منتخبنا ودّع كأس العرب من بوابة موريتانيا الدموع والحسرة لا تنفعان ودروس وعبر للقادمات

الموقف الرياضي:ودّع منتخبنا الوطني كأس العرب من دور المجموعات بعد أن حرمه نظيره الموريتاني فرصة مواصلة المشوار وغلبه بهدفين مقابل هدف سجله محمود البحر.


‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


خروج وصفه النقاد والمتابعون بالمفاجئ وهي من المرات القليلة التي يُجمع فيها المحللون على ذلك وخاصة بعد الفوز التاريخي والاستثنائي لمنتخبنا على تونس وبالصورة والكيفية الذي تحقق ما عزّز لديهم حتمية بلوغ نسورنا الدور ربع النهائي واحتمالية تكرار المشهد.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


الترشيحات على الورق شيء والواقع خلاف ذلك فتونس المهزومة والمصدومة بثنائية سورية قرأت الدرس واستوعبته جيداً فتجاوزت الإماراتي وأطاحت بالعماني في ربع النهائي وتابعت المشوار نحو دور الأربعة الكبار وحسب قول مدرب نسور قرطاج منذر الكبير «مباراة سورية أعطتنا برشا دروساً» بعكس منتخبنا صراحة الذي لم يجد توظيف الدرس التونسي.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


منتخبنا دفع ثمن خسارة الافتتاح أمام الإمارات وثمن البداية غير الموفقة أمام موريتانيا التي عادت من بعيد بعد خماسية تونسية وهزيمة أمام الإمارات أطاحت بأحلامنا بفوز هو الأول لها كلّفنا خروجاً حزيناً في وقت تابعنا بالأمس خسارة مدوّية للإمارات بخماسية أمام المنتخب المضيف القطري في مشهد دفع رواد منصات التواصل الاجتماعي ليكتبوا «شكرا موريتانيا» قياساً بهول وتفاصيل ما شاهدوه من مجريات.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


بالقراءة السريعة وبموضوعية خرجنا بعكس ما بدأنا وسنشرح ذلك.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


الكأس فرصة لـ «تيتا»‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


لنتفق أننا توجهنا للدوحة للمشاركة بكأس العرب البروفة المونديالية لإتاحة الفرصة للمدرب الروماني تيتا للملمة أوراق منتخبنا وتضميد جراح نسورنا التي تكسّرت أجنحتها بفعل رياح اتحاد مستقيل وخياراته غير الموفقة بل الكارثية التي بدأت بعقد إذعان مع مدرب أطفأ بصيص أمل كرتنا وحوله من منتخب يحمل علامة كاملة بالتصفيات إلى منتخب يتوسّل النقطة ناهيك عن إدارة بالنكاية وإنفاق بلا طائل دون حسيب أو رقيب لنصل خياراً جديداً لم يستطع صاحبه تغيير الحال لانتشار الداء والوباء فكانت الإقالة الفنية والتمسك بالعلة الإدارية التي أثقلت كاهل تيتا بمسوغات اللجنة المؤقتة غير المقنعة.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


تيتا في الدوحة للدخول بجو منتخب فارقه قبل عقد بفوز على السعودي وتعثر أمام الياباني والأردني، فكانت الكأس صراحة فرصة تحضير لما تبقى من عمر التصفيات بحثاً عن بطاقة الملحق الممكنة.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


وبالنظر لغياب الرؤية لدى المعنيين بكرتنا فقد فهمنا أن المطلوب من تيتا ظهور مشرف يغطّي على لوحة تصفيات المعلول والمحروس ويفتح الباب أمام لوحة مختلفة وهذا تحقق نسبياً على مبدأ رُبّ رمية من غير رامٍ ونقصد اتحاد الكرة أو اللجنة المؤقتة التي تعد الأيام لترحل بعيداً عن مستنقع ملفات من سبق.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


إيجابيات الكأس‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


بعد الخروج لا بدّ من التنويه ببعض الإيجابيات التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وفي مقدمتها عودة الروح للنسور بعد أن سرقها من نظر واستهان وكان ضيفاً في أفخم الفنادق ونجماً للسيلفي وهنا لا ألومه إن كان» المعنيون وقاطنو قبة الفيحاء حينها يسارعون لذلك بباقات الورد طالبين الرضا».‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


عودة الروح يضاف لها كسب عناصر جديدة شابة أخذت فرصتها مستفيدة من غياب «نجوم» الصف الأول شرط أن توظّف هذه الفرصة جيداً في القادمات.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


يضاف لما سبق عودة الثقة أو جزء كبير من ثقة الجمهور بالمنتخب وإمكانية البحث عن بطاقة الملحق المونديالي مدعومة بدعم جماهيري لم ينقطع على الرغم من النكسات والخيبات.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


ومن الإيجابيات التي ذكرنا أنها قليلة تبيان حقيقة فشل من سبق وخذلان الرهان على خيارات حكمتها المصالح الآنية وتصفية الحسابات الشخصية والخاسر على الدوام كرتنا وجمهورها العاشق.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


سلبيات في الدوحة‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


لعل أهم سلبية في مشهد كأس العرب تمثلت بإصرار اللجنة المؤقتة على استمرارية الكادر الإداري بحجة واهية عدم القدرة على التغيير والتي ستثبت الأيام كارثية هذا التمسك بخلاف المنطق الذي يقضي بحل جهاز فني ثبت فشله مع جهازه الإداري وليس المحافظة عليه ومنحه شعور نشوة البقاء متفرداً.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


البداية الكارثية أمام الإمارات في شوط هو الأسوأ حاملاً كل عيوب المرحلة السابقة الآثمة خلافاً لحقيقة أن الكأس فرصة لتغيير الصورة القاتمة ما يعني بداية مغايرة لما شاهدناه وهذا ما كان في الشوط الثاني وبداية الحكاية.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


أبرز سلبيات الكأس هو عدم قدرة إدارة المنتخب والروماني تيتا في توظيف مكاسب الفوز على تونس بالكيفية التي تمت والبناء عليه بالشكل الأمثل أمام موريتانيا فكانت الخيبة في الشوط الأول والوصول المتأخر في الثاني.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


وما يستحق أن نتحدث عنه في هنات الدوحة هو القراءة غير الموفقة للجهاز الفني أمام موريتانيا التي دخلت مباراتنا بحثاً عن تعادل يحفظ ماء الوجه بعد خسارتين وأمام منتخب هزّ أركان منتخب نسور قرطاج وقدّم نفسه بقوة فكانت الصدمة بمنحهم الأفضلية ولولا هدف التعديل السريع بأقدام البحر «المظلوم» لخرجنا ربما بصورة ونتيجة مغايرة.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


الحظ العاثر وقلة التوفيق لازمتنا ومنعتنا من العبور لربع النهائي في أكثر من مناسبة في اللقاء الوداعي أمام موريتانيا وهذا يحدث في عالم المستديرة التي تحتكم أيضا في ثقافتنا وواقعنا العربي للنوايا وهنا نعود للسلبية الأولى لنذكر أن المحافظة على الجهاز الإداري أبقى بنسبة ما نوايا من سبق بانتظار اجتماع مزمع غداً للجنة لدراسة تقرير المشاركة العربية.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أن تفاصيل المؤتمر الصحفي لمدربنا الروماني تيتا ورأيه بعد الخسارة أمام موريتانيا غاب عن الصفحة الرسمية للاتحاد ومن ثم قرأنا حواراً نُسب له وسمعنا تصريحات لمدير المنتخب الوطني هناك في الدوحة وهنا في منصة إعلامية محلية في ظهورين تركا أسئلة حول الطريقة التي يفترض التعامل معها بصورة احترافية بعد الخروج تتمثل بالدعوة لمؤتمر صحفي للروماني تيتا للحديث عن المشاركة ورؤيته للقادم وشرح تفاصيل عقده وما هو المطلوب منه نتاجاً للمرحلة القادمة.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


دروس وعبر‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


كعادتنا لا نجيد التعلم من الدروس لا نفقه استخلاص العبر لذا نأمل من اللجنة المؤقتة أن تخالفنا هذه المرة وتثبت قدرتها على القراءة الجيدة للدرس الإداري التنظيمي الاحترافي الذي عايشته في البروفة المونديالية على أمل وضع لبنة سليمة تنظيمية للقادم.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


ونأمل أن نستخلص العبر الفنية من دروس منتخبات الأردن ولبنان والإمارات وتونس ومصر وكل حسب الدرس الخاص به ولعل تجربة منتخب لبنان تستحق التوقف على مستوى التصفيات المونديالية والبروفة في الدوحة.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


أما على مستوى الدرس الفني فهي طلاسم لم نستطع فكها حتى الآن على أمل أن يكون عقد السنة لتيتا كفيلاً بوضع اللبنة الأولى للقادمات بعيداً عن كلام رئيس اللجنة المثبط للمدربين الوطنيين وتحديداً أن منتخبنا للناشئين يخوض اليوم دور نصف نهائي غرب آسيا أمام نظيره اليمني ولنتذكر مستقبلاً اليمن.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


خلاصة‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


في الخلاصة مشاركتنا في الدوحة تستحق التوقف والدراسة وعودة الروح لنسورنا والأمل لجمهورنا عناصر يُبنى عليها شرط لجنة مؤقتة تتمتع بالدراية والقرار المناسب واتخاذ ما يلزم اليوم لاستدراك ما فاتنا وعدم ترحيل ذلك لاتحاد قادم في آذار تُنسج ملامحه في الغرف المغلقة وعلى طاولات المطاعم.‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


الدموع لا تكفي والحسرة لا تفي والتغني بطرق باب الملحق غير مجد والوقوف على الأطلال مرفوض والعمل ثم العمل ثم العمل بجد من خلال نوايا طيبة صادقة هو السبيل لاستعادة الهيبة ‏والروح‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏


Basharn79@gmail.com‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

المزيد..