لا شيء جديد يلوح في الأفق، فالمشهد الكروي يرسمه الطامعون الطامحون بدخول قبة الفيحاء المفلسة التي تدور فيها وحولها قصص وحكايا وخفايا، وتنسج لأجلها السيناريوهات والحبكات الدرامية الانتخابية لاستلام مقاليد حكم المستديرة المثقوبة واقعاً، والمهترئة نتاجاً، والمشلولة مالاً، والمسكينة حالاً، والضحية استنزافاً، والمتألمة المظلومة بأيادي أبنائها قهراً.
بعد ساعات يغلق باب الترشيحات لانتخاب مجلس إدارة جديد لاتحاد كرة القدم لدورة انتخابية جديدة نأمل له أن يكمل دورته على الرغم من توقعاتنا بخلاف ذلك، فالعقد السابق يؤكد لنا هواجسنا وتوقعاتنا من خلال استقالات متكررة للاتحادات المتعاقبة ضعفاً وعدم انسجام بل فشل وسقوط لأخلاقيات العمل والنزاهة.
انتخابات اعتدنا ألا تفرز الأفضل قياساً بمن يجيد لعبة الانتخابات وكواليسها وبمن يغزل من التناقضات ما يناسب مصالحه، تحالفات وتفاهمات لم تكن يوماً غايتها مصلحة الكرة السورية أمام تضخّم الآنا الشخصية، وتغليب المصلحة الضيقة الربحية بعيداً عن نغمة نشازهم «نعمل بالمجان ونتحمل الضغوط ووجع الرأس»، هذا على لسانهم المعسول المجافي للواقع والحقيقة.
الواقع الكروي الحالي غير مسبوق لجهة إفلاس خزينة الاتحاد دون تبيان حقيقة ما جرى أو القبول بالجواب المعتاد «أموالنا محجوزة» لأن حجم الانفاق وفق عقد الإذعان مع المدرب التونسي يثبت بالدليل القطعي أن حجة الأموال المجمدة اسطوانة مشروخة فقدت قيمتها ودورها دون أن نغفل قرارات الإيفاد والحجوزات الوهمية وغيرها من أساليب «الاحتيال» التي يعلم المعنيون بالشأن الرياضي حقيقة ما نقصده أكثر من أي أحد.
ولا يقف الواقع الصعب على العوز المالي بل يتعداه لما هو أخطر الموت السريري لكرتنا، منتخبات وطنية، ومسابقات محلية، فالفشل رباعي غير مسبوق لمنتخباتنا، ومسابقة الدوري في أسوأ نسخها لغياب ثقافة الرياضة، ومنطقها القائم على الفوز والخسارة، وانكشاف عورة كرتنا وحقيقتها تراجعاً فنياً وتخلفاً إدارياً وترنحاً تنظيمياً.
ساعات قليلة ترسم ملامح المعركة الانتخابية القادمة بعد شهر من الآن فالوجوه ذاتها وسقف الطموحات على حاله، والأسماء مكررة، والأنكى من ثبت بطلانه يعيد تكرار ذاته، والرهان على ضمير الجمعية العمومية وممارسة دور البطل لا الكومبارس رهان خاسر في لعبة الطرابيش.
بشار محمد
Basharn79@gmail.com