الحكام، حيث سيصار إلى إعادة تثبيتها وربما تكون الكوكبة أو الغالبية منها من الذين ستناط بهم مسؤولية اللجنة يتحفظون على عمل الدائرة أو اللجان السابقة ، ولهذا سيغوص التحكيم في مستنقع الخلافات، في الوقت الذي يسعى فيه اتحاد اللعبة إلى النهوض بهذا القطاع وتطويره.
تصيّد الأخطاء
وفي ضوء هذا التوجه سيكون التقاطع في الآراء ووجهات النظر حاضراً في عمل الدائرة واللجنة، وهنا سيتفرغ هؤلاء إلى المناكفة وتصيد الأخطاء ويتم تجاهل التحكيم والسير به نحو آفاق التكامل والتطور، وبالرغم من أن المفهوم أو الوصف الوظيفي لعمل اللجان في ظل وجود الدوائر ما يزال غامضاً إلا أن اتحاد اللعبة مطالب بتحديد الصلاحيات ودور كل جهة وبالأخص في قطاع التحكيم، حيث أثبتت التجارب تحييد بعض اللجان كما حدث مع لجنة المسابقات العام الماضي عندما جاءت دائرة متنفذة بالقرارات وتم وأد اللجنة، مع أن اللجنة، أي لجنة، وهي في الغالب من المتطوعين ومن غير المتفرغين وكما يفهم من حديث البعض بأن اللجنة تتولى رسم السياسة العامة واستراتيجية العمل في مجال اختصاصها ومن ثم تقوم الدائرة التي تشكل من الموظفين المتفرغين بتنفيذ هذه الأفكار والسياسة العامة، وإن كان التشارك في العمل والاستماع للأفكار والمقترحات من دون تجاهل الآخرين من شأنه المساهمة في الرقي باللعبة بدل أن يتولى أحد الموظفين سرد التعليمات والقرارات من دون الأخذ برأي الآخرين.
مفاهيم وصلاحيات
ولهذا على الاتحاد أن يوضح المفاهيم والصلاحيات وألا يأتي تشكيل اللجان بصورة رمزية من باب تطبيق التعليمات ويتم دعوتها عند التشكيل، ومن ثم تترك لتذهب في سبات عميق ثم نتساءل لماذا تحدث المشاكل ولماذا لم يتطور نظام البطولات، ولماذا نكتشف في كل عام الكثير من النواقص في التعليمات ؟ وتبدأ عملية الاجتهاد تلقي بظلالها على معالجة القضايا العالقة، وهذه حقائق واقعية نكتشفها في كل موسم جراء الفردية في العمل والتصلب بالرأي الأوحد.فهل نمنح التشاركية الفرصة لتعبر إلى ميدان العمل من أوسع الأبواب ؟
وأخيراً .. نسمع بين الحين والحين من رئيس اتحاد الكرة وبعض الأعضاء بأن هناك نية في إعادة النظر في اللجان الرئيسية التابعة للاتحاد وسوف يتم إعادة تشكيل هذه اللجان ولكن على أرض الواقع لم نلحظ أي تغيير أو تعديل أو حتى استبدال لأي من اللجان الرئيسية التابعة لاتحاد الكرة والتي هي من الأساس تم تشكيلها على أساس ( جوائز ترضية ) انتخابية ونسأل سؤالاً بريئاً متى يأتي قرار اتحاد الكرة بالتغيير والتبديل لهذه اللجان أم إن ..؟ ننتظر لنرى.