متابعة_ أنور الجرادات :
تصل بطولة كأس العرب إلى مرحلة خروج المغلوب اليوم، حيث تنطلق منافسات ربع النهائي بمواجهة من العيار الثقيل تجمع بين المنتخب السوري ونظيره المغربي على أرضية ملعب استاد خليفة الدولي في الخامسة والنصف مساءً. اللقاء هو الأول بين المنتخبين في تاريخ البطولة، ويحمل في طياته صراعاً تكتيكياً بين قوة المغرب المُرشَّحة للفوز باللقب وصلابة المنتخب السوري .
هذه الموقعة الحاسمة تمثل اختباراً لمعدن اللاعبين وذكاء المُدربين تحت ضغط المباريات التي لا تقبل أنصاف الحلول.
تعتمد «فلسفة لانا» مدرب منتخب سوريا على التنظيم الدفاعي عالي المستوى والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم. ورغم أن المنتخب السوري يسعى لتكرار أمجاده التاريخية التي قادته للوصافة في ثلاث نُسخ سابقة من البطولة، فإن اختبار ربع النهائي هو الأصعب، خاصة أمام خصم بحجم المغرب. كل الآمال السورية معقودة على تألق المهاجم عمر خريبين إن سمحت إصابته بالمشاركة مع المنتخب،
وهو الذي سجل هدفي سوريا الوحيدين والحاسمين في مرحلة المجموعات، بالإضافة إلى الأدوار المحورية لمحمود المواس ومحمد الحلاق في بناء الهجمات المُباغتة.
تحمل المواجهة طابعاً متناقضاً حيث من المُتوقع أن يسعى المغرب لفرض سيطرته المعهودة على الكرة واللعب من الأطراف مستغلاً مهارات لاعبيه الفردية، بينما سيلعب المنتخب السوري على الكثافة الدفاعية في منتصف ملعبه والاعتماد على الهجمات المُرتدة السريعة ، مستغلاً أي اندفاع مغربي.
نجاح المغرب سيعتمد على مدى قدرته على فك التكتل الدفاعي للمنتخب السوري عبر اللعب السريع والتحركات بدون كرة، في حين سيعتمد نجاح المنتخب السوري على فاعلية اللمسات الأخيرة واستغلال أنصاف الفُرص.
تُعد مواجهة اليوم التاريخية الأولى بين المنتخبين في بطولة كأس العرب، ما يزيد من الإثارة لغياب السوابق المباشرة التي يمكن الاستناد إليها. وبين طموح المغرب لإثبات علو كعبه والوصول للنهائي، وحلم المنتخب السوري بمواصلة مفاجآته التاريخية وتأمين مقعده بين الأربعة الكبار، فإن الجماهير على موعد مع ليلة كروية لن تُنسى على «استاد خليفة الدولي»، حيث لا مجال للتراجع أو الخطأ في مواجهات خروج المغلوب.