الموقف الرياضي – غسان شمة :حين تلعب على أرض خصم كبير وأمام جمهوره العريض وخلال خمسة أيام، فيها الكثير من التعب والإرهاق، من الطبيعي أن تفرض الواقعية نفسها بصورة كبيرة
على طريقة الأداء واللعب واختيار الأوراق التي ستخوض بها هذه المغامرة الكبيرة أمام خصم لايستهان به…
ومن هنا ندرك حجم الحذر والعمل التكتيكي المنضبط الذي كان الجهاز الفني يعول عليه باعتباره مفتاحاً أساسياً لخطف نقاط المباراة ومواصلة الحلم المونديالي، فكان الحذر والتشبث في المواقع الخلفية عنوان الأداء لمنتخبنا رغم البداية المثالية مع هدف السومة الذي زلزل أركان الملعب واللاعبين والجمهور الأسترالي، ولكن العودة إلى الخلف ولحظات فقدان التركيز لعبت دوراً في تقدم الأسترالي وتعادله وفرضه السيطرة لفترات طويلة، مع محاولات خجولة لبناء هجمات على مرمى الخصم، فمن الواضح أن الرؤية لمجريات المباراة كانت تقوم على الأسلوب الدفاعي ومحاولات استثمار المرتدات وأخطاء الخصم، ولكن المؤسف أننا لم نتمكن من استثمار حالة التراجع البدني والضعف الدفاعي الذي ظهر واضحاً على الخصم في مباراة الذهاب .
هل كان بإمكان لاعبينا أفراداً ومجموعة أن يقدموا أفضل مما هو في الصورة التي ظهروا عليها..؟!
ربما تكون الإجابة نعم، لكن من المؤكد أنهم قدموا واجبهم وأكثر ولكن من الطبيعي أن تكون عواطفنا متأججة لجهة الرغبة في رؤية ماهو أفضل خاصة أن استثمار نقاط ضعف الخصم لم تكن كما ينبغي..؟!
كلام كثير وجدل عنيف شهدته الأيام الماضية ولكن تبقى هذه حال كرة القدم بمنطق الربح والخسارة والمهم أننا عرفنا حجم ما نمتلك من إمكانيات ولاعبين يمكن أن يمضوا بنا إلى أفراح جديدة منتظرة في عالم الساحرة المستديرة..!!
______________________________________________
في وصف المباراة
بداية الشوط الأول كانت مثالية لمنتخبنا، توّجها بهدف مستحق لعمر السومة في الدقيقة السادسة بعد تمريرة متقنة من تامر حاج محمد من توغل سريع في عمق دفاع المنتخب الأسترالي، لكن رد الأخير جاء بعد سبع دقائق بهدف تيم كاهيل مستغلاً سوء التغطية الدفاعية لمنتخبنا.
وبعد الهدف تبادل المنتخبان الهجمات لتعزيز التقدم وحسم المباراة إلا أنهما لم يتمكنا من التسجيل، لينتهي الشوط الأول بالتعادل بهدف لمثله.
وفي الشوط الثاني طغى الاندفاع البدني والحذر على أداء لاعبي المنتخبين واعتمد منتخبنا على الهجمات العكسية الخاطفة فيما اعتمدت أستراليا على الكرات الثابتة والعرضية العالية.
وفي الدقيقة الحادية والستين دخل فراس الخطيب بديلاً لعدي عبد الجفال وسيطر منتخبنا على مجريات المباراة نسبياً دون فاعلية، حيث كانت هجماته تنتهي عند أقدام الدفاع الأسترالي أو بين يدي حارسه ماثيو رايان، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لمثله ليتم اللجوء إلى شوطين إضافيين نظرا لانتهاء مباراة الذهاب بالنتيجة ذاتها.
وبعد أربع دقائق على انطلاق الشوط الإضافي الأول تعرض المواس للطرد بعد نيله البطاقة الصفراء الثانية في المباراة، لنكمل المباراة بعشرة لاعبين، الأمر الذي استغله المنتخب الأسترالي وسجل هدفاً ثانياً في الدقيقة الـ 109 عبر كاهيل نفسه بعد أن استقبل كرة عرضية وبنفس طريقة الهدف الأول.
وفي الدقيقة الأخيرة من المباراة حصل منتخبنا على ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء سددها عمر السومة واصطدمت بالقائم الأيسر للحارس الأسترالي ومعها أعلن الحكم نهاية المباراة ليتوقف حلم نسور قاسيون عند هذا الدور بعد أداء رجولي في التصفيات نال إعجاب الجميع.
تشجيع
تابع عشرات آلاف السوريين المباراة عبر شاشات عرض كبيرة وضعت في ساحات وملاعب دمشق والمحافظات تشجيعاً للمنتخب، حيث أكد الحضور ثقتهم بلاعبي المنتخب الذين كانوا قريبين جداً من بلوغ الملحق العالمي على طريق تحقيق حلم الوصول إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخ الكرة السورية.
كما احتشد نحو عشرة آلاف مشجع من أبناء الجاليتين السورية والعربية في ملعب أستراليا بسيدني ورفعوا أعلام سورية من بينها علم بطول خمسين متراً ورددوا الهتافات والأغاني الداعمة للمنتخب.