تعيش الأندية التي تحتوي على مسابح في الوقت الراهن مرحلة انتعاش مادي تحسنت فيها مداخيلها وتحسنت أوضاعها المادية
مما أعطى الانطباع بأن مشكلات سباحتنا / المسبح المغلق – الرواتب – المكافآت – المعسكرات – التجهيزات.. الخ/ في طريقها إلى النور الذي تحلم به منذ سنوات ورغم أن تلك الأوضاع المادية تبدو اليوم وكأنها في وضع جيد لكنها تخفي بداخلها عيوباً جوهرية وسلبيات كبيرة ومستقبلاً غير مضمون لهذه الرياضة الجميلة وهذه العيوب ستؤدي حتماً إن لم يتم تفاديها سريعاً إلى ما لا يحمد عقباه.
ولهذا نقول يجب على المعنيين بتلك الأمور أن يضعوا أسساً واستراتيجيات جديدة لضمان توزيع الموارد المالية للمسابح بطريقة سليمة يتوافر فيها قدر كبير من الضبط والشفافية للتأكد من أن هذه الموارد تتجه في طريقها الصحيح وتستغل بالصورة المطلوبة وفق أنظمة محكمة لا تعتمد فقط على المزاجية ولا على المصالح الشخصية وبهذا الخصوص كان للموقف الرياضي وقفة مع ابن اللعبة وحامل همها طلال برنية أثمر عن الآتي:
الأندية همها جني المال فقط
بدأ البرنية حديثه قائلا:ً لقد أصبحت الأندية عبارة عن مطاعم – مقاصف وصار شرب الأركيلة الشبح القاتل للرياضة والموت البطيء لأجسام سباحينا بديل الرياضة التي تعود بالفائدة الكبيرة على أجسامهم مستندين على همهم الأساسي جني المال وليس تطوير الرياضة بالشكل الصحيح وبالرغم من وجود عدد جيد من المسابح في مدينة دمشق/ بردى – قاسيون – الجيش – النضال – المجد – الوحدة – الفيحاء – الجلاء – مدينة الشباب – الشرطة/ إلا أن سباحتنا ومنذ زمن بعيد تعاني من عدم وجود مكان مناسب وخصوصاً في فصل الشتاء يتسنى لمنتخباتنا الوطنية التدريب فيها لتحقيق نتائج جيدة في مشاركتها الخارجية ففي الثمانينات لم يكن هناك سوى 3 مسابح «الفيحاء – الجلاء – البلدي» وكانت نتائج سباحتنا آنذاك أفضل بكثير مما هي عليه الآن والسبب من وجهة نظري يكمن في سوء تصرف إدارات الأندية التي تهتم بجني المال على حساب تطوير الرياضة.
محاسبة الأندية المقصرة
وتابع برنية حديثه: ضمن شروط عقد المستثمر هناك ساعتين للنادي وهذه الفترة خصصت لأبناء النادي لصقل مواهبهم وتخريج منتخب جيد يمثل النادي لكن وللأسف لا يستغلها النادي بالشكل الصحيح بل يقوم بالإعلان عن دورات لتعليم السباحة فقط كي يستفيد من مواردها التي تذهب لصالح الرياضات الجماعية ولا تعود على السباحة إلا ما ندر وما كنا نتمناه لو أن جميع الأندية سارت على نهج استراتيجية نادي المحافظة وقامت بتأهيل منتخب وأمنت له الرعاية الكاملة لكانت الفائدة كبيرة ومثمرة وبالتالي بصمات سباحينا كادت لا تخلو من سجلات البطولات الخارجية ولهذا نناشد المسؤولين عن الرياضة السورية باصدار قانون ينص على محاسبة الأندية المقصرة في هذا الخصوص فمن غير المعقول بعد مضي أكثر من 10 سنوات ولا يكون النادي قادراً على تغطية مسبحه وينتظر رحمة المستثمر ليقوم بذلك ولمدة تقارب 15 سنة حينها يكون المسبح غير صالح للسباحة ويحتاج لصيانة من جديد قد تصل تكلفتها لإنشاء مسبح جديد.
7 مليون في كل موسم
يقوم النادي باستثمار مسبحه بمبلغاً وقدره 7 مليون تقريباً هذا عدا مردود الفترة المخصصة له ضمن العقد ساعتين الذي يصل عدد رواده خلالها إلى 200 طفلاً على الأقل ألا يستطيع النادي انتقاء خمسة سباحين فقط ويتبناهم ويصرف عليهم؟
فلو افترضنا إن كل ناد قام بانتقاء 5 سباحين في كل موسم وأعطى لكل سباح راتباً شهرياً 5 آلاف ليرة سورية وللمدرب 10 آلاف ليرة سورية ليكون المبلغ الإجمالي 420 ألف سنوياً منقوص من المبلغ العام 7 مليون ألا يحقق هؤلاء بعد مضي 5 سنوات بصمات رائعة في مشاركاتهم الخارجية؟ وكذلك الأمر في باقي الألعاب المائية فهي ليست معجزة أمام توافر النوايا الصادقة والجهود الحقيقية لتطوير هذه الرياضة الممتعة التي تعاني العلقم فهل سيأتي ذاك اليوم الذي تتبلسم جراحها وتعود لسابق عهدها في تحقيق الإنجازات وختم برنية حديثه متمنياً أن يجد جواباً شافياً لسؤاله من كافة المعنين بهذه الرياضة.
ألا يستطيع كل ناد تبني خمسة سباحين على الأقل في كل موسم ويتبناهم ويرعاهم بالشكل الصحيح.
صالح صالح