أياً كان شكل الحوار وحرارته، مع د. ماهر خياطة نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام، لا بد أن يأخذك في جانب منه إلى تلك المنطقة التي تميز شخصية الرجل وأسلوبه اللبق، ونعني منطقة “ الجنتل” التي تنفتح على روح الحوار وجدليته النقدية التي نحاول، من خلالها،
الوقوف على بعض النقاط المثيرة في مشاركتنا الأولمبية التي أثارت جدلاً لم ينته بعد..!
وبين أن تحقق بعثتنا الأولمبية أيا من الميداليات البراقة في أولمبياد الريو، ويحقق لاعبونا أرقامهم الشخصية على أقل تقدير، وبين الفشل المحمول على عوامل عديدة، منها الظروف والشح المالي الشديد،حاولنا بداية أن نقترب من زاوية تقدير المكتب التنفيذي لهذه المشاركة:
عدم الرضى وتقصير
– هل أنتم راضون عن نتائج بعثتنا الأولمبية، وما سبب عدم تحقيق بعض اللاعبين لأرقامهم؟
أكيد لا يوجد رضا لأن أي مشاركة ما لم تحقق أهدافها لن تنال الرضا من قبل القيادة الرياضية المتسلسلة بدءا من الاتحادات الرياضية التي تعتبر الأساس من حيث التقييم الفني لكونها صاحبة القرار الفني في أي مشاركة، وتبقى الأمور الإدارية هي مكملة لها، هناك تبريرات قد تكون موضوعية حيال هذه النتائج، لكن بالمجمل لم تشكل الرضا، ونحن كمسؤولين كنا نقول التأهل للأولمبياد هو أمر هام، ولكن من المفروض أن يحقق اللاعبون أرقامهم الشخصية والمحافظة عليها، وعدم تحقيق هذه الأرقام له أسبابه بصراحة هناك خوف في خوض هذه المسابقات ما أدى إلى زيادة الشعور بالقلق، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تذبذب مستوى هؤلاء اللاعبين.
-الكثيرون تحدثوا بأنه لم يكن هناك تحضير يوازي حجم المشاركة وهذه مسؤوليتكم؟
هذا السؤال قد لا يكون قريباً من الواقع لأن مسؤولية التحضير تقع على عاتق اتحادات الألعاب، أنا كلجنة أولمبية أو مكتب تنفيذي منفذ لخطط هذه الاتحادات، بمعنى آخر لا يمكن للمكتب التنفيذي أن يقيم معسكراً خارجياً لأي اتحادات لأن ذلك من عمل الاتحادات، وهذا الأمر قد لا يكون واقعياً من جهة تحميل المكتب التنفيذي المسؤولية، لكونه يقوم بتأمين كافة المستلزمات، ونقوم بتنفيذ خطط الاتحادات، وقد قدم اتحاد العاب القوى خطة إعداد للاعب مجد غزال، ونحن وافقنا عليها ولم نتدخل فيها، وعندما يطلب منا التدخل نقوم بذلك مباشرة، وأكبر مثال عندما شارك منتخب سورية في بطولة آسيا لكرة اليد بالبحرين العام الفائت كان هناك تدخل مباشر من السيد اللواء مع المعنيين على البطولة.
-هذا الكلام يحمّل اتحادات الألعاب المسؤولية وبأنها لا تنفذ خططها وهنا مسؤوليتكم في محاسبتها عن هذا التقصير؟
نحن نجتمع مع اتحادات الألعاب، ونعمل على توحيد رؤيتنا فيما يخص عمل هذه الاتحادات والمنتخبات الوطنية، ويتم تأمين معسكرات، ولكن عندما يأتي أي اتحاد ويؤكد عدم قدرته على تأمين معسكر خارجي، فكيف لنا أن نتعامل مع هذا الطرح..؟علينا أن نعترف أن هناك مقاطعة حقيقية لجميع ألعابنا الرياضية رغم كل الجهود التي نبذلها في هذا الاتجاه، وعلى سبيل المثال لم نتمكن من تأمين معسكر خارجي لمنتخب الكرة في مصر رغم أننا تحدثنا مع السفير المصري بالقاهرة، وهناك دعوة رسمية ولم نمنح الموافقة على ذلك، وكذلك الحال مع أرمينيا لم نوفق في إقامة معسكر للمنتخب، هناك صعوبات جمة والمكتب التنفيذي لن يقصر ولسنا بوارد التقصير لأننا نأمل في أن تكون رياضتنا بأبهى صورة على كافة الأصعدة.
قنوات صديقة
– لماذا لم نتجه لفتح قناة اتصال مع الدول الصديقة مثل إيران وروسيا لتأمين معسكر للمنتخب؟
قد لا يروق كلامي للبعض بأن كرة القدم تأخذ الحصة الأكبر من المال والاهتمام لكونها اللعبة الشعبية الأولى، وقد تم التوصل مع روسيا من أجل تأمين معسكر للمنتخب لكنهم أكدوا ضرورة تواجد جميع لاعبي المنتخب في دمشق لأنهم ليسوا بوارد منح الموافقات للاعبين في الدول التي يلعبون فيها.
مدرب وحقيقة
-ماهي حقيقة الروايةحول حذاء اللاعب معن أسعد وما صحة ما تم تداوله؟
هذا الموضوع أخذ أكثر من حجمه، والحقيقة هي أن اللاعب أخذ أكثر من حقه من المكتب التنفيذي، وعندما طلب منه التحدث على الملأ من قبل رئيس البعثة اعتذر بحجة خوفه من الشتم، وهذا الكلام بحد ذاته يختزل كل هذه الأقاويل، ولدينا الوثائق التي تؤكد صحة أقوالنا.
– معن أسعد تحدث بحزن أمام رئيس البعثة ورئيس اتحاده عن أسفه لسفر مدربه الأجنبي؟
نحن وجهنا كتاباً إلى وزارة الخارجية الإدارة القنصلية، وتضمن الموافقة على مخاطبة كوريا الديمقراطية من أجل عودة المدرب واستمراريته لنهاية شهر آب الفائت وتسهيل عودته لسورية مع بطاقة سفر ذهاباً وإياباً لكن المدرب لم يلب الدعوة واعتذر عن المجيء.
منغصات وتغييرات
اجتماعكم مع اتحاد الأثقال والحديث عن وجود صعوبات وحصر كافة الأمور بشخصية رئيس الاتحاد، ألا يفترض اتخاذ موقف؟!
بالتأكيد تبين وجود تباين في الأداء ضمن أعضاء الاتحاد، وبأن هناك قسمين بين الأعضاء و هناك بعض الأعضاء ارتضوا أن يكونوا بالوسط، وهذا الأمر يتم التوقف عنده لحين انعقاد اجتماع آخر مع الاتحاد، وهناك خطوة إجرائية وواضحة ولابد من أن يكون هناك تعديلات قادمة لا محالة.
مرض وقناعة
– ماذا تبين لكم عن مرض اللاعب مجد غزال وهل هو ادعاء ؟
أنا على ثقة كبيرة بسلوكيات وأخلاقيات هذا اللاعب، وأنا من أكثر متابعي تحضيراته إلى جانب جميع زملائه، وبصراحة كنا نتوسم خيراً بأن يعتلي منصات التتويج لكونه لاعبا مجتهدا، وتابعنا ارتفاع مستواه وحدودها كانت قوية عندما وصل ارتفاعه إلى 236 ، وكان ضمن إطار المنافسة، ومجد كان محط أنظار جميع السوريين وأملهم، وفشله أدخله في صدمة نفسية قاسية اضطروا لنقله للمشفى على أثرها، وبعد إجراء التحاليل تبين وجود انخفاض بخضاب الدم ووصوله لحدوده الدنيا، وأنا شخصياً لم يقنعني هذا التحليل لأن هكذا مستوى من الخضاب لا يمكن أن يسمح له بالقفز حتى في ارتفاعات متواضعة.
– هل هذا تبرير لفشله في تحقيق نتيجة ايجابية؟
لا أبداً هذا ليس تبريراً لأن اللاعب مجد واحد من اللاعبين الذين أخذوا حقهم بالتحضيرات، ولم يكن على قدر ومسؤولية العطاء المقدم له، وتم منحه كل ما يلزم من أجل تأهله لهذه المشاركة الكبيرة، وللتوضيح وليس التبرير أن مسابقة الوثب العالي شارك فيها نخبة من أبطال العالم على عكس مشاركات مجد السابقة التي لم يكن فيها هذا الكم الكبير من نجوم العالم، وهذا اتضح لي عندما كنت رئيساً لبعثتنا في أولمبياد لندن حيث لم يكن فيها ذلك الكم الكبير من نجوم العالم.
فريق طبي
– هل يعقل ألا تتضمن بعثتنا طبيباً لمرافقتها، وهل تم فحص البعثة قبل السفر؟
غالباً لا يتم فحص أي بعثة رياضية قبل سفرها إلا في حال وجود شكوى من أي لاعب، والقرية الأولمبية في أي بلد تضم كادراً طبياً مجهزاً بشكل دائم لفحص أي إصابة.
– لو طلب طبيب لمرافقة البعثة هل سترفض القيادة الرياضية؟
لا أظن ..بل ستتم الموافقة لكن لا يكون هذا الطلب ضمن الأولويات، لأنه كما قلت القرية الأولمبية لديها فريق طبي جاهز لمعالجة أي لاعب.
– لكن البعثات الأخرى كان لديها فريق طبي متكامل؟
لا أعرف، ولا يمكنني أن أجاوب عن البعثات الأخرى، لكني أستطيع أن أقول أن أحد اللاعبين العرب في الوثب العالي، كان لديه فريق طبي مؤلف من خمسة أشخاص.
– هل انتابكم شعور بالندم حيال مشاركة بعض اللاعبين وتكلفة النفقات المالية؟
لا أبداً لم نشعر بالندم على أي مشاركة، ومن ثم لم يكن هناك أي تحمل لنفقات مالية، ولا يمكن أن نفسر هذا الأمر بهذه الطريقة يعني مبلغ ألفي دولار هي متطلبات تواجد اللاعب بمكانه ولا يمكن أن نقارنها بمبلغ الخمسين ألفا الذي يتقاضاها هنا، ومع ذلك التقييم من صلب عمل الاتحاد، واتحاد السباحة قدم له خطة إعداد للسباحة بيان جمعة من أجل بقائها بمستوى جيد، ولو اعتذرنا عن تنفيذ هذه الخطة سيتم تحميل ذلك للمكتب التنفيذي.
لقاء: غسان شمة – مهند الحسني