الموقف الرياضي- ملحم الحكيم :
امتعض كامل شبيب رئيس اتحاد الملاكمة من وصف الملاكم الأولمبي ناصر الشامي لاتحاد الملاكمة بالاتحاد السيىء، لناحية إدارة وقيادة اللعبة، أو اتحاد المحسوبيات، لناحية دعم لاعبين أو كوادر من اللعبة على حساب أخرى، حجته في ذلك أنه الملاكم الوحيد الذي أحضر ميدالية أولمبية للعبة على مر تاريخها في بلادنا، ومع ذلك لم يرشحه اتحاد اللعبة لاتباع إحدى دورات التدريب ذات النجوم الدولية ، كما فعل مع كوادر أخرى لم تحضر النتائج التي أحضرها الشامي ناصر ملاكم الوزن الثقيل وحامل برنزية المبياد اثينا عام ٢٠٠٤ .
وللحقيقة فالنظام البائد كان لا يقدر الإنجاز ولا صاحبه فمعاناة الشامي بدأت قبيل الثورة، وقد وثقت صحيفة الموقف الرياضي ذلك بتاريخ ٢٩ تموز لعام ٢٠٠٦ تحت عنوان.. “هل عفوتم عنه لتطفشوه من جديد؟!”
عمومآ شبيب الملاكمة ورغم امتعاضه الشديد من اتهامات ناصر القبضات، إلا أنه لم ينكر الظلم الذي لحق بالبطل بقوله: ناصر الشامي، ابن حماة، بطل حقيقي وما من أحد ينكر ذلك فهو من حقق الميدالية البرونزية في الملاكمة لسوريا من خلال أولمبياد أثينا 2004، ولكن وكل الكوادر تعرف أنني كنت مندوبا من الاتحاد الدولي في الأولمبياد ولعبت دوراً كبيراً بدعم اللاعب وإبعاد أي ظلم تحكيمي كان من الممكن أن يطاله، وذلك لقناعتي التامة بامكانيات الملاكم على تحقيق الإنجاز ، ويضيف الشبيب : هذا من الناحية الفنية، اما من الناحية الاخرى فأنا كنت وسأبقى إلى جانب جميع أبطال اللعبة وكوادرها، ومنهم البطل الشامي الذي أعلم أن بطلنا ولد يتيما بعد استشهاد والده برصاص قوات المجرم حافظ الأب فعاش وتعايش مع الحسرة في قلبه التي فجرها مرتين، الأولى في اللعبة فكان بطلا بجميع المقايس ومختلف المحافل، والثانية فجرها مع مطلع الثورة حين تحول من بطل أولمبي يلقى التحفيز والسيط الواسع من مختلف القيادات الرياضية والسياسية إلى شخص مستهدف لرصاص قوات النظام البائد، فتعرض لإصابة بليغة أعاقته وابعدته عن شغفه للملاكمة، ما اضطره للنزوح والرحيل بعيدا عن مدينته حماة .
لتبدأ بعدها معاناتنا كاتحاد لعبة واجبه دعم أبطاله، لكنه بذات الوقت مكبل اليدين، مجبر على تنفيذ توجيهات الطغاة وعليه، فالاتحاد وقتها لا يستطيع ذكر اسم أي بطل أو خبرة ممن حذفه أو حذفها نظام الطغيان الأسود،
أما اليوم وحسب تعبير كامل الملاكمة، وسواء بقينا باتحاد اللعبة أو تولى غيرنا، هذه المهام فكل بطل أو خبرة ستأخذ حقها كاملاً وإن حذف النظام المخلوع لبطل الملاكمة الشامي نجمته الأولمبية، لن يستطيع محوها من ذاكرة الشعب السوري، فبرونزية ناصر الشامي الاولمبية هي الوحيدة لملاكمتنا وسيبقى يفتخر بها كل السوريين، وهذا ما سيجده الملاكم نفسه بمجرد عودته التي نتمنى أن تكون في القريب العاجل ، فبلده ورياضته ولعبته تحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى.