حلب –عبد الرزاق بنانه:ما يحدث في نادي الاتحاد يكاد يكون الاغرب بين الاندية السورية فبالرغم من انتهاء مرحلة الذهاب من الدوري الكروي فإن سلم الرواتب وعقود اللاعبين
لم يحسم بعد حتى الآن رغم المطالبة الملحة من الجميع بضرورة انهاء المشاكل المالية ويبدو أن ابر التخدير التي تستخدم نجحت بإيقاف جميع المطالب من خلال الاعتماد على سياسة التأخير والمماطلة التي تتبعها الادارة لأسباب غريبة باتت تشكل عبئا على مستقبل اللاعبين والنادي .
حجج واهية
من خلال استعراض الاستعداد للموسم الجديد نرى ان الكادر الفني لم ينجح بتحديد طلباته من اللاعبين فالاختيارالذي وقع على عدة لاعبين من خارج النادي أثبت فشل هذه التعاقدات ماعدا صفقة اللاعب حسن جزار التي تعتبر الابرز بعد ان نجح مع الفريق فنيا وانضباطيا واخلاقيا وأما باقي التعاقدات فعدم مشاركة اللاعبين الجدد ولو لدقائق معدودة في جميع مباريات مرحلة الذهاب يؤكد عدم نجاحها . بالمقابل لم تنجح ايضا بالتعاقد مع لاعبي النادي صلاح شحرور – بكري طراب – محمد غباش – محمد الحسن لأسباب عديدة أهمها عدم قدرة الجهاز الفني للفريق على فرض القرار والرأي باختيار لاعبيه للموسم وكانت الامكانيات المالية هي الحجة في عدم اتمام هذه التعاقدات .
حواجز
بسبب غياب مشرف اللعبة السابق لأسباب خاصة توقفت عملية التعاقد مع اللاعبين وتزامن ذلك مع استقالة لجنة الاحتراف ورغم تشكيل لجنة جديدة بصلاحيات واسعة من مجلس الادارة إلا انها فشلت في اجراء التعاقدات ولم تنجز سوى عقد واحد مع اللاعب عمر سمان وهذا العقد كان السبب الرئيسي في احداث شرخ بين اللاعبين نتيجة ارتفاع الراتب الشهري اذا ما تمت مقارنته مع رواتب عدد من اللاعبين البارزين في الفريق فكان التململ والمطالبة بالإسراع بإيجاد الحلول لباقي اللاعبين وكانت الوعود من المشرف الجديد الذي تقدم باقتراحات عديدة توقفت جميعها عند حاجز مجلس الادارة .
وقف التنفيذ
بعد عودة الفريق من دمشق وحصوله على المركز الثالث كثر الحديث بضرورة الاسراع بإبرام العقود حسب الوعود وبعد ان انجز مشرف اللعبة عقود اللاعبين عمر حميدي – زكريا العمري – محمد الاحمد – عبد الله نجار على ان يصبح الراتب الشهري لكل لاعب 150 الف ليرة سورية اعتبارا من توقيع العقد ويرتفع الى 175 الف ليرة سورية في بداية الموسم الجديد إلا أن رئيس النادي وخلال جلسة الادارة الاخيرة التي عقدت يوم الاثنين الماضي وافق على هذه العقود بشرط ان تبقى الرواتب هذا الموسم على حالها ويبدأ الراتب الجديد مع بداية الموسم القادم وهذا ما رفضه اللاعبون وخلال الجلسة الاخيرة تم اعادة تشكيل لجنة جديدة للاحتراف مؤلفة من مالك سعودي – عصام عيروض – سيف الدين الحسن اعضاء مجلس الادارة بالإضافة الى المدرب مهند البوشي وتعتبر هذه اللجنة هي الثالثة هذا الموسم .
انقسام فني
بالجانب الاخر انقسم الشارع الاتحادي والخبرات الكروية حول وضع الجهاز الفني وخاصة المدرب فالبعض حمله تبعية النقاط الضائعة أمام الشرطة والنضال وتشرين وطالب بإجراء التغير على الجهاز الفني والبعض الاخر اعتبر ما حققه الجهاز الفني والمدرب إنجازا اذا ما تمت المقارنة بما حققه الفريق بالسنوات الماضية . الادارة بدورها وقفت حائرة أمام من تحدث عن هذا الوضع وبدأت مشاوراتها وخلال هذه الفترة تقدم المدرب بطلب رسمي الى الادارة يطلب زيادة راتبه ليصبح /175/ الف ليرة سورية شهريا بدلا من /60/ الفاً حسب الاتفاق وعاد المدرب وتقدم بطلب جديد بتعديل الراتب الشهري الى /150/ الف ليرة سورية وأعلن المدرب رفضه متابعة العمل مالم تأخذ الادارة بقرار الزيادة, بدورها الادارة عقدت اجتماعين بعد عودة الفريق من مرحلة الذهاب ورغم ذلك لم تدرس كتاب المدرب الذي تقدم بكتاب جديد يطالب فيه مع الجهاز الفني والاداري زيادة الرواتب بحسب ما تراه الادارة مناسبا ؟
العمل بمزاجية
من خلال استعراضنا لعقود اللاعبين وما رافقها من احداث دراماتيكية هذا الموسم يمكننا القول إن هناك خللاً فنياً وإدارياً واضحاً في مجلس الإدارة يرتكز على العمل بدون ضوابط وأسس ويعتمد المزاجية والاهواء في تقدير الامور بغض النظر عن المصلحة العامة وبات معروفا من يقف وراء تأخير هذه العقود وماذا يهدف من وراء ذلك ؟؟ ولو ان العقود تمت في بداية الموسم وضمن لجنة مختصة كان التوفير على النادي سيكون بالملايين فاللاعب الذي وافق في بداية الموسم على التوقيع مثلا مقابل /50/ الف شهريا بات اليوم لا يقبل بأقل من /100/ الف ليرة سورية . وبغض النظر عن جميع الأحداث التي رافقت عملية التعاقدات كان من المفروض أن يكون هناك لجنة فنية كروية تكون على اطلاع فني تام على كل لاعب وتواكب الاحداث الكروية في الدوري لتكون على دراية بشكل كامل في جميع التفاصيل لا نهاء مصالح اللاعبين والنادي بعيدا عن الروتين المتبع حاليا الذي يدمي القلوب ؟
خلاصة القول
ما يحدث في نادي الاتحاد وخاصة فيما يتعلق بعقود لاعبي كرتي القدم والسلة هذا الموسم يحتاج الى وقفة طويلة بعد أن اثبت بالدليل القاطع عدم قدرة مجلس الادارة على تجاوز هذه المعضلة التي باتت بحاجة لحلول سريعة من أصحاب الشأن ويبقى التذكير لمجلس الادارة ضروريا بأن هناك الكثير من الخبرات الكبيرة في جنبات النادي وخارج مجلس الادارة تملك الإمكانيات والمعرفة والموهبة على حل جميع هذه المشاكل بالطرق الودية والقانونية . ويبقى مستقبل النادي ومصلحة اللاعبين اهم من كل من يسعى الى وضع العصي بالعجلات ليعيق تقدم الفريق في مرحلة الاياب ؟