حلب – عبد الرزاق بنانه: أزمات عديدة مرت على كرة الاتحاد خلال مرحلة الذهاب في دوري المحترفين وبقي للفريق مباراة واحدة أمام نادي الجيش ستكون على ملعبه يوم الأحد القادم،
وبعيدا عن ترتيب الفريق على سلم ترتيب فرق الدوري مع نهاية المرحلة فقد تعرض الفريق إلى العديد من النكسات كانت حصيلتها تسعة تعادلات، البعض منها لا يمكن أن يدخل ضمن المنطق «الموقف الرياضي « سيكون لها وقفات مطولة عن أسباب هذه الأزمات والانتكاسات وما حدث للفريق في الأسابيع القادمة من خلال الرأي والرأي الآخر..
تعددت الأسباب
ما من شك أن الفريق الاتحادي هو الأجهز والأفضل استعدادا من جميع الأندية ولعل المشاركة بكأس التحدي ودورة تشرين دليل على مدى الجاهزية، ولا يختلف اثنان أن الفريق يضم بين صفوفه مجموعة كبيرة من خيرة لاعبي الدوري وسبق للعديد منهم تمثيل المنتخب الوطني في البطولات العربية والآسيوية والدولية، وبالنسبة للإمكانيات فقد قدم له الأفضل من بين جميع الأندية والبعض يتحدث في الكواليس أن تكلفة إعداد الفريق هذا الموسم تجاوزت 100 مليون ليرة سورية وهذا يعود بالفضل إلى مدير الفريق الكابتن وائل عقيل الذي لم يبخل بتقديم جميع أنواع الدعم المادي، بالاضافة إلى التجهيزات الفاخرة، وبغض النظر عن النقاط التي حصدها الفريق فإن الأداء وبشكل عام وفي معظم المباريات لم يرتق إلى المستوى المطلوب وهناك إجماع من معظم الخبرات على أن المشكلة الأولى للفريق هي فنية بامتياز .
رؤية فنية
من خلال نظرة فنية لرأي بعض الخبرات على أداء الفريق هناك إجماع أن الفريق يعاني من مشكلة في العمق الدفاعي ومشكلة بطء خط الوسط، مما يتسبب بترك مساحات فارغة في وسط الملعب وتباعد بين الخطوط الثلاثة، مع التأكيد من الجميع أن ما ينقص الفريق هو قائد في وسط الملعب يستطيع ربط الخطوط مع بعضها ويفرض إيقاعه في الحالة الهجومية والدفاعية، والمشكلة الأهم التي يعاني منها الفريق هي عدم الانسجام بين اللاعبين، وبرأي الغالبية أن عدم الاستقرار على تشكيل أساسي للمباريات هي أهم أسباب عدم الانسجام، ويفتقد الفريق إلى اللعب الجماعي، ومن خلال نظرة إلى مباراة المحافظة الأخيرة نجد أن الفريق افتقد إلى أمور عدة أهمها عدم ترابط الخطوط مع بعضها واللعب العشوائي ودون تنظيم بعكس فريق المحافظة الذي بالرغم أنه لا يضم بين صفوفه لاعبين بالمنتخب الوطني إلا انه ظهر بشكل أفضل تنظيماً وجماعياً في التحرك والوصول إلى المرمى، وتكمن قوة الفريق الاتحادي حاليا في وجود حارس المرمى إبراهيم عالمة بالاضافة إلى وجود لاعبين بارزين في بعض المراكز وهم بحاجة لتسخير إمكانياتهم بالشكل الأفضل ..
مهام ومسؤولية
مرحلة الذهاب شارفت على النهاية والفريق بحاجة إلى إعادة ترتيب من جديد وخاصة أن هناك متسعاً من الوقت على موعد انطلاق مرحلة الإياب وبحسب بعض المعلومات ستكون يوم الجمعة 19/5/2017، فالمرحلة القادمة يجب أن تبدأ من الآن وبهمة عالية وبتحضير مثالي على أن يتم خلال هذه المرحلة تدارك أخطاء مرحلة الذهاب وبشفافية ولعل أهم هذه الأخطاء عدم الاعتماد على تشكيلة ثابتة تلعب المباريات، فكثرة النجوم في الفريق بات وجودهم عالة وهمّاً على النادي والتغيير المستمر في التشكيل والمزاجية أحيانا في إشراك واستبعاد البعض من اللاعبين كان سببا أساسيا في عدم تحقيق الطموح الذي يتطلع إليه الاتحاديين بالفوز باللقب وهذا ليس مستحيلا إذا اكتملت المعادلة في مرحلة الإياب وكان هناك إخلاص من الجميع، بقي أن نشير أخيرا إلى ضرورة فتح صفحة جديدة من العمل الإداري والتنظيمي وحل مشكلة تراكم رواتب اللاعبين خلال فترة الاستراحة وقبل انطلاق مرحلة الإياب من الدوري ..
شجاعة ضائعة
في سياق الحديث عن الأزمات التي مرت على الفريق هناك الكثير ممن يعتقد بل يجزم أن ما حققه الفريق من نتيجة ايجابية أمام فريق تشرين هو أكثر من جيد لنادي الاتحاد، فالفريق سبق أن تعادل مع أندية لا تملك الإمكانيات وهي في مركز متأخر على سلم الترتيب وعندما تتعادل مع متصدر الدوري على أرضه وبين جمهوره وتسجل ثلاثة أهداف، فهذا بحد ذاته انجاز والبعض قال إن الحكم ظلمنا وأضاع علينا فوزا مؤكدا، بالمقابل يقول البعض من جمهور تشرين إن فريقهم تعرض للظلم أيضا وبغض النظر عن تقييم أداء الحكم فالإجماع أن الحكم لم يكن موفقا ومن هنا نتمنى على الجميع عدم التعرض والاعتراض على قرارات الحكام وبرأيي الشخصي أن الحكم الذي يعلن في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع عن ضربة جزاء والنتيجة تشير إلى التعادل هي قمة الشجاعة وهي دليل أن الحكم لم يفكر بما سيحدث بعد نهاية المباراة وهو بذلك يمثل قمة الحيادية .
إعادة نظر
بالعودة للعقوبات التي صدرت عن اتحاد كرة القدم على خلفية المباراة يرى البعض أن معظمها كان بحدود المعقول ماعدا عقوبة الكابتن وائل عقيل وبالمناسبة فهو اعترف بأنه اخطأ والسؤال هنا لماذا العقوبة /6 / مباريات وهناك إجماع على أن العقوبة كانت قاسية جدا ونتمنى على اتحاد الكرة إعادة النظر في هذه العقوبة، كما أن العقوبات المالية كانت كبيرة جدا وصلت في النهاية إلى 325 آلف ليرة على نادي الاتحاد و 250 ألف على نادي تشرين وهناك اعتقاد من البعض أن عقوبة 150 ألف ليرة سورية على لاعبي فريق الاتحاد لعدم مصافحتهم لاعبي تشرين والحكام كانت كبيرة جدا وكنا نتمنى على اللجنة أن تجد العذر للفريقين في هذه المباراة وخاصة أن درجة التوتر كانت عالية في الدقائق الأخيرة للمباراة ..
أمنيات
وتبقى الأماني من جمهور الناديين أن يتحلى الجميع بالأخلاق الرياضية العالية وأن ينسى الجميع ما حدث في هذه المباراة وفتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والأخوة في سبيل الارتقاء برياضة الوطن.