يبدو ان نوعا خاصا من التعامل قد فرضته علينا رياضة درعا , بشكل عام ونادي الشعلة الذي نحب ونعشق بشكل خاص وذلك من خلال الاستمرار في تجاهل وجودنا على ساحة الاعلام الرياضي بدرعا. وتغييبنا قصدا عن منافسة جديدة حصلت الاثنين الماضي. وكانت تخص المؤتمر السنوي لنادي الشعلة.
وان كان هذا التصرف غير الموزون لايثير ادنى اهتمامنا, لكنه بالطبع لايليق بالنادي الاعرق في هذه المحافظة ووجدانية العلاقة بيننا وبينه, ولن يدعونا بتاتا لمواجهة اخطائه وترقبها. وانما سيلهمنا لاستحضار الماضي العريق والتطلع للمرحلة القادمة التي ملت جماهير درعا تتبعها والسبب في النتائج غير السارة بالطبع ولكافة الالعاب. واننا وبهذه المرحلة نجد انفسنا جميعا معنيين بتقييم واقع نادي الشعلة بعد القيادات الجديدة التي تسلمت مهامها جراء الانتخابات الواسعة التي حصلت العام الماضي.
فلم نرى اي جديد في مسيرة هذا النادي وللأسف قد يكون الفشل هو المسيطر على الالعاب الحساسة مع بعض الاشراقات.
كرة القدم
نتيجة لتراكمات قديمة وتصفية حسابات وشلليات مفرطة هبط النادي الامل للدرجة الثالثة لأول مرة منذ اكثر من عقد زمني وهي سابقة خطيرة للغاية حصلت على مرأى ومسمع الجميع دون تحرك همة رجل واحد. في وقت لم يكن للشعلة صديق غيرنا في السراء والضراء ورفع المعنويات وشحذ الهمم. لكن ذلك كله ذهب ادراج الرياح وغاص النادي في مستنقعات الثالثة الموحلة. وصارت قيمته تساوي قيمة اصغر الاندية,وراح يبذل الجهد الكبير في سبيل تخطي اضعف اللقاءات. وان كان قد جمع بعض النقاط في مبارياته الاولى فإن ذلك لن يدعونا لطمئنة الجمهور لمستوى ناديهم المحبوب, ليكون قادرا على تجاوز التجمع النهائي ويعود بأحسن الاحتمالات للدرجة الثانية التي باتت اغلب المحافظات تمتلك عددا كبيرا من الاندية فيها مع غياب مخز لجميع اندية درعا. ومع مراعاة الاستعداد المبكر لهذا الدوري وهي بالطبع خطوة ايجابية, لكننا لا نرى اداء جميلا يمتع ويريح.والجميع معني هنا بتدارك الامر.والعمل على بناء فريق شاب قادر على الاستمرار والاستغناء عن كبار السن للحصول على توليفة يمكنها العطاء لمراحل قادمة.
وتقع على ادارة النادي وجهازه التدريبي مسؤولية حل مشاكل بعض اللاعبين من الشباب الذين رفعت اسماءهم وتم تغييبهم عن التشكيلة الاساسية من الذين اكدوا لنا تباعا عدم رغبتهم في الاستمرار بهذا النادي (المشكلة)
ومن حقنا ان نسأل عن صغار الشعلة اين هم ياترى. لم نجد منهم شبلا واحدا او ناشئا قد دخل الفريق الاول, وابرز ما كان يعرف عن الشعلة صغاره الذين كانوا يحجزون المراكز الاولى في بطولة الدوري. وتم تفريغ مجموعة ابطال يلعبون حاليا لأقوى اندية الدرجة الاولى. فعليكم بالقواعد لأنها مداد المستقبل وامل كرة درعا.
اليد
لم تتحرك اليد صوب الاعداد الا بتحقيق مطول اوردته الموقف الرياضي والتي تواكب حصريا كافة نشاطات وخفايا هذه اللعبة الواسعة الانتشار في مدينة درعا وهي من جلبت الشهرة لنادي الشعلة. عشرات المدربين والخبراء مئات اللاعبين كل ذلك يتوافر بقوة في درعا لكن مع غياب النتائج,وخزائن النادي وقد تاقت الكؤوس والانجازات. اعتقد ان البطولات والانتصارات قد حانت ساعتها ولامبرر في ذهاب بطولة الدوري لهذا العام من يد الشعلة. فهو يمتلك وحسب معرفتنا افضل مجموعة ممكنة تقدم كرة يد جميلة متطورة تجمع بين حيوية الشباب وخبرة الكبار.
اعداد الفريق مبكرا خطوة جيدة تحسب لأصحابها لكن استمرارها حتى نهاية الدوري بشكل عام والى مابعد مباراة الجيش بشكل خاص امرا يفترض مراعاته وايلاءه الاهتمام اللازم. يد الشعلة قادمة بقوة فلا تمنعوا اندفاعها واعطوها كافة مستلزمات النجاح والتميز.ولنقف جميعا وراءها لكي تنشل كرة القدم من محنتها.وبالتالي سينتعش النادي معنويا وماديا الشيء الذي نتطلع جميعا لفعله.
باقي الالعاب
العاب كثيرة قد لايتسع المجال لايراد كافة خفاياها. بعضها تعيش بحالة جيدة واخرى مقبولة وثالثة هي الاسوأ. فإن كانت كرة السلة قد شهدت نهضة لافتة من خلال عودة رجالها للدرجة الثانية واتساع قاعدتها بشكل كبير.
فإننا نجد ان طائرة البنات تلعب في الاولى اما يد بناته فقد غابت عن الاولى منذ سنوات وان استمرار غيابها عن الصف الاول يضع اكثر من اشارة استفهام. وهناك تراجع في بعض الالعاب وركود في بعضها الاخر كما يحصل للكاراتيه وبناء الاجسام والقوى.
كلمة اخيرة
لن نلقي مسؤولية الحالة الراهنة لنادي الشعلة على كاهل احد ما فثقل ذلك الامر يجب لجهات كثيرة ان تتقاسم حمله. اين فرع رياضة درعا من واقع الشعلة ولماذا كل هذا الجفاف بينهما. اين المسؤولين والمعنيين من حال الرياضة?!
اين الفعاليات الاقتصادية والتجارية لتساهم في رعاية العاب النادي?! اين اصحاب الاقلام الملونة الذين لانراهم الا عند المناسبات والحفلات السعيدة ليكتبوا عن هموم هذا النادي?!
ان حمل نادي الشعلة لايمكن لأحمد ناجي المسالمة وحده ان يضطلع به? الشعلة لنا جميعا واسمه ووجوده امر يلامس تاريخ وعراقة هذه المحافظة الابية?! فلننهض جميعنا من سباتنا العميق ونهب لنجدة نادي الشعلة والمساهمة الصادقة في دعمه وتقويته, ولنفتح صفحة جديدة من التعامل تنطلق من ادارته المفككة. تضمن التفاهم والحب بين اعضائه وتتوزع على رياضة درعا بأكملها وليكن الشعلة هو القدوة والمثل لمؤسسة رياضية تربوية ناجحة..