الموقف الرياضي _ مهند الحسني:
تعاني السلة السورية من نقص كبير بالبنى التحتية، فالعاصمة دمشق لديها العديد من الصالات التدريبية، لكن الضغط الأكبر نراه على صالة الفيحاء الرئيسية والفرعية، أما باقي الصالات فهي خارج تغطية الخدمة، وخاصة صالة الجلاء التي لم نعد نعرف هل هي تابعة للاتحاد الرياضي أم باتت مستقرة؟
حقائق قاسية!
لم تشهد الرياضة السورية إجراماً بحق منشآتها مشابهاً لما عاشته في العقد الأخير، وإذا أردنا أمثلة حية على هذا التخريب المدروس، والغايات الشخصية في حرف المنشآت عن وظائفها، لما اتسعت صحف المجلدات لهذه الأمثلة، ففي حلب صالات وملاعب ترزح تحت الإهمال وضعف الصيانة وأماكن تضيق باحتياجات الأندية، وفي حمص صالات لا تصلح لتخزين أشعة الشمس ولا ضوء القمر، وإستاد يتجول من يد لأخرى بحثاً عن يد مهتمة بالمصلحة العامة تزيل عقبات الصيانة.
أما في دمشق فهي تحفة التحف وتضم أكبر وأكثر المدن الرياضة المنسية، فمدينة الجلاء شهدت فيما مضى أكبر الأحداث الرياضية العربية والقارية والمحلية، وخرج من صالاتها نجوم كرة السلة واليد والطائرة، ومن مسابحها أبطال السباحة التاريخيون، واحتضنت أهم المعسكرات التدريبية للمنتخبات في مراحل التحضير لدورة المتوسط والدورات العربية، هذه المدينة لم يغرقها الزمن بالرمل والتراب، ولم يهجرها الرياضيون بسبب القحط، ولم تنس لأن أهلها هجروها، بل أصبحت منسية بفضل القائمين عليها فتحولت من مدينة تستقبل الرياضيين إلى مجمع لاستقبال المدارس الخاصة التعليمية والرياضية وأصحاب (الكروش والقروش) .
المكتب التنفيذي الحالي الذي يقوده رياضي حقيقي نأمل منه محاسبة كل من تسوّل له نفسه بحرف المنشآت عن غايتها الحقيقية، فالمدرسة للطالب والمشفى للمريض، والمتحف للآثار، والمتنزهات للسياحة، والمدن الرياضية للرياضة، والرياضة فقط، وتبقى أبوابها مفتوحة للرياضيين والبطولات، وليس من مهامها استقبال مهرجانات، أو ألعاب (تيلي ماتش)، أو السيرك وما شابه ذلك.
خلاصة …
من لا يجد نفسه معيناً بخدمة الرياضيين واستقبال تدريباتهم واستضافة بطولاتهم، فليبحث له عن مكان في مديرية المدن المنسية، وليترك الرياضة بحالها ولأهلها، ولن يطول الأمر بالمكتب التنفيذي لوضع الأمور في نصابها ومكانها، وتعود المدن الرياضة واجهة حقيقية، لبناء رياضي سليم يرتقي لمستوى الطموح والأمل.