الموقف الرياضي:
منذ أن تولى المدرب الإسباني مهمة تدريب منتخبنا الأول لكرة القدم والناس تأمل خيراً ، والإعلام يواكب خطوات المنتخب من محطة إلى محطة ، على أمل أن يصبح لدينا منتخب جديد يصل إلى نهائيات كأس آسيا القادمة، بعد أن فاته قطار المنافسة للوصول إلى نهائيات المونديال .
المدرب الإسباني اجتاز حتى الآن ثلاث محطات تدريبية مع منتخبنا ومن خلال أيام الفيفا ، فلعب أولآ في كأس الهند ثم كأس تايلاند ، وأخيراً قبل أيام لعب مباراة ودية أمام منتخب روسيا ..
المحطتان الأوليتان كانتا للاستكشاف وبناء تشكيلة أولية للمنتخب ، وفيهما واجه منتخبنا فرقاً ضعيفة من النخب الثالث آسيوياً ، فاز وتعادل وخسر ، أما آخر مبارياته كانت مع روسيا وهو منتخب من الطبقة الثانية أوروبياً، وفي الثلاث محطات كانت هناك ملاحظات كثيرة على منتخبنا ، أي أنه لم يرض أحداً، لا عندما فاز ولا عندما خسر !
وهذا يعني أن الخطوات كانت متعثرة وليست ثابتة ، والسبب الاعتماد على اللاعبين من أصول سورية يعيشون في بلاد الغربة، والاعتماد على القليل من اللاعبين من داخل البلد، يُعدون على أصابع اليد بل أقل ، وبات من المؤكد بعد ما مضى قبل هذه التجارب وخلال الاستحقاقات السابقة التي فشلنا فيها ، بأن الاعتماد على لاعبين من أصول سورية يلعبون في أوروبا أسلوب غير ناجح ، ودليل ذلك النتائج والاعتذارات المتتالية، والحجج الواهية للكثيرين ، من أجل التهرب من اللعب مع المنتخب ، وهذه وحدها تشكل أزمة غير مقبولة ومرفوضة .
إلى المعنيين عن كرة القدم في بلدنا نقول :
في الأفق القريب لا استحقاقات لدينا ، وأول استحقاق قد يأتي في الشهر الثالث من العام القادم، وبما أن الدوري مستمر والدوري الممتاز سوف يستمر بخطوات دون تأجيل ، فلماذا لا يتم تشكيل مدرب للمنتخب من داخل البلد وغالبيته من لاعبينا الجدد تحت 23 عاماً ؟ معززين ببعض الكبار ثم الاستعانة باللاعبين الذين يصنعون الفارق من لاعبي الأصول السورية في أوروبا ؟
أما أن نحشد كل اللاعبين من أوروبا ، والقلة من بلدنا، فهذه تجربة فاشلة .
كل النتائج الطيبة التي حققناها سابقاً كأس العرب وغيرها .. ودورة المتوسط ، انتهاءً بالمنتخب الذي قاده المدرب أيمن الحكيم ، فجميع اللاعبين هم من داخل الوطن ، أو من الذين تربوا داخل الوطن ثم احترفوا في دول الخليج أو غيرها …
أيها السادة : لماذا أنتم مصممون على تجربة أثبتت فشلها ؟ لماذا لا تعودون إلى الطريق القويم الذي معه كان لدينا منتخب له شخصيته؟ أما الآن فقد غابت هذه الشخصية والفرحة .. فإلى متى !
عبير علي a.bir alee @gmail.com