الموقف الرياضي _ملحم الحكيم
هو اتحاد المصارعة الذي طالته الإشكاليات وتقاذف الاتهامات ، طيلة الفترة الماضية ، ليهرب من بين صفوفه ومن خلال بعثاته الخارجية اثنان من أبطاله، عبدالله عودة منذ قرابة الشهرين وتبعه أحمد ديكري منذ ما يقارب اسبوعين ، فكان التوتر سيد الموقف ، لتكون اللعبة هي الوحيدة التي سددت فاتورة الخلافات ، حيث كاد ينتهي الموسم دون أي مشاركة تذكر لمعظم أبطال اللعبة ، إلا فعاليات الدورة العربية ، ودون أي رصيد يذكر إلا للبطل عمر صارم ما اعتبرته كوادر اللعبة تراجعاً كبيراً للعبة ، التي عرف عنها وفرة غلتها بالمعادن الثمينة بجميع المحافل، وهذا ما يعرفه المكتب التنفيذي جيدآ ، ومع تقديم معظم أعضاء الاتحاد لاستقالاتهم ولعدم انسجامهم مع رئيس وأمين سر اتحاد اللعبة ، وجد المكتب التنفيذي الحل بقبول الاستقالة ، وتغيير اتحاد المصارعة كلياً ، فعوضاً عن تسعة أعضاء ، تم تشكيل الاتحاد الجديد بعضوية سبعة أعضاء ، خمسة منهم جدد يدخلون الاتحاد لأول مرة .
إشكاليات مستعصية !
هذا وتنظر كوادر اللعبة إلى التغير الذي طال اتحادها ، فتجده خطوة باتجاه تصحيح مسار اللعبة التي طالها الكثير من المنغصات ، والمهاترات خلال الأعوام الأخيرة لكن دون أن يعني ذلك فشل الاتحاد السابق بقيادة اللعبة ، بل على العكس كان الاتحاد السابق بنظر كوادره متناغما جدآ وجديرا من الناحية الفنية والإدارية ، حيث حقق العديد من النتائج غير المباشرة للعبة ، إذ صار بين كوادرنا حكام دوليين على المستوى العالمي ، وحرص على إلحاق مدربينا بدورات تدريب وتحكيم دولية ، كما أصبح الاتحاد فاعلاً بالاتحادات العربية ، والآسيوية والعالمية ، فدخل بقوة الاتحاد العربي ولجانه ، واستطاع من خلال علاقاته الطيبة مع الاتحادات الوطنية تأمين عدة مشاركات أو معسكرات ، كتب لبعضها النجاح والآخر لم ير النور لأسباب عدة ، ولكنها المنغصات التي تفاقمت إلى حد ما ، وأدت إلى الإنقسام بين كوادر اللعبة بحيث لم تجد هذه الإشكالات طريقها للحل أو التوافق ، رغم الجهود المبذولة من قبل الكثيرين ، هذه ناحية أما الأخرى والتي يصر عليها رئيس المكتب فيه اختلاف وجهات النظر بين الكوادر ، والتي تحولت إلى مشادات ، وحالت دون العناية بابطال اللعبة وإنجاح مشاركاتهم وحرمتهم من العديد من المشاركات الخارجية، بعد أن انشغل الاتحاد برد الاتهامات والدفاع عن ذاته بدلا من الالتفات للعبة ، فكان العلاج بالكي ، وتغير الاتحاد بشكل كلي .
تغيير في مكانه
يرى أبناء المصارعة أن التغيير شيء جيد من شأنه تنشيط اللعبة ، ولكن المؤسف حسب قولهم إنه جاء بعد سلسلة طويلة من تقاذف التهم ولكن بالمجمل يبقى التغير في مكانه فهو رسالة للجميع بأن من لا يلتفت للعبة وأبطالها ، يمكن أن يغير ويعفى من مهامه ، وعليه فالاتحاد الجديد القادم بطريقة التغير ، يدرك ذلك سلفا ما يعني أنه سيلتفت للعمل ، وهو قادر على ذلك، فمحمد القزاز الذي سمي رئيسا للاتحاد بطل سابق باللعبة وأكاديمي والمعروف عنه حكمته بالإدارة ، وقد رافق بعض بعثات المصارعة سابقا ونجح بإدارتها وهو متفاهم مع الجميع ، وعلى مسافة واحدة مع كل اللاعبين ، ومدربين ، وإداريين ، ما يعطي المؤشرات الحسنة على إمكانية نجاحه بقيادة اللعبة ، وكذلك حال البطل فراس الرفاعي فهو بطل العرب والدورات العربية ودورات المتوسط ، وعمل مؤخرا على تدريب المنتخب الوطني ، ولم يسمع عنه أي اشكاليات تذكر لأنه محبوب من جميع الكوادر ، أما غسان البلح فهو بطل سابق لمختلف المحافل وضليع بالعمل الإداري والفني ، وهو مكوك جميع البطولات لتألقه بتوزيع الأدوار والقرعة والتنظيم وقد عمل مع جميع الاتحادات على اختلاف تسمية رؤسائها ، وذلك لقناعته أنه يعمل للعبة ، ولا يعمل مع أشخاص أو لأشخاص ، ولا يسمح أن يسمى أو يحسب على أحد ، وتسميته اليوم عضوا دليل على أن المكتب التنفيذي يعطي المجد حقه ، أما رجا الكراد فهو من الأعضاء القدامى للاتحاد ولم يتطلع إلى التغيير لأنه بقي بعيدا عن النزاعات والمحسوبيات ، وهو بطل بالمصارعة وعضو اتحادها عن فئة الشباب ، والمعني بالمصارعة الدرعاوية التي تألقت مؤخرا لمتابعته لها برفقة المدرب محمد الكراد ، كذلك هو حال عضو الاتحاد القديم الجديد البطل الحلبي صلاح غالية الذي حافظ على المصارعة الحلبية ، واستضاف معظم بطولات الجمهورية ونجح باستضافتها ، وينافس بفئاتها العمرية الصغيرة على المراكز المتقدمة في البطولات المركزية ، والتي لم تتغيب المصارعة الحلبية يومآ عنها ، رغم كل الظروف المريرة التي عاشتها حلب في ظل الإرهاب الغاشم، وبالنظر إلى صفات الاتحاد الجديد ، وبظل قيادة محمد القزاز المعروف بأسلوبه …
الذي يعتمد على مقاربة الأمور ، ويستند إلى الدلائل والبرهان ، تتطلع كوادر اللعبة إلى اتحاد تسود أسرته أجواء هادئة لا منغصات فيها ولا تبادل اتهامات ، ما من شأنه التفرغ الكامل للعبة ، وتدريبات مصارعيها ، ومشاركتهم التي من المؤكد بنظر كوادرنا أنفسهم أن معادنها الجميلة ستعود إلى سابق عهدها مع أولى مشاركة لهم.