كتب -غسان شمه:صورة بائسة للبطل ونجومه الذين يقدرون بالذهب وهم يسقطون في خانة الصفر المونديالي بعد أقسى خروج لحامل اللقب من الدور الأول في تاريخ البطولة..
تلك الصورة هي الحدث الأبرز والأكثر صدماً لعشاق الكرة في العالم عموماً ولجماهير الكرة الاسبانية التي لن تصحو من هول المفاجأة لفترة طويلة..!!
من هنا ندخل إلى سخونة المونديال وقسوته متلمسين بعضاً من ملامح اللوحة المليئة بالأحداث في رؤى أولية لواقع المشاركات من خلال وقفات سريعة.. فالمجموعة الثانية التي كانت فاتحة الحديث بمفاجأتها الكبيرة تكتمل بإعلان الطواحين الهولندية وفريق التشيلي رفع التحدي إلى البعيد في المواجهات القادمة ولاسيما في الدور الثاني.. فالطواحين كانت على الموعد مع المتعة والقوة ولم تقل عنها أفعال لاعبي التشيلي..!
الإنكليز على الدرب..!
وعلى خطا الاسبان يبدو الفريق الانكليزي يمضي «بخطا واثقة!» بعد خسارتين متتاليتين من إيطاليا«1/2» ومن الأورغواي بنفس النتيجة مع إشارات استفهام عديدة حول قدرة نجوم المنتخب الانكليزي- الذين لايقلون على الورق عن الفريق الاسباني فقد كانت أورغواي أكثر حضوراً وتهديداًَ وانسجاماً..! ولابد هنا من الاشارة إلى أن تعثر الأورغواي في المباراة الأولى عوضته في الثانية والدرب أمامها يمكن أن يكون مفتوحاً إذا فازت إيطاليا على كوستاريكا أمس..!؟
فرق في الفورمة..!
يأتي على رأسها وفي مقدمتها الفريق الالماني المتوازن والقوي في تشكيلة جيدة مع بعض التلميح الخفيف حول الأداء الدفاعي الذي يتكفل بتعويض اللعب الجماعي والانضباط ومعرفة تسيير المباراة كما بدا واضحاً في مباراة البرتغال حيث أشهرت إنذاراً عالياً في وجه الآخرين..!
ومثله الفريق الهولندي المتأهل مع تشيلي الحاضرة بقوة حيث بدا رجال فان غال بأفضل صورة في الشوط الثاني لمباراة اسبانيا وقدموا فنوناً متنوعة على مائدة العشب الأخضر..
وهنا نصل إلى فريق السامبا صاحب الأرض والسحر المنتظر دائماً فقد تجاوز كرواتيا «بصعوبة» ولم يتمكن من التأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في المباراة الثانية من دور المجموعات منذ مونديال 1982.. وهذه إشارة ليست مريحة لعشاقه لكن لديه من النجوم والمقدرات مايؤكد حضوره فالخصم المكسيكي الذي تعادل معه كان كبيراً جداً في هذا اللقاء..!
ننتقل إلى الفريق الأرجنتيني، ورقص التانغو الذي ينتظره محبو الفريق وعشاق كرته الذين يراهنون على وجود ميسي وتشكيلته من النجوم بدوا في المباراة الأولى نصف جاهزين وتمكنوا من الفوز على البوسنة الضيف الجديد بفارق هدف(2/1) لكن الأهمية تكمن في تقديرنا بهذا الفوز وبهدف ميسي الذي سيمنحه المزيد من الثقة في قادم المباريات التي لن تكون صعبة في هذا الدور والبطاقة شبه مضمونة..!
وإلى هذا نجد في الفريق الإيطالي، القادر أيضاً وفي كثير من الحالات على مقارعة الخصوم والحضور بقوة حيث افتتح المشوار بفوز عزيز أكد فكره التكتيكي ومقدرته الفنية.. ومن المنتظر أن يتابع مشواره الناجح حيث لعب مساء أمس الجمعة مع كوستاريكا لنيل بطاقة العبور كما نظن..!!
خيبة محاربي الصحراء
المنتخب الجزائري، ممثل العرب الوحيد صدم جماهير الكرة الجزائرية والعربية ليس بالخسارة وحدها، ولكن بالفكر التكتيكي الهزيل حيث قدم شوطاً أول عالي التكتيك وفرض أسلوباً في اللعب خرج به متقدماً رغم سيطرة البلجيكي، لكن كل هذه الحسابات تداعت بسبب ضعف القراءة وسوء تقدير الإمكانيات عندما خرج للهجوم فلم يفلح به وفشل في الدفاع.. والسؤال هل هناك أمل؟
ربما ولكن لانعتقد أنه كبير فالخصمان الآخران روسيا وكورياج لهما طموحات مشروعة في هذه المجموعة باعتبار بلجيكا أقرب للبطاقة الأولى..؟
فرق تتأمل وفرق..!
هناك بعض الفرق التي يمكن أن ترش المنكهات على البطولة وتشعل نوعاً من الإثارة.. كما أن هناك فرقاً لها شرف الحضور والمشاركة والفوز في هذه المباراة أو تلك يحقق شيئاً من تأثيرها لكن الأهم بالنسبة للاعبي هذه الفرق هو الحضور تحت أنظار الكشافة مع تمثيل بلادهم..
عموماً هناك مايمكن أن تفصح عنه مجريات البطوله- من أحداث سعيدة للبعض ومفاجآت غير منتظرة من البعض مازال الكبار«في الفورمة» هم الأكثر ترشيحاً للمضي بعيداً في هذه البطولة يمكن أن تشهد أيضاً المزيد من الإثارة والمتعة..!!