متابعة – أنور الجرادات: يعتبر ما يقدمه مدير الكرة هو الدعم اللوجستي للاعب، وكلمة لوجستي هنا تعني الدعم الجانبي المساند، حيث إن الجوانب النفسية والفكرية والمعنوية تشكل أهمية كبرى،
تتطلب أن ترتفع هذه الإدارات وعلى رأسها مدير الكرة إلى المستوى المطلوب، بل أصبح منصب مدير الكرة منصباً يشكل أهمية كبرى لخصوصية الدور الذي يقوم به، وأصبح أيضاً في مضمونه يشكل رافداً من الروافد التي تعتمد عليه إدارات المنتخبات والأندية، وبالطبع يجب على من يعمل في هذا المنصب أن يملك مؤهلات رياضية وفنية وإدارية وتجربة غنية طويلة في هذا المجال، وفي ظل الاحتراف يجب أن يكون مدير الكرة متفرغاً تماماً لهذا العمل، تندرج وظيفته في تصنيف المحترفين، لأنه يتعامل مع أجهزة فنية محترفة، ولاعبين محترفين، وأجهزة طبية محترفة، وحتى لا يحدث خلل إداري في هذا المنظومة، نتعامل مع هذا المنصب باحترافية في المضمون وفي الجوهر، وهو حلقة الوصل بين مجلس الإدارة والأجهزة الفنية والطبية واللاعبين، ومدير الكرة يعد هو القائد الفعلي لمجموعة اللاعبين، بل السند الإداري للأجهزة الفنية والطبية العاملة والمرافقة للمنتخب أو فريق النادي، ويعد القائد الإداري لهذه المجموعة وبالتالي تشمل قيادته عناصر كثيرة تخلق أنماطاً متناسقة لنشاطات وفعاليات العمل الإداري في هذه الإدارة، كما يشارك في كثير من القرارات المهمة والمؤثرة مثل: اختيار اللاعبين المحترفين بالتشاور مع المدير الفني، وينعكس تأثيرها على نشاطات كامل المجموعة من لاعبين وغيرهم بل ربما يكون لها تأثير في سلوكيات هذه المجموعة، وإن لم تضبط بمعايير واضحة ومنضبطة قد تختل موازين الأمور الإدارية وربما الفنية أيضاً.
وحتى لا يحدث الخلل مثلما هو حاصل في القنوات الرياضية والتي أخذت تختار لاعبين قدامى ليكونوا محللين فنيين، فنستمع للعجائب والغرائب والآراء التحليلية الخاطئة التي تستفز مشاعرنا مع التقدير والاحترام للبعض منهم، فليس كل نجم سابق يصلح أن يكون مديراً للكرة، مع احترامي للجميع، لأن هذا المنصب يتعلق بعمل إداري ومهام ونشاطات إدارية تشتمل على مجموعة واسعة من المواضيع، وتعد عاملاً حاسماً في تحقيق الانسجام في الفريق، فجانب المهام العادية والمتعلقة بتنفيذ النظم واللوائح خاصة الصادرة من الاتحادات الأهلية والقارية والاتحاد الدولي، والإشراف على تطبيق بنود الاحتراف الداخلية والخارجية، وتوفير الاحتياجات الخاصة بالطاقم الفني واللاعبين، والتشاور معها حول أوضاع وتفهم الرؤية الفنية للمدرب ومناقشته دون المساس أو التدخل في عمله، وتنفيذه لرؤيته الفنية، وأيضاً المتابعة الإدارية فيما يخص تنفيذ المتطلبات المالية والفنية للفريق والأجهزة الفنية واللاعبين، إلى جانب رفع التقارير الأسبوعية أو الشهرية أو السنوية لإدارة المنتخب أو النادي.
أدوات مساعدة
لا بد لمدير الكرة ومجموعة عمله أن يكونوا مهيئين ومزودين بمجموعة كبيرة من الأدوات والمعدّات القياديّة، حتى يتمكنوا من التعامل مع الأحداث بطرق احترافية، وتحقيق النتائج الإيجابيّة والتميّز ويمكن الاستعانة بهذه الأدوات: – إعداد الإستراتيجيّات للعمل الجماعي، وتنشيط دور اللاعب في الفريق وخارجه، ورفع المعنويّات والتّحفيز، ومتابعة بعض الإجراءات الرسميّة، وإعداد وتقديم التقارير والدراسات التي تسهم في تطوّر وتقدّم الفريق، وتبسيط مهمّة المدرّب والطبيب واللاعب، حتى يكونوا على قدر كبير من المعرفة بفن التعامل مع الأطراف الأخرى ذات الصلة، ومنها العلاقات بالآباء، خاصة أن الآباء، بل جميع أفراد الأسرة لهم دور إنمائي ووقائي وإرشادي مهم جداً يشبع الحاجات النفسية للاعب، وعامل من عوامل الدعم المعنوي، ووسيلة رقابية ضرورية للسلوكيات العامة للاعب، وعلاقات اللاعبين بعضهم مع بعض، وإعداد متطلبات ما قبل التمرين وما بعد التمرين أو المباريات، وداخل المعسكرات وخلال أسفار الفريق لأداء معسكرات أو مباريات خارجية وهناك أمور تربوية مهمة ودور فاعل يجب أن تقوم به إدارة الكرة في منتخباتنا وأنديتنا يتمثل في عدم جعل لاعب كرة القدم أداة لتنفيذ برنامج رياضي يحقق النتائج الإيجابية في المباريات فقط، بل علينا أن نجعل من لاعب الكرة المواطن رياضياً متكاملاً في صفاته الإنسانية، وأن نساعده ببرامج تطور من مستواه الفكري مثل برامج تطوير الذات وهو تطوير النفس بالنسبة للذين يريدون تطوير أنفسهم والآخرين من حولهم، من خلال استخدام تقنيات وطرق للمعرفة، واكتشاف طرق وأساليب للتعامل مع الحياة والنّاس، ولتطوير الذهن بطرق واعية وروحانيّة وبهذا يكون لدينا قدرة أكبر للتعامل مع الأحداث المفروضة من الخارج ولإحداث التطوير من الداخل وبهذا نكون أكثر تأثيراً في هذه التعاملات.
شروط
ولكي يستطيع مدير الكرة أن يؤدي مهمته بنجاح فلا بد أن يحوز أو يكتسب أربع مهارات ضرورية وذلك لكي يبلغ أهداف العمل، ويحقق أهداف الأفراد ويرفع درجة رضاهم من ناحية أخرى، وهذه المهارات هي:
١ – المهارة الفنية: هي أن يكون مجيداً لعمله متقناً إياه، ملماً بأعمال الجهات التابعة لإدارته من ناحية طبيعة الأعمال التي يؤدونها، عارفاً لمراحلها وعلاقاتها ومتطلباتها، كذلك أن يكون بإمكانه استعمال المعلومات وتحليلها، ومدركاً وعارفاً للطرق والوسائل المتاحة والكفيلة بإنجاز العمل.
٢ – المهارة الإنسانية: يعنى بها المقدرة على تفهم سلوك اللاعبين وكل من حوله وعلاقاتهم ودوافعهم ورغباتهم، وكذا العوامل المؤثرة في سلوكهم، لأن معرفته بأبعاد السلوك الإنساني تمكنه من فهم نفسه أولاً، ومن ثم معرفة لاعبيه ثانياً، وهذا يساعد على إشباع حاجات اللاعبين، وتحقيق الأهداف المشتركة.
٣ – المهارة التنظيمية: هي أن ينظر مدير الكرة للنادي على أساس أنه نظام متكامل، ويفهم أهدافه وأنظمته وخططه، ويجيد أعمال السلطة والصلاحيات الممنوحة له، وكذا تنظيم العمل وتوزيع الواجبات وتنسيق الجهود وإدراكه لمعنى تطويع اللوائح والأنظمة والقوانين من أجل تجويد العمل.
٤ – المهارة الفكرية: هي أن يتمتع مدير الكرة بالقدرة على الدراسة والتحليل والاستنتاج بالمقارنة، وكذلك المرونة والاستعداد الذهني لتقبل أفكار الآخرين، وكذا عكس أفكار الإدارة العامة للنادي أوالمنتخب وتطويرها حسب متطلبات العصر والظروف. وهنا سأستعرض أنماط القيادة، وعلى كل مدير كرة الاستعانة بما يراه مناسباً لتطبيق سياسته في إدارته، وقد تعددت أنماط القيادات، وتفرعت بحسب الدراسات التي أجريت وحسب التصنيفات التي تمت، ومنها النمط أو الأسلوب التسلطي الذي يكتسب الخاصية المميزة لسلوك القادة المتسلطين، والتي تتمثل في اتخاذهم من سلطتهم الرسمية أداة تحكم وضغط على الذين يتعاملون معهم من إداريين ولاعبين وفنيين وغيرهم، لإجبارهم على إنجاز العمل واتباع التعليمات الصادرة في كل ما يخص النواحي الإدارية التي يتولاها.
ويجب على مدير الكرة أن يكون واسع الأفق يتعامل مع الإعلام بذكاء وحرص واحترام متبادل، ويعرف كيف يزن تصريحاته الصحفية بمعايير دقيقة لأن لها تأثير بالغ.