قال احد الحكماء »لا تصدق ما تسمعه اذناك وصدق نصف ما تراه عيناك.. واترك النصف الاخر لعقلك«.
هذا الحكيم لم يقل ذلك عبثاً بل تحققت مقولته الجميلة: لاسيما بالحضور المميز لجماهير كرة القدم التدمري المتعطش لمثل هذا الحضور لمتابعة المباراة النهائية على بطولة اختتام دورة الوفاء الكروية التي نظمتها قيادة رابطة الشبيبة بتدمر ونقول لها شكراً لهذه الدورة التي تميزت بحسن التنظيم والعطاء والاهم من هذا احتضان فرق تدمر لمثل هذه الدورة الكروية والجمهور الذي زاد عن اكثر من عشرة الاف متفرج حيث عرفت المنظمة واللجنة القائمة على هذا الدوري من اين تؤكل الكتف جمهور كبير تابع المباراة النهائية وهو حقاً محروم من متابعة ناديه الرياضي والذي مازال في سبات عميق لم يصح من غفوته وذلك منذ اكثر من عشرة سنوات ويراوح في مكانه ومازال في مصاف الدرجة الثالثة بل الدرجة العاشرة تحت الصفر.
فاذا اردنا ان نستجيب لانهيار نادي تدمر الرياضي ونقف متفرجين على هذا الانهيار الكبير دون حراك فلا خيار لنا جميعاً سوى ارتشاف بعض التفاصيل التي ادت الى انكسار وانهيار ابجديات نادي تدمر الذي وضعه لا يسر الخاطر منذ اكثر من خمسة عشرة سنة عاش بها المواطن الرياضي بين اليقظة والحلم لم نحرز خلال هذه السنوات المحزنة سوى المهاترات بطلها شخص واحد يصول ويجول كما يشاء وعلى مسمع الجهاد المعنية بواقع نادي تدمر المخزي.
ادارة نادي تدمر تدرك جيداً بان الكرة بتدمر بخير وعليها ان تمارس لعبة الجد..
لماذا?…
لماذا الجفاء والانقطاع ايها المعنيون عن الكرة في نادي تدمر لماذا الغياب المتعمد عن هذه الدورة هل يا ترى لا تعنيكم كرة القدم.. اذاً كيف للنادي النهوض من كبوته? اذاً لا يحق وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هذه بعض من الاسئلة التي طرحها الشارع التدمري في ختام دورة الوفاء الكروية.. والتي انهالت علينا مثل المطر.. لا اريد التعليق على هذا الا انني استطيع ان اقول »الغاية في نفس يعقوب«?
حضور:
جماهير غفيرة رياضية وغير رياضية تابعت المباراة الختامية اضافة الى حضور السادة جمعة العاشور عضو قيادة شعبة الحزب – وامين واعضاء قيادة فرع اتحاد شبيبة الثورة بحمص – والعضو مدير المنطقة – وامين واعضاء قيادة رابطة الشبيبة بتدمر وبعض من رؤساء المنظمات الشعبية.
من قلب الملعب:
كرنفال حقيقي لم تشهده تدمر كروياً.. اعلام وطنية مرفوعة ولافتات معبرة.. وهتافات قومية واهازيج وصور السيد الرئيس بشار الاسد امام المنصة الرئيسية وقف الفريقان يتقدمهما حكام المباراة السادة عبد الله محمود للساحة والمساعد الاول محمد السليم بيليه والمساعد الثاني مؤيد حسين. دقيقة صمت وقف من في الملعب اجلالاً لروح القائد الخالد حافظ الاسد. ومن ثم عزف النشيد العربي السوري.
الشوط الاول: بدأت المباراة بدون جس نبض من الفريقين حيث حاول فريق الجهاد والمرشح الاكبر لنيل لقب هذه البطولة احراز هدف مبكر ليريح اعصاب لاعبيه الا انه لم يفلح نتيجة تماسك دفاع فريق التضامن وسارت الدقائق مسرعة خلال الشوط الاول هجمة بهجمة, ومن خلال احدى الهجمات الكروية للتضامن وصلت الكرة الى خط الوسط اللاعب مناف العذاب ارسل كرة ولا اجمل الى قلب الهجوم محمد الطويل الذي ارسلها بدوره صار وخية هزت شباك الجهاد محرزاً الهدف الاول مستغلاً خطأ حارس الجهاد غسان درغام بعد التسجيل شعر الجهاد بحراجة الموقف امام الجماهير.
وهاجموا بقوة مرمى التضامن ومن جميع الجهات وامطروه بكرات قوية حتى تحقق لهم ذلك من ركلة ركنية لعبها خالد الربيجي الى داخل خط الجزاء حيث انبرى لها المهاجم جميل الجربا وبرأسه مسجلاً هدف التعادل وتابع الجهاد ايقاعه وكان له الافضلية في الملعب الا ان الرياح تجري بما لا تشتهي السفن, في الدقيقة الاخيرة من هذا الشوط وصلت الكرة الى نجم البطولة وهدافها محمد الطويل من التضامن ومن منطقة الجزاء سدد قذيفة ولا اجمل انفجرت في مرمى الجهاد وعانقت الشباك هذا الهدف اوقف الجمهور ولم يقعده.. انتهى الشوط الاول بهدفين للتضامن مقابل هدف للجهاد.
الشوط الثاني: انحصر اللعب منذ بدايته في الوسط وتناقل فريق الجهاد الكرة دون تشكيل اي خطورة في حين اهدر فريق التضامن فرصتان متتاليتان الاولى تصدى لها حارس المرمى والثانية قطعها المدافع قبل ان تتجاوز خط المرمى.. في منتصف هذا الشوط اجرى كلاً من المدربين عدة تبديلات, وضغط فريق الجهاد محاصراً خصمه التضامن في منطقته ولكن دون ان يفلح نتيجة تسرع مهاجميه وتماسكك لاعبي فريق التضامن بكل قواهم وعلى صافرة الحكم توج التضامن بطلاً لدورة الوفاء الكروية الاولى مسجلاً هدفين له مقابل هدف يتيم للجهاد.
تكريم.. كؤوس وميداليات وهدايا رمزية:
في نهاية المباراة كرمت صحيفة الموقف الرياضي ممثلة بمراسلها بمدينة تدمر اضافة الى تكريم اللجنة المنظمة ورؤساء الفرق المشاركة في هذه الدورة وحكام المباريات والفريق المثالي مع هداف البطولة وتكريم افضل حارس في هذه الدورة.
وكرم فريق الجهاد الحائز على المركز الثاني, كما كرم فريق التضامن الحائز على بطولة الدوري.
فلاش: بعد حفل التتويج خرجت جماهير فريق التضامن فرحة بهذا الفوز.
لقاء سريع: مدرب فريق التضامن قاسم محمد قال للموقف الرياضي بان الدورة كانت ناجحة بكل معنى الكلمة الا انها لم ترتق بالمستوى المطلوب في بعض المباريات. واضاف كنت اتوقع بان يكون فريقي في الادوار النهائية كونه يملك عناصر شابة لديهم امكانيات قوية.
وهذه الدورة تعني لي الكثير وهي طريق نحو المستقبل. وخاطب الفرق المشاركة قائلاً اتمنى لهم مستقبلاً افضل واختتم حديثه: كان حلمي بان تكون كرة القدم في تدمر في حال احسن من هذا الحال وان يكون نادي تدمر الرياضي من اندية الدرجة الاولى وهذا لا يتحقق الا بالاحلام السعيدة.