لمــــاذا ضــــاع اللقــــب علــــى القلعــــة الحمــــراء ومــــن المســــتفيد ؟

حلب – عبد الرزاق بنانة – محمد أبو غالون:خطوات قليلة كانت أقرب إلى خزائن نادي الاتحاد لكسب لقب بطولة الدوري لهذا الموسم

fiogf49gjkf0d


بعد صدارة استمرت طيلة مراحل الدوري لكنه فقدها في المباراة الفاصلة التي أقيمت لأول مرة في تاريخ الدوري السوري… ضياع اللقب جاء بطريقة دراماتيكية يصعب من خلالها على أي مخرج توقع ما حدث في المشهد الأخير..‏‏


هول الصدمة كان كبيراً على جماهير الأحمر التي فقدت اللقب خلال لحظات قليلة من عمر المباراة… وللوقوف على أسباب ضياع اللقب لابد من استعراض الأسباب الحقيقية من خلال العودة لبعض المواقف والأزمات والتي مرت بالفريق منذ بداية الدوري وحتى آخر صافرة أطلقها‏



الحكم الدولي محسن بسمة معلناً فيها النهاية الحزينة للكرة الحمراء وجماهيرها.‏‏


بدايات‏‏


تحدثنا في البداية أنه لا بد من العودة إلى الوراء لنصل إلى بعض الحقائق فالإدارة الحالية استلمت مهامها وأشرفت على فريق الرجال لموسمين لم تنجح خلالهما في تحقيق البطولة رغم كل الإمكانيات التي توفرت ثم بدخول الشركة الراعية وكان خيار الإدارة الأوحد استقدام مدرب أجنبي ووقع الاختيار على المدرب أوسكار ولأسباب مجهولة هجر أوسكار النادي بعد شهرين من بدء عمله لكن هذه الأسباب كانت معروفة لمن يعرف حقيقة ما كان يحاك في الكواليس وهنا كانت بداية الأخطاء وتسلم مساعده الروماني تيتا قيادة الفريق حتى نهاية الموسم وخرجت منه كرة الاتحاد خالية الوفاض وتراجع ترتيب فريق الرجال إلى المركز الثالث وهنا لابد من التذكير حول مسألة ضياع مسؤولية الاستغناء عن بعض اللاعبين فالكل بدأ باتهام الآخر.‏‏


مطالبة‏‏


مع بداية الموسم الحالي خرجت الأصوات تطالب بإعفاء مشرف اللعبة من مهامه نتيجة عدم تحقيق أي إنجاز في الموسم الماضي وهذه العادة متأصلة في نادي الاتحاد وهي بالمناسبة ظاهرة غير صحية وبعد مداولات وتدخلات خارجية وبدعم من رئيس النادي تابع المشرف عمله ورغم محاورته عددا من المدربين إلا أنه جدد الثقة بالمدرب تيتا وبدأت مرحلة التحضير التي شهدت بعض الأخطاء المؤثرة وأهمها إعارة بعض اللاعبين والثقة بالمدرب تيتا وبدأت مرحلة التحضير التي شهدت بعض الأخطاء المؤثرة وأهمها إعارة بعض اللاعبين لعدة أندية أمثال أيمن حبال وحسين كلاوي وزكريا حسن بيك إلى نادي أمية وهم من خيرة اللاعبين الشباب وكانت الحاجة لخدماتهم كبيرة وهذا ما تبين للجميع بعد إصابة اللاعب بكري طراب وهو اللاعب الوحيد في الجهة اليمنى علماً بأن هؤلاء اللاعبين قدموا مع نادي أمية مستوى مميزاً ونتائج طيبة.‏‏


على الوعد؟‏‏


وعود كثيرة قطعتها الإدارة ومشرف اللعبة باستقدام لاعبين أجانب على مستوى عال ورغم تجريب عدد كبير من اللاعبين لكن الجميع كان مستواه أقل من عادي وانتهى الموسم ولا جديد على اللائحة ورغم عودة اللاعبين الفنزويليين غوميز وجوناثان قبل بداية الدوري فإن القرار الفني بعدم ضمهما إلى صفوف الفريق جاء لأسباب مجهولة وأعلن المدرب تيتا رسمياً عدم حاجته لهما فيما كان يتحدث للمقربين منه بأنه يحتاج إلى غوميز ولعب الفريق مباراتيه الأولى والثانية أمام الفتوة والشرطة بغياب غوميز رغم وجوده بحلب والتزامه بالعقد وبإصرار من الجماهير تمت مشاركة غوميز.‏‏


ضغط جماهيري‏‏


خلال مباراة تشرين تواجد غوميز لأول مرة على دكة الاحتياط ونتيجة تعثر الفريق وبضغط جماهيري أثناء المباراة تم إشراكه وحصل الفرج بقدمه وكان له الدور الأكبر في حصد نقاط المباراة وقدم بعدها غوميز مستوى طيباً وتم فسخ عقد اللاعب جوناثان بسبب زيادة وزنه رغم أن أداه في الملعب كان مقبولاً وكان على الكادر الفني إجراء التدريبات المكثفة له لتخفيف وزنه لاسيما وأنه لا زال على قيود النادي ويمكن الاستفادة منه في بعض المباريات.‏‏


دعم ومتابعة‏‏


قامت الشركة الراعية بدور رائع عندما تعاقدت مع اللاعب عادل عبد الله بعد تعاقدها الأول مع اللاعب عبد القادر دكة لكن عادل وبعد أن قدم مستوى طيباً بدأ بريقه يخبو رويداً رويداً حتى بات في الفترة الأخيرة عالة على الفريق نتيجة أدائه السلبي المحير.‏‏


تراجع‏‏


بعد صدارة مستحقة في مرحلة الذهاب وبفارق كبير من النقاط عن أقرب منافسيه الجيش والكرامة الذي كان في مركز متأخر وبعد الأسبوع الثالث من مرحلة الإياب بدأ مسلسل الانهيار بعد الخسارة أمام تشرين في اللاذقية وأمام الكرامة بحلب والنواعير بحماة ثم التعادل مع الجيش في حلب مما أفقد الفريق 11 نقطة كانت كافية لاقتراب الكرامة للمنافسة.‏‏


لماذا؟‏‏


لعل أهم أسباب تراجع النتائج يعود للاستغناء عن الفنزويلي غوميز الذي يملك حلولاً فردية أمام مرمى الخصوم وهذا بدا واضحا خلال المباريات التي لعبها وكذلك التدخلات الجانبية بعمل المدرب تيتا من بعض العاملين في الكادرين الفني والإداري والتدخل أكثر من مرة في تشكيلة الفريق والتبديل ولم يكن هناك أي تدخل من الإدارة لحل تلك المشكلة مع المدرب.‏‏


قضية غوميز‏‏


يجب أن نقر ونعترف أن الاستغناء عن غوميز كان خطأ فادحاً فهل يكفي ما قاله اللاعب بأن لديه فرصة ذهبية للعب مع منتخب بلاده لنوافق له مباشرة ويتم منحه وثيقة التنازل علماً بأن الشركة الراعية كانت تفكر في إعارته للعديد من الأندية الخارجية وهذا من حقها خاصة وأنها دفعت له أكثر من 150 ألف دولار وكانت تنوي استقدام لاعب بديل ومن سوء الحظ أن اللاعب البديل إبراهيم توريه وهو لاعب يملك إمكانيات كبيرة تعرض لإصابة منعته من اللعب مع الفريق وخاصة في المباريات الهامة والأخيرة وكان واجباً على إدارة النادي عدم الاستغناء عن غوميز لأن النادي أولاً وأخيراً هو الذي سيوافق على ارسال وثيقة الاستغناء عنه لاتحاد كرة القدم وعدم الاستغناء عنه وإجباره على اللعب حتى نهاية الموسم كما تقتضي بنود العقد.‏‏


تراجع وتغيير‏‏


أثبت المدرب الروماني تيتا حسن نيته فتقدم باستقالته بعد تدهور النتائج خاصة في ظل صعوبة عودة الأمور إلى طبيعتها لخروج الأمور من يديه وتمت الموافقة عليها من قبل مشرف اللعبة والإدارة نتيجة القناعة التامة بأن الوضع بات بحاجة إلى التغيير وفي أول اجتماع حدث خلاف حول تسمية المدرب البديل فكان الانقسام عنواناً للمرحلة القادمة بين الأعضاء وتقدم مشرف اللعبة باستقالته نتيجة تدخل البعض بعمله وعاد بعد فترة عن قراره والتزم بالاجتماعات دون التدخل في شؤون الفريق.‏‏


استقالة‏‏


بكل المقاييس وضمن الظروف التي حدثت بالاجتماع وهو متوقع كان على الإدارة عدم قبول استقالة المدرب تيتا ومنحه الصلاحية والثقة وتقديم الدعم اللازم له لمتابعة مشواره في الدوري مع طاقمه نفسه وإعفاء من كان يتدخل في عمله وبذلك تكون الإدارة قد حافظت على وعودها بالابقاء على المدرب حتى نهاية الموسم وفي هذه الحالة ربما كان الحصاد أوفر… وحددت المسؤولية بشكل أدق.‏‏


مسؤولية‏‏


يجب أن يكون هناك اعتراف رسمي بتحمل المسؤولية بدءاً من مجلس الإدارة مروراً بالكادر التدريبي والإداري والطبي الذي بدأ الموسم وانتهاء بالطاقم التدريبي والإداري الذي استلم المهمة بعد اعفاء المدرب تيتا فالجميع يتحمل المسؤولية بدون استثناء وهذه حقيقة أما قذف الاتهامات ورمي الكرة من ملعب إلى آخر فإنه لا ينفع لأن الجميع وقع في الخطأ بنسب متفاوتة وعليهم جميعاً تحمل المسؤولية رسمياً من خلال تقديمهم الاستقالة على أقل تقدير وسيكون لنا وقفة واستعراض للمرحلة التي تم فيها تغيير الطاقم الفني والإداري للفريق في العدد القادم.‏‏


من المستفيد من ضياع اللقب الاتحادي..؟‏‏


لازال الشارع الرياضي في الشهباء وبالأخص عشاق القلعة الحمراء يعيش أحداث الصدمة المريرة من نجوم كرتهم في المباراة الفاصلة أمام الكرامة الذي استحق وبجدارة اللقب ولم تنفع التبريرات التي بدأ البعض من الإدارة الاتحادية أو من الكادر الفني والإداري للفريق بقناعة كل صغير وكبير في البيت الاتحادي ولم تأت اقالة أو استقالة المدرب حسين عفش وإداري الفريق وطبيب الفريق برداً وسلاماً على القلوب الحمراء لأن القصة لازالت عالقة في حلوقهم وأول تلك التبريرات كانت.‏‏


العفش: التكتلات والشللية أضاعت اللقب‏‏


وأول حديث للكابتن حسين عفش بعد المباراة كان مع الزميل موسى عبد النور في حديث اذاعي بأن التكتلات والشللية في نادي الاتحاد هي السبب بالإضافة لضعف مستوى اللاعبين المفاجئ هذا ما تحدث به الكابتن عفش ولكن بصراحة هذا الأمر غير مبرر أبداً وخاصة أن الأكثرية من أعضاء مجلس الإدارة هم من المقربين من الكابتن حسين جداً عدا أن الكثير من محبي النادي قدم ما بوسعه من أي إمكانيات للوقوف مع الفريق والنادي في هذه المرحلة الحرجة بالإضافة الى الابتعاد كلياً عن كل الضغوط التي قد يتأثر بهاالفريق وكان قرار العفش بكل أمور الفريق منفرداً ولا أحد يتدخل بعمله.‏‏


رمال اللاذقية السبب‏‏


وينظر الأكثرية من خبراء الكرة الاتحادية بأن الفشل جاء نتيجة تكتيك خاطئ من المدرب الذي قام بزيادة الحمل التدريبي قبل المباراة بأيام وخاصة أن البعض شاهد الفريق يتدرب على الرمال وهذا يؤدي إلى بعض التشنجات العضلية والأرهاق وبكل تأكيد قد يكون هذا الأمر هو الصواب وخاصة بعد أن شاهدنا أغلب عناصر الفريق بدأت عليهم علامات الارهاق والتشنجات العضلية في الشوط الثاني مما أثار استغراب الكثير من المتابعين للمباراة عن هذا السبب.‏‏


مقويات طبية أعطيت بالخطأ؟‏‏


وينظر البعض الآخر من الاتحاديين بأن هناك سرا ما في إصابة اللاعبين بالارهاق والتشنج حتى بدأت تتسرب بعض الأخبار من داخل الفريق بأن الكادر الإداري والطبي للفريق طلب بإعطاء اللاعبين جرعة من الفيتامينات المقوية فيتامين C وهي مسموح بها دولياً ولكنها أعطيت بشكل خاطئ وساهمت في الارهاق والتشنجات حتى بدأ اللاعبون واحدا تلو الأخر يطلب التبديل من المدرب والهروب من المباراة.‏‏


خطة العفش التكتيكية هي السبب‏‏


ويعتبر أصحاب الشأن الكروي في نادي الاتحاد بأن الخطة التكتيكية التي لعب بها الفريق في الشوط الثاني للمحافظة على هدف المباراة الذي سجله أوتو من ركلة جزاء واللجوء إلى الأسلوب الدفاعي هو السبب الأساسي وذلك نتيجة عدم مبادرة الاتحاد للكرامة بأي هجمة خطرة طيلة مراحل الشوط الثاني بالإضافة أيضاً لمشاركة بعض اللاعبين الذين لا يستحقون أن يكونوا أساسيين في هذه المباراة وأيضاً مشاركة عبد الفتاح الآغا وهو مصاب.‏‏


فشل غير مسبوق‏‏


بلا شك هذا الفشل للكرة الاتحادية هو الأول من نوعه في تاريخ النادي وهو مخطط له ومدروس من قبل فئة معينة تسعى من مدراء الكواليس لزعزة أوضاع النادي وقد أصبحت هذه الفئة معروفة للجميع وهي التي كانت وراء إبعاء المدرب الروماني تيتا الذي ظلمته الإدارة الاتحادية بالإقالة وهو متصدر الدوري وبفارق 6 نقط عن الجيش و 11 نقطة عن الكرامة وهي حادثة تحدث لأول مرة في النادي وجاء تكليف العفش بالتنسيق مع هذه الفئة وبعض السماسرة المرتزقة من هذه العملية الفاشلة والتي كان ضحيتها النادي وجمهوره الوفي نتيجة المصالح الشخصية.‏‏


الدفع دون حساب‏‏


وإذا جاءت تسمية الكابتن حسين عفش مدرباً للفريق مقابل مليون ليرة سورية في حال حصوله على بطولة الدوري فأين هي المحاسبة في حال فقد الاتحاد اللقب وهو متصدر وبفارق كبير عن البطل الكرامة فهل العقود يتم اتباعها على هذا الشكل أم أن هناك أمورا أخرى تحاك من تحت الطاولة ولعل الأهم أن الكرة الاتحادية قامت برحلة سياحية قبل موعد المباراة بأربعة أيام على اعتبار أنها ستدخل معسكرا لابعاد اللاعبين عن أجواء حلب وكلفت الرحلة السياحية أرقاما خيالية وعبئا على النادي فيما وصل البطل قبل موعد المباراة بيوم واحد.‏‏


الجماهير الاتحادية ضحية؟‏‏


وبناء على كل ما سبق نجد أن الضحية الكبرى هو جمهور المدرسة الاتحادية الذي دفع ضريبة ولائه وحبه لناديه ولكنه ضاع في سراديب المنتفعين الذي باعوا ناديهم بأسعار بخسة مقابل مصالحهم الشخصية دون النظر إلى كرامة وكبرياء القلعة الحمراء والمخلصين لهذا النادي الذي يعتبر أحد رموز حلب الشهباء.‏‏

المزيد..