ضربــــة حـــرة تأهلنا وكفى
حَملَ وصول منتخبنا الناشئ إلى مونديال الناشئين مفارقات مهمة ودراما تباينت آراء البعض بشأنها إلى حد مضحك في أحيان كثيرة،
فهناك من رآها معجزة وتحققت، ومنهم من قال أنها نتيجة طبيعية لجهد عام كامل من التحضير، وهناك من قال أنها نتيجة حماس اللاعبين، وهناك من قال أنها نتيجة ضعف مستوى المنتخبين القطري والسعودي والبدلاء الإيرانيين الذين لعبوا بدل الأساسيين كونهم تأهلوا بجدارة والفوز لا يعنيهم، وأراء كثيرة تم تداولها بشأن التأهل للدور الثاني وتجاوز الربع نهائي على منتخب قوي (اوزبكستان) بنتيجة لم تكن متوقعة حتى لأشد المتفائلين، ومن ثم خسارته الكبيرة بسباعية وضعف مستواه الواضح أمام كوريا الجنوبية…!
البعض تحدث بعاطفة ولم يتحدث بواقعية، والبعض أراد أن يمتطي ظهر الانجاز بالتأهل بغض النظر عن أي شيء، والبعض الآخر لم يتحدث بوقائع فنية من ارض الواقع، والبعض أراد أن يكون في منتصف المعادلة، هناك من برر المستوى الفني وعلق كل الأمور (كالعادة) على الإمكانيات، والبعض حاول التقليل من الانجاز (التأهل) لغايات دفينة، وكان (كلٌ يغني على ليلاه وبطريقته)
فرحتنا بالتأهل لنهائيات المونديال، ولو من أي بوابة مدعاة للفخر والاعتزاز بشباب كبروا على كل ما اعترض سبيلهم من معوقات وكانوا رجالا بالفعل، وظهروا بمستوى فني معقول جدا على الأقل بأول مباراتين…
ولكن دراما المشاركة والتأهل، وحتى تفاصيل الفوز والخسارة في الدورين الربع والنصف نهائي يجب الوقوف عندها بالعقل والتفكير الصحيحين للاستفادة منهما وتحليلهما بشكل جدي من اجل القادمات من الأيام.
لن نقلل من الانجاز (وهو كبير)، وبذات الوقت يجب أن لاينسينا أخطاءنا ونقنع أنفسنا أننا عباقرة زماننا في الأداء والتدريب واللياقة والوضع النفسي وغيرها من المشاكل التي اعترضتنا.
تأهلنا نعم، والخطوة التالية تحتاج (لهز أكتاف)، وليس الانتظار والبكاء على الظروف والإمكانيات. المونديال يحتاج لتحضير أكبر بعيدا عن المجاملات والعاطفة، لدينا لاعبون يحتاجون لتركيز أكبر ودروسا كروية أشمل، وتحضير نفسي أوسع، وهنا لا أقلل من شأن كوادرنا الفنية التي عملت مشكورة بإمكانيات محدودة جدا، بل أطالب المعنيين بتوقير ظروف أفضل وتذليل الصعوبات، على الأقل ليكون لهم عين في حال حققوا نتائج جيدة في المونديال أن يتباهوا بما عملوه لهذا المنتخب دون أن يظهر أحد ويقول لهم (هاتوا برهانكم).
بسام جميدة