المهنة المهملة والسبب يقع على من؟ المدير الفنـي في منتخباتنا وأنديتنا المحترفة والمفهوم الخاطئ !

متابعة – أنور الجرادات :
بعد أن انتقلت كرة القدم من عصر الهواية إلى الاحتراف، وأصبحت اللعبة عبارة عن مشروع استثماري كبير يدار بملايين الليرات، تردد سؤال مهم، من يدير تلك المنظومة المحترفة؟
البعض محلياً يرى أن الهواة لا يزالون يديرون تلك المنظومة المتطورة في فكرها ومضمونها.‏
وجاءت الإجابة بأن السبب يعود إلى غياب دور المدير الفني، فلا يوجد تخطيط احترافي ولا مسؤول متخصص يقوم بوضع الاستراتيجيات العامة وخطط التنفيذ الميداني، واحتكار ذلك بمجالس الإدارات واللجان التي تضم شخصيات هاوية، إذاً فإن مقولة من يدير الاحتراف مجموعة من الإداريين الهواة صحيحة تماماً، لذلك فإن التطور شبه معدوم، وإن العمل يدار بنظام القطعة وفق البطولات المقبلة من دون وجود خطط طويلة المدى للارتقاء بالمنظومة الكروية، ومن يتساءل عن أهمية ودور المدير الفني يقال له:‏
إن وجدت ضالتها في المدير الفني أو المدير الرياضي كما يسميه البعض وقامت بمنحه كل الصلاحيات الإدارية والإمكانات المادية لأداء دوره على الوجه الأكمل.‏

دور مهم‏
وإذا أردنا أن نعرف عمل المدير الفني فنستطيع أن نقسمه على قسمين:‏
1- وضع إستراتيجية قصيرة المدى: إعداد الرؤى للعمل وسبل تطويره والأهداف العامة المنشودة، ومن ثم وضع الخطط الملائمة والمناسبة سواء للمنتخبات أم النادي للبطولات والمنافسات التي سيخوضها خلال الفترة القادمة.‏
2- وضع إستراتيجية بعيدة المدى: إعداد أهداف مستقبلية، ومن ثم وضع الخطط التنفيذية الميدانية لترجمة الإستراتيجية على أرض الواقع، مع جدولة زمنية عدة سنوات على الأقل، وذلك لرفع المستوى الفني للمنتخبات أو الأندية.‏
كما يقوم بوضع الخطط التنفيذية لتلك الإستراتيجيات، ويقوم بالإشراف عليها، لتنفيذها على درجة عالية من الاحتراف، ومتابعة اللاعبين في الفئات العمرية ووضع منهاج عمل موحد للمدربين، ووضع تصور حول المباريات الودية والمعسكرات التي سيخوضها الفريق، وغيرها من الأمور الفنية المتعلقة بالعمل.‏
ويجب إعطاؤه الإمكانيات اللازمة من إمكانيات مادية ولوجستية ضمن إمكانيات النادي، كما يقوم بإعداد كوادر فنية وتنمية مهاراتها، ويجب أن يحاسب على أهدافه التي رسمها، من قبل مجلس الإدارة بشكل دوري، ولا يحاسب على خسارة مباراة أو بطولة معينة، بل يجب تسهيل مهمته من خلال مراجعة وتقييم العمل بشكل دوري من أجل تصحيح المسار أولاً بأول، وهذا النظام يطبق في دول أوروبا بشكل جيد ومتميز.‏

احتراف‏
تبدو وظيفة المدير الفني شبه غائبة عن أنديتنا، ويعوض تلك الوظيفة المهمة لجنة فنية من بعض اللاعبين القدامى المتطوعين، ولذلك تغيب الاحترافية عن العمل، وتخضع للأهواء والمصالح، ويفترض أن يكون المدير الرياضي للنادي، هو صاحب الكلمة الأولى والتأثير الأكبر حول الفريق، حيث يعتني باقتصاد النادي، يطوّره ويحسّنه ويتحكّم فيه، ويكون مسؤولاً بشكل كبير عن الفرق الكروية، يحل المشاكل بداخلها، والمدير الرياضي أيضاً من المفترض أن يتعاون مع جميع المدرّبين بالنادي، ويتواصل مع كشّافي الفريق، ومن أبرز مهامه أن يكون مسؤولاً عن إجراء التعاقدات والصفقات الجديدة من اللاعبين بعد التشاور مع مدربي الفرق.‏
الوظيفة‏
ولذلك لا بد من أن يكون في هيكل الاتحادات والأندية وظيفة للمدير الفني ، لأن من يقوم بهذا الدور من الهواة غيرالمتفرغين وهذا من أبرز سلبيات العمل الإداري في الاتحاد والأندية، ومن هنا يكون العمل ناقصاً والتخطيط غائباً، وربما تلتزم الأندية بهيكل قديم، وربما المسميات الإدارية تلبي احتياجات ومعايير لجنة المحترفين، والموجودة في الأندية، ومعظمها مجرد شكليات ولا يتم تطبيقها بشكل عملي وفعلي على أرض الواقع، نظراً لوجود تدخلات فيما يخص الوظائف التنفيذية وعلى رأسها منصب المدير التنفيذي، الذي لا يستطيع في الواقع اتخاذ أي قرار من دون الرجوع إلى مجلس الإدارة، وأي منصب إذا لم ينل صلاحياته كاملة وتكون قراراته تبلورها المصلحة العامة ومدروسة الدوافع قبل رفعها للجهات المعنية، فإن وجود صاحب هذا المنصب يكون شكلياً، وموظفاً أقرب إلى الكومبارس.‏
والمدير الفني أو الرياضي تختلف مهامه عن المدير الفني لقطاع المراحل السنية، وإن كان الأخير مكبلاً بالقيود والمحاذير التي تحد من مهمته، نظراً للتدخلات المستمرة في عمله، ولذلك نلاحظ تضاؤل دور قطاع المراحل السنية في الأندية ما كان له التأثير السلبي في المنتخبات الوطنية، حيث غابت المواهب، نظراً لأن تلك الصناعة التي كانت منتعشة في عصر الهواة، تضاءلت في عصر الاحتراف الذي أصبح يعتمد على اللاعب الجاهز.‏
والغريب إذا حقق النادي أو المنتخب إنجازاً تتصدر صور أعضاء اللجنة الفنية صفحات الصحف، وشاشات التلفاز، وإذا حدث الإخفاق نجد المبرر الجاهز وهو نحن نعمل بشكل تطوعي، مع أن كلمة تطوع هذه أصبحت من الماضي بعد أن كثرت البدلات بل وصلت إلى مكافآت الفوز .
وقلة من أنديتنا هي من تستعين بالمدير الفني أو الرياضي، وهناك من الأندية من قام باستحداث منصب المدير الفني، لذلك انعكس هذا الاهتمام الكبير على سير العمل وتطوره في السنوات الأخيرة لهذه الأندية.‏

نموذج‏
من جانبه، يعد الكابتن مهند الفقير أحد النماذج المشرفة والناجحة، لنموذج المدير الفني في كرتنا المحلية حيث يوليه اتحاد الكرة ثقة كبيرة انعكست على أدائه وحماسه في تأدية المهمة على الوجه الأكمل.‏
و تعد مهمة المدير الفني أو الرياضي من المناصب المهمة التي يجب أن تنال الاهتمام الواجب سواء في اتحاد الكرة أم الأندية، لكونه يقوم بوضع الإستراتيجيات الخاصة بالعمل وكيفية النهوض به على أرض الواقع.‏
ويجد كل الدعم والتشجيع من اتحاد الكرة الذي أراه نموذجاً يحتذى به، في منح الفرصة للارتقاء بالعمل الفني لكرتنا المحلية بشكل عام، من خلال وضع الإستراتيجية التي يراها الاتحاد للعمل في السنوات المقبلة، و يقوم بوضع الخطط التنفيذية لتحقيق الإستراتيجية سواء من المنتخبات أم حتى فرق المراحل السنية.‏

تعزيز‏…
ومن دون شك فإن للإدارات الدور الهام في تعزيز التجربة من خلال الدعم والمساندة وتوفير الإمكانات اللازمة، على أن يقوم المدير الفني بالعمل بشكل يتيح له الإبداع ونجاحه في مهمته هو نجاح لعمل الإدارة بالطبع، لأنه شخص مسؤول يتمتع بخبرات كبيرة وفكر احترافي، والاعتماد عليه يوفر الجهد المهدر مع فرق العمل

المزيد..
آخر الأخبار