استحقت مباراة حطين مع جاره تشرين لقب اقوى مباريات الاسبوع الثالث من دوري المحترفين ليست لانها بين جارين لدودين وانما لما حفلت به من اثارة وتشويق واخطاء وفرص واهداف وآهات, افرحت واحزنت جمهور الناديين, سيناريو المباراة لم يكن يتوقعه احد من عشاق الفريقين, وشهد ما لم تشهده لقاءاتهما السابقة, خاصة بعدما حشد كل فريق نجومه المحليين والوافدين والعرب, لان الفائز بها يعتبر نقطة تحول وانعطاف نحو نتائج افضل, ولعل الاداء الهجومي للفريقين كان سبباً مباشراً في انتقال الفرحة والصدمة من فريق الى آخر ومن جمهور حطين الى تشرين ولان المباراة وصلت الى شاطئ الامان وكانت اجمل سهرة كروية رمضانية احتضنها ملعب الباسل حتى الآن, فقد سجلنا الكثير من النقاط الايجابية تستحق الثناء والتحية ابرزها:
اهتمام كبير
حظي لقاء حطين وتشرين رقم 27 منذ بداية التسعينيات وحتى الآن والذي جرى يوم الجمعة الماضية باهمية كبيرة من انصار الفريقين وكان حديث الشارع الرياضي باللاذقية على مدار اسبوع كامل, وترجم جمهور الفريقين عشقهما لفريقيهما من خلال حضورهم الى الملعب رغم غلاء ثمن البطاقة حتى قارب عدد الحضور حوالى 25 الف مشجع, رسموا على مدرجات ملعب الباسل لوحات فنية جميلة عبر امواج بشرية ملونة بالوان الشمس والبحر, وفي ارض الملعب قامت رابطة مشجعي كل فريق بتزيين قسمه بالاعلام والبوالين حتى اكتمل المشهد الجميل وتوج بمشهد اجمل منه عندما دخل الفريقان ارض الملعب جنباً الى جنب وتبادلا التحية والسلام بعدها انطلق لاعبو كل فريق الى جمهوره وحياه وتمنى اسعاده وهذه اولى النقاط الايجابية.
تشجيع جميل
بعكس ما كان متوقعاً وعلى غير العادة فقد التزم مشجعو الناديين بادبيات التشجيع وخفت حدة الهتافات البعيدة عن الاخلاق الرياضية بين الجمهورين الى درجة كبيرة جداً وذلك بعكس اللقاءات السابقة والتي كانت تحفل بالكثير من العبارات والهتافات وصلت الى حد السمفونيات كان يرددها انصار كل فريق ضد الفريق الآخر وهذه نقطة ايجابية ثانية من اللقاء.
الروح القتالية
على الرغم من البداية الصاعقة لحطين وتسجيله لهدفين مبكرين في ظرف عشر دقائق جعلت الأعلام الزرقاء والبيضاء ترفرف في سماء الاستاد فرحاً بفرحة لم تكن متوقعة بهذا الشكل السريع, فيما شكل الهدفان صدمة قوية للجمهور التشريني الذي كاد يفقد صوابه وساد المدرجات الصفراء صمتاً رهيباً, شعر به لاعبو تشرين الذين كثفوا من هجماتهم ولم يدخل اليأس الى نفوسهم وقلصوا الفارق بهدف للعراقي عبد الستار احيا الآمال, حتى جاء هدف التعادل عبر الصباغ الذي صبغ لون النصف الجنوبي لملعب الباسل بالاصفر وحوله الى بركان من الفرح لتبدأ المباراة في الشوط الثاني من جديد وكل فريق عينه على الفوز ومن يستغل فرصه بشكل افضل كان لابد وان يتوج بالفوز فنجح تشرين وسجل العائد الباش بيوك هدف الفوز واخفق المنصور الجديد, ولعل النقطة الايجابية الثالثة في المباراة كانت بعدم تأثر تشرين بالهدفين واستسلامه للخسارة مبكراً بل اعتبر اللاعبون والمدرب بان المباراة تسعين دقيقة ولا تنتهي الا مع صافرة الحكم ولهذا السبب لم يفقدوا روحهم القتالية والهجومية وبها حولوا تأخرهم بهدفين الى فوز بثلاثة سيبقى للذكرى.
بصمات المحترفين
اسبوعاً بعد اسبوع يتضح لنا بان اللاعبين المحترفين من وافدين وعرب بدؤوا ينسجموا مع لاعبي الناديين المحليين وقد كان للاعبين العرب كلمة عليا في المباراة, فعلى الجانب الحطيني كان الهدف الثاني صناعة وتسجيلا للمحترفين الجدد فالكرة مررها الجبيلي وترجمها اللاعب العراقي جمعة عباس في المرمى بعدها انطلق باتجاه جمهورحطين وكأنه يقول لهم اصبروا علينا وسنفرحكم, وعلى الجانب التشريني فقد سجل العراقي علاء عبد الستار الهدف الاول من مباشرة لعبها بطريقة ذكية خدعت الحارس فيما بدا المهاجم المصري علي جلال كلاعب حريف من خلال مشهدين الاول بعد ترقيصة جميلة ثم لف حول نفسه وسدد لأحضان الحارس والثانية تمريرته السحرية الخفية للصباغ المندفع الذي سجل انفرد وسجل هدف التعادل, وهذه نقطة ايجابية رابعة في المباراة لان عملية الاختيار كانت موفقة الى حد ما من قبل ادارتي الناديين.
قناعة جمهور حطين
لقد اكد جمهور حطين في مباراة فريقه مع جاره تشرين بانه منطقي وواقعي ولاحظنا كيف ان اكثريته تقبل الخسارة برحابة صدر وهي حالة ايجابية تسجل لهذا الجمهور العاشق لناديه لانه يعرف امكانيات لاعبيه وبان فريقه مازال يعاني من بعض الثغرات ويفتقد للانسجام رغم سمعة نجومه وامانياتهم وهذه المشكلة على ما يبدو في طريقها الى الحل لان فترة التحضير لم تكن كما يجب والفريق يدفع حالياً ثمن سوء الاستعداد, ومباريات الدوري القادمة كفيلة برفع عامل الانسجام وهذا ما لمسناه في اداء الفريق في مباراة تشرين لانه رغم خسارته قدم عرضاً طيباً وكان نداً قوياً لجاره, ومن المتوقع ان يتجاوز حطين هذه المشكلة في المباريات القادمة ولعل فوزه على الطليعة بفتح الباب بوجهه نحو انتصارات جديدة حتى يعود الى وضعه الطبيعي بين اقوياء الكرة السورية.
عدم اقالة استيفان
الجميع يعلم بان خسارة حطين امام تشرين او خسارة تشرين امام حطين على زعامة الكرة اللاذقانية يؤدي الى تداعيات جديدة وعادة يكون المدرب الخاسر ضحيتها, وهناك الكثير من الشواهد ولكن ادارة حطين بعد الخسارة قررت التريث ولم تبعث برسالة شفهية الى استيفان وتقول له الله معك, وربما قامت بمنحه آخر فرصة في حال عودته من حماة ولو بنقطة, والطريف في الامر ان اشاعة اقالة استيفان ملأت الشارع الرياضي ولكنها بقيت ضمن حدود الاشاعة ويتوقع عشاق الكرة الحطينية بان يكون الطاقم التدريبي لمنتخبنا الوطني للشباب هو البديل او المدرب السابق للفريق عبد الناصر مكيس ونحن بالانتظار وهذه نقطة ايجابية ايضاً تسجل لادارة حطين التي تعاملت مع الخسارة بواقعية.