أياً كانت النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق المشكلة في اتحاد كرة القدم دون موافقة الأعضاء
فإنها سوف تظل في اطار التخمين والظن، فالمتضررون وحدهم من أشاروا إلى فساد كروي في دوري المحترفين للموسم الحالي، ما أوصل المتنافسين على اللقب إلى المباراة الفاصلة التي جرت أحداثها أمس في مدينة اللاذقية، والفساد برأيهم هو من أوصل الفتوة وحطين إلى الثانية، رغم الوعود، والآمال التي يرسمها أعضاء اتحاد الكرة بإنقاذهم وإعادتهم إلى المحترفين في الموسم القادم بعد أن يتم رفع عدد أندية هذه الفئة إلى 16 فريقاً .
المتضررون وحدهم من لوح بأوراق الفساد الذي بدأ من اتحاد الكرة وانتهى عند سماسرة المباريات، وهم من أرسلوا إلينا بتصريحات صحفية تحرق «لو نشرت» ما تبقى من رياضة نظيفة، وتتحسر في الوقت نفسه على زمن الهواية الجميل، بعد أن ألقى هؤلاء باللوم على الاحتراف وأساليبه في التعاطي مع اللاعبين والمدربين ومجريات كل مباراة، دون النظر إلى أخلاقيات الرياضة التي يتوجب عليها تحريم «أموال التحفيز» إذا جاءت من طرف له مصلحة، وتمنع شراء ذمم لاعبي الأندية المنافسة المميزين.
عمليات البيع والشراء التي تمت في الخفاء هدفت إلى تحطيم معنويات الجمهور المحب للأندية ولكرة القدم المحلية، وبقاء حطين والفتوة هو «تجارة للوهم» الذي يسعى إليه البعض نحو البقاء في مناصب رياضية وقراءة ركيكة لمجريات أسابيع لاحقة، وحصاد لأكبر عدد من النقاط.
الرياضة ربح وخسارة ولكن وفق قوانين اللعب النظيف، الخالي من الأخطاء الإنسانية التي يتسبب بها «حكام الملاعب» الذين وقعوا في مطبات إعطاء ضربات جزاء لهذا النادي أو ذاك، تحت ظروف الضغط النفسي من هتافات الجماهير، أو ردة فعل سلبية تجاه تلك الصيحات غير الأخلاقية التي أصبحت إحدى عادات بعض المندسين على جمهور الرياضة ومشجعيها.
ذهب دوري المحترفين للموسم 2008-2009 إلى غير رجعة بكل ما فيه من تردٍ كروي كان أحد أسبابه تلك القرارات المتناقضة التي صدرت عن اتحاد كرة هو الأضعف على المستوى الآسيوي والمتأثر جداً بحمى الانتخابات الرياضية القادمة، بعد أن انقسم أعضاؤه بين معلن الحرب على الفساد ومنغمس فيها.
ذهب دوري المحترفين بكل آمالنا في أن نرى نجوماً جدداً يضيئون سماء رياضة خلت لسنوات ماضية من أية إضاءات أو أي إضافات، فاعتمدت على محترفين أجانب، صرفت عليهم الأندية كل ما ادخرته لسنوات، وذهب بعضه للسماسرة ولجيوب بعض المتسلقين على شجرة الرياضة اليانعة وبفشل معظمهم في إحراز تقدم لدوري المحترفين ولاعبيه فإن الجميع دون استثناء لعب خلف الكواليس في «تطبيق المباريات» ووفق قوانين «الحلقة الأضعف» وهو أمرٌ يحاول اتحاد الكرة هذه الأيام تداركه، إذ ليس بين أندية تلوح إداراتها بأوراق الانتخابات المقبلة ضعفاء.
إسـماعيـل عبـد الحـي
esmaeel67@ live.com