حلب – عبد الرزاق بنانه ضعف الثقافة الكروية والتحكيمية لمعظم لاعبي أنديتنا هي واحدة من أهم أسباب عدم تطور الكرة السورية، وما حدث في مباراة ديربي الشهباء بين ناديي الاتحاد والحرية
جاء ليؤكد ضرورة الاهتمام والتركيز من مسؤولي الكرة السورية والأندية على موضوع تثقيف اللاعبين والكوادر الفنية والإدارية بأنظمة اللعبة، وتقع المسؤولية الثانية على مشرفي التحكيم بضرورة إقامة دورات لتوحيد أسلوب التحكيم حتى لا يكون هناك تفاوت لنفس الخطأ بين حكم وأخر. مباراة الاتحاد والحرية ضمن مباريات دوري المحترفين شهدت تحولات فنية وانتقل فيها الفوز من فريق إلى آخر نتيجة ضعف الثقافة الكروية التي نستعرضها من خلال قراءة بالسطور التالية ..
دقيقة مجنونة
يمكن أن نطلق على الدقيقة الأولى من مباراة الاتحاد والحرية بالمجنونة، فقد شهدت تسجيل الهدف الأول للاتحاد بواسطة رأفت مهتدي الذي خلع قميصه وانطلق مسرعا باتجاه جلوس فريقه وبالطريق أمام جمهور الحرية وجه إشارة غير رياضية فكان القرار الذي احدث جدلا في الملعب، فالحكم قام أولا بإنذار اللاعب ثم قام بتوجيه الإنذار الثاني له وتلاه بالبطاقة الحمراء، البعض اعتبر أن قرار الحكم كان متسرعا وأشاروا إلى انه يمكن أن يكتفي بالبطاقة الصفراء والعمل بروح القانون نظرا لحساسية المباراة، فيما اعتبر الكثيرون أن قرار الحكم كان صحيحا لأنه نفذ القانون ومن هنا نقول: لو افترضنا جدلا أن نفس الحالة جرت وكان يقود هذه المباراة حكم آخر هل كان سينفذ القانون أم سيتعامل مع هذه الحالة بروح القانون؟ ونحن بدورنا نؤكد أن القانون يجب أن يطبق وان يكون هو السائد .
ثقافة
نعود للاعب رأفت لمهتدي نحن على ثقة بأنه لا يملك ثقافة ما قام به من حركة وما هي عقوبتها ولا يدرك بأن فريقه سيلعب المباراة بالكامل ومنذ الدقيقة الأولى بعشرة لاعبين، وهي بكل الأحوال كارثة كان سببها جهل اللاعب وإدارات الأندية والأجهزة الفنية والإدارية هي من تتحمل عدم تثقيف اللاعبين . بعد الطرد مدرب الاتحاد بات يعيش منذ الدقيقة الأولى بقلق حقيقي ولحظات صعبة حيث سيضطر إلى تغيير جميع الخطط والتكتيك الذي كان يعمل عليه طوال الأسبوع تحضيرا لهذه المباراة ويجب على المدرب التعامل مع دقائق المباراة ويخطط من جديد وبشكل متجدد ليصل بالنهاية إلى تحقيق ما يتمناه . وبفضل ثبات المدرب محمد عقيل نجح في النهاية بتجاوز الصعوبات وتحقيق الفوز بالمباراة .
تبعات الطرد
الظرف الجديد للمباراة جعل فريق الحرية هو المسيطر على وسط الملعب وعلى مجريات المباراة فهو يلعب بزيادة لاعب بالإضافة إلى انه متأخر بهدف واضطر فريق الاتحاد للتراجع للخلف للحد من الخطورة على مرماه، ومن كرة ثابتة لعبها احمد الأشقر تصدى لها حارس الاتحاد وأفلتت من يديه وتابعها لاعب من الحرية اعتبرها البعض أنها كانت نتيجة الاحتكاك مع الحارس، فيما لم ير الحكم أي خطأ وأي احتكاك وهذا هو الواقع، ومرة ثانية تسبب ضعف الثقافة بتسجيل الحرية هدف التعادل حيث بقي حارس المرمى مستلقيا على الأرض وبعض لاعبي فريق الاتحاد ينتظرون قرار الحكم بالإعلان عن الخطأ فكانت المتابعة من اللاعب فراس الأحمد الذي سدد بالمرمى هدف التعادل وكان على اللاعبين وحارس المرمى عدم التوقف لحين سماع صافرة الحكم .
تغيير وتبديل
دخل الفريقان الشوط الثاني بعد التزود بتوجيهات جديدة من المدربين ورغم ذلك سارت المباراة بنفس الوتيرة حتى الدقيقة /58 / عندما طرد الحكم اللاعب حسن مصطفى نتيجة تدخله بما لا يعنيه وهو يدخل في بند ضعف الثقافة أيضا ( فتعرض لعقوبة الحرمان أربع مباريات رسمية بالإضافة إلى الغرامة المالية ) فكان التحول في مجريات المباراة ودانت السيطرة لفريق الاتحاد وسنحت له فرص عديدة أبطل مفعولها حارس الحرية محمد مارديني وتراجع فريق الحرية للخلف بشكل كامل وبدون تنظيم بغية الخروج بنقطة التعادل ومع التبديلات الناجحة لمدرب الاتحاد الذي أشرك خلالها لاعبين يتصفون بعنفوان الشباب والتبديل الأول كان بدخول ربيع سرور والثاني دخول عبد الله نجار وهنا زادت الهجمات من سرعتها، وفي الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع ومن كرة تابعها النجار إلى المحيميد الذي حولها عرضية إلى السرور تابعها بالمرمى هدف التقدم بالدقيقة القاتلة، ومرة ثانية كان لضعف ثقافة اللاعبين السبب الرئيسي بهذا الهدف بعد أن اكتفى خط دفاع فريق الحرية بالكامل برفع أيديهم معترضين على الحالة بالشك بالتسلل لحظة لعب الكرة في التمريرة الأولى وكان عليهم المتابعة وعدم التوقف حتى سماع صوت صافرة الحكم ويبقى الحكم المساعد هو الأقدر على ضبط الحالة لأنه المتابع مع آخر ثاني مدافع .
حلو الكلام
عموما مباراة الديربي انتهت بفوز فريق الاتحاد بعد غياب ست سنوات من اللعب في هذه المدينة و شهدت دروساً عديدة ويجب أن يستفيد منها اللاعبون والمدربون والحكام مستقبلا، وعالم كرة القدم يوجد فيه الجديد بشكل دائم ويحتاج إلى متابعة دائمة ..