الأندية المحترفة .. لازالت تبحث عن لاعبين بعقودٍ رخيصة !

الموقف الرياضي _ أنور الجرادات :

قصةٌ موسميّة .. أبطالها المحترفون الذين يتمّ التعاقد معهم في كلّ موسمٍ جديد، وكل الآمال تتطلع لأن يكونوا عنصراً إضافياً وفعالاً في رفع أداء الفرق بشكلٍ عام، إلّا أن ذلك يتبخر بعد أن تتضح صورتهم الحقيقية من خلال المباريات الرسميّة، على رغم تجاوزهم التجربة الفنية والتقارير التي تُدون من قبل الأجهزة الفنية في ضرورة التعاقد إياهم، قبل دخولهم مُعترك المنافسات…

الغريب في الأمر، أن بعض المحترفين الذين يتم التعاقد معهم، شأنه الفني يساوي اللاعب إبن النادي تماماً ، على الرغم من قناعة المسؤولين بذلك، كما أنه أصبح البعض يتساءل كيف لمحترف (التعاقد معه) وهو جليس دكة البدلاء؟ ومن المفترض أن يكون اسمه وتواجده في مُقدمة القائمة والمشاركين بكلّ المباريات!

نحن لا نعني أن المحترفين جميعهم سيؤون أو لاعبون عاديون، فهناك محترفون في دورينا مؤثرون للغاية ولهم بصمتهم في تغيير مسار اللعب والنتائج في نفس الوقت، إلّا أن الأغلب أصبح واضحاً من خلال أدائه ومشاركاته بأنهم ( عاديون ) مما بيّن أن أغلب الأندية قامت في تغييرهم والبحث عن جُدد، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فيما تبقى من منافسات الموسم الجاري.

بعد نتائج الجولات التي أُقيمت في دورينا، وخلال فترة فتح باب التسجيل الثانية ( الشتوية ) أقدمت أغلب الأندية على إنهاء عقود بعض اللاعبين المحترفين والتعاقد مع وجوه جديدة، وفي الوقت نفسه تتسابق أندية أخرى في التعاقد مع اللاعبين المُستغنى عنهم، مستغلين هبوط أجرهم المادي ، وتطبيق شروطهم عليهم بحسب بنود العقود، الأمر الذي اضطر فيه أغلب المحترفين بالقبول وهذا ما شجع الأندية في مبادلة محترفيها..

قد ينطبق هذا العنوان الجانبي : ( أجرٌ رخيص وأداءٌ قوي ) على فكر بعض الأندية التي تبحث عن محترفٍ ذي مواصفات مميزة، أهمها أن يكون ذا إمكانات فنيّة عالية وشاملة في نفس الوقت، ولكن بشرط أن يكون بسعرٍ ( رخيص ) بقدر الإمكان، لكي تظهر أمام نظرائها الأخرى، بأنها تمتلك لاعبين محترفين حالها كحال البقية، على رغم إمكانياتهم المادية المتواضعة.

في المقابل، هناك أندية تتحرك بحسب إمكانياتها، وأن تكون أمام جماهيرها ومنتسبيها بواقعيّة، على رغم مُطالبتها بتحقيق أفضل المستويات والمنافسة..

هناك لاعبون محترفون يتمّ إنهاء عقودهم لا يتحصلون على مستحقاتهم الماليّة ، مما يزيد من الوضعية صعوبة في تدبير نفسه بالبقاء أو الرحيل، (ليلجأ البعض إلى اتحاد  الكرة )،  لتسجيل شكواهم ومطالبته بالتدخل، لحل أمورهم المادية وتسوية الأمر، وهذا ما دعا اتحاد الكرة وتحديداً لجنة شؤون وانتقالات اللاعبين بالاتحاد إلى اتخاذ بعض الإجراءات الإدارية بحق الأندية المُخالفة، ومنها عدم السماح بالتعاقد مع لاعبين جدد أو تسجيل لاعبيها في كشوفاتها الرسمية، إلى أن تُصحح أوضاعها مع اللاعبين الذين تم تسريحهم، مما يضعهم في موقفٍ لا يُحسدون عليه!

ومن بعض المعاناة التي شهدناها هي بقاء لاعبين بعد انتهاء ارتباطهم مع الأندية، ذهبوا إلى العمل خارج المستطيل الأخضر لسد الحاجة ..

( الخلاصة ) يجب على الأندية أن تكون أكثر واقعية في اختيارها للاعبين المحترفين، وأن تكون العملية على مسؤولية الجهاز الفني أولاً واخيراً، كونه هو المسؤول عن كيفية تشكيل المجموعة التي ستخوض طيلة منافسات الموسم الكروي، وهو من سيُحاسب في نهاية المطاف، كما أن اللاعب المحترف يجب أن يتمتع بإمكاناتٍ وقدرات فنيّة جيدة جداً، ولا يقلّ شأناً عن اللاعب المحلي، وإلّا فلا فائدة من التعاقد.
كما على الأندية التي تنهي عقود محترفيها أن تُعجل في إنهاء التزاماتها مع اللاعبين، حتى لا تتطور الأمور وتذهب للشكاوى الرسميّة في أروقة اتحاد الكرة ، حينها ستكون العواقب وخيمة للغاية.

المزيد..
آخر الأخبار