لقاء – مفيد سليمان -تختلف الخيول العربية الأصيلة ومسابقاتها ،عن الخيول الأخرى ومسابقاتها المختلفة وهذا مالا يعرفه الكثيرون . لهذا كان اللقاء بالمهندس غياث
الشايب مدير مكتب الخيول العربية الأصيلة في وزارة الزراعة ، وهو الرجل النشيط الذي لم يقف نشاطه وعمله عند العمل الإداري ،بل كان صاحب المبادرة الذي أعاد سباقات الخيول العربية الأصيلة إلى المضمار بعد غياب ،ليكلّف برئاسة اللجنة العليا لسباقات الخيول الأصيلة.
– سألنا الأستاذ غياث عن الخيول العربية الأصيلة ومكتبه الذي يعمل على توثيق هذه الثروة فقال :
– يتميز الجواد العربي السوري بشخصية فريدة شكلا والمقصود جماله الذي تقام له المسابقات ، وأيضا نقاء الدم العربي الموروث فيه ،فكل جواد عربي سوري يعود بنسبه إلى العشيرة التي خرج منها ، وهذه ميزة كتب الأنساب السورية لا توجد في كتب الأنساب الأخرى . والحصان العربي عموما يمكن تربيته للاستمتاع بجماله ، فهو كقطعة أثرية ، وهو يتفاعل معك بشكل ملفت وهذا غير موجود بالخيول الأخرى . ولهذا هناك مسابقات خاصة بجمال الخيول العربية حصرا. وهناك أيضا سباقات للمسافات القصيرة خاصة بالخيول العربية الأصيلة . وإن كانت الخيول الانكليزية المهجنة (سوربريد) أسرع من الجواد العربي.
سورية مهد الجواد العربي
– وعن مكتب الخيول العربية الأصيلة الذي يرأسه قال الشايب : هو سلطة التسجيل الرسمية والدولية للجواد العربي ( الواهو ) التي تضم 84 دولة في العالم ، وانتسبنا إليها عام 1989 بالاصدار الأول لكتاب الأنساب للخيول العربية التي سجلت آنذاك وعددها (569) جوادا ..
ويضيف المهندس غياث : هناك قول مشهور لجيمس تريم رئيس المنظمة ( الواهو ) آنذاك عندما انتسبت سورية في المؤتمر الذي انعقد في اميركا ، فقد قال : ( الآن اكتملت حلقات المنظمة بانتساب سورية لها ، لأن سورية مهد الجواد العربي المنتشر في العالم).. ويقوم مكتب الخيول بتثبيت نسب المواليد من هذه الخيول من خلال فحص الحمض النووي (dna) في المختبر المعتمد في المانيا ، ونقوم بإصدار كتب آنساب دورية ، وقد أصدرنا مؤخرا الكتاب رقم (12) الذي يضم (500) جواد … ويبلغ عدد الخيول المسجلة حاليا والتي تمّ إحصاؤها بعد خسارة نصف ثروتنا تقربيا خلال سنوات الأزمة (6300) جواد.
محاولات لرفع الحظر الظالم عن خيولنا
– وعن مشاركات الجواد العربي في السباقات الخارجية قال الشايب : منذ عشر سنوات طبقت بعض الدول ومنها دول الخليج حظرا طبيا بيطريا على استيراد الخيول العربية من سورية ، والسبب اقتصادي وسياسي في رأيي ، لأنه لم يثبت حتى الآن أي سبب مقنع لهذا الحظر فالجواد العربي السوري أثر على سيطرة الانكليز على السوق بعد منافسة من الجواد العربي السوري ..وحاليا نحاول مع مكتب الأوبئة العالمي وبالتعاون مع مديرية الصحة الحيوانية واتحاد الفروسية السوري رفع الحظر عن تصدير الخيول وبالتالي العودة إلى المسابقات والسباقات.
– وعن العلاقة مع اتحاد الفروسية قال مدير مكتب الخيول : العلاقة جيدة وهناك تعاون مستمر في كافة النشاطات وهذا أمر طبيعي ، فأنا عضو في اتحاد الفروسية ، وأنا أيضا حكم دولي في سباقات القدرة والتحمل .. ولابد هنا من الاشارة والإشادة بدور الجمعية السورية للخيول العربية برئاسة السيد بلال كريم ، وجمعية الشهيد باسل الأسد للخيول العربية برئاسة السيد باسل النوري.
الزراعة لم تقصرّ أبداً
– وما الدور الذي تقدمه وزارة الزراعة التي تتبعون لها ؟
الوزارة تقوم بعمل مهم وهو توزيع المقنن العلفي للجواد بلا انقطاع شهريا وبأسعار رمزية . وهذا ماساهم ولاسيما خلال سنوات الأزمة في الحفاظ على تربية الجواد لدى معظم المربين ، وخاصة أن الجواد ليس له مردود اقتصادي ، والمردود يعود من خلال الاستمرار بتربيته وتنظم مختلف النشاطات الرياضية ، وهذه النشاطات هي التي تساهم في رفع قيمته المادية.
روزنامة سنوية للنشاطات
– وحول الميزات أو الفوارق التي لاتسمح بمشاركة الجواد العربي في مسابقات القفز على الحواجز؟ قال الشايب : يتمتع الجواد العربي بصفات هي في رأيي ايجابية ،كالحرن والحساسية المفرطة وردة الفعل السريعة التي لاتساعده على المشاركة في مسابقة القفز ، بالاضافة إلى صغر حجمه وإن كانت بعض الأندية تستخدمه لتدريب الأطفال بينما خيول القفز تتميز بالهدوء والضخامة.
– حول نشاطات مكتب الخيول قال الشايب : نقوم في كل عام بوضع برنامج لتسعة سباقات ، بمعدل سباق في كل شهر ، وأهم هذه السباقات مايعرف بمهرجان الجواد العربي الذي يقام بمناسبة عيد الجلاء وبرعاية وزير الزراعة وهو يتضمن ألعاب فروسية وسباقات للخيول.
ننتظر دعم الفعاليات الاقتصادية
– وآخر الكلام؟
واختتم الاستاذ الشايب حديثه معنا فقال : أتمنى من جميع الفعاليات الاقتصادية ومن يرغب بدعم هذا الجواد الأصيل دعم نشاطاتنا من خلال الاعلان ، علما أن إعلاناتهم التي ستنتشر على مضامير السباقات ستظهر من خلال النقل التلفزيوني المستمر لهذه السباقات . وأيضا أشير إلى أن الدعوة عامة لمحبي الخيول الأصيلة والفروسية لحضور السباقات.