يعتبر المدرب انور عبد القادر احد ابرز المدربين المحليين الذين يتمتعون بسمعة تدريبية طيبة وبخبرة طويلة في الملاعب السورية, تنقل بين عدة اندية في السنوات الاخيرة, ولكنه استقر مع نهاية الصيف على شاطئ البحر وتحديداً في نادي تشرين الذي سبق ودرب فريقه الكروي قبل سنتين ونجح في قيادته الى احراز لقب دورة تشرين الثالثة بعد فوزه على الترسانة المصري في المباراة النهائية بهدف وحيد لكن اقامته في المرة الأولى لم تدم سوى اربعة اشهر, وجاءت عودته الثانية بعد استقالة مدرب الفريق عبد الرحمن ادريس الذي هو الآخر قاد الفريق الى الفوز بلقب دورة تشرين الخامسة وكأن مكافأة المدرب الفائز بهذا اللقب هي الاستقالة كما حدث مع الاثنين, وحتى نتعرف اكثر على المشهد التشريني بعد عودة انور الموقف الرياضي التقت ابو براء وسألته:
كيف عدت لتدريب فريق تشرين ولماذا تركت الفتوة?
بصراحة لم تنقطع الاتصالات بيني وبين ادارة تشرين وبقيت مستمرة طوال الفترة الماضية وتكثفت فور اعلان المدرب ادريس استقالته وطلبوا مني الحضور الى اللاذقية ليل الخميس للاتفاق على شروط العقد بعد انتهاء عقدي مع نادي الفتوة ولم افكر بتجديد العقد لان الاجواء في النادي الازرق لم تعد مشجعة.
وماذا كانت شروطك?
لم اضع اي شروط لانني اكن كل الحب لكل المعنيين عن كرة تشرين بدءاً من الرئىس الفخري للنادي انتهاء بمجلس الادارة ولكنني ناقشت بعض الامور وطلبت ايضاحها, واتفقنا معاً على تجاوز اخطاء التجربة الاولى قبل سنتين حتى اتمكن من تحقيق الغاية والهدف الذي وافقت من اجله على تدريب الفريق.
ما هي ابرز الايضاحات التي طلبتها من الادارة?
من الطبيعي ان أسأل مجلس الادارة عما يخططون لهذا الفريق ومستقبله وما هو المطلوب مني كمدرب حتى يتم الاتفاق عليه وتأمين مستلزماته, فاذا كان الهدف المنافسة على بطولة الدوري, فهذا الطلب يحتاج الى تأمين مقومات النجاح اما اذا كانت الغاية بناء فريق للمستقبل يكتفي بالمشاركة هذا الموسم دون المنافسة فان الامر يختلف تماماً.
وعلى ماذا اتفقتم?
توصلنا الى حل وسط بحيث يتم السعي وراء تحقيق الهدفين الاول بناء فريق للمستقبل لان العناصر الشابة الموجودة في الفريق تملك الكثير من الامكانيات وتحتاج الى الصقل واكتساب الخبرة والثاني تحقيق نتائج طيبة تليق بعراقة وسمعة نادي تشرين الكروية لان جمهور النادي لن يقبل ان يكون فريقه كومبارس بالدوري طالما تعود ان يراه ينافس على مقعد بين الكبار في المواسم السابقة.
وهل ستتمكن من جمع الثنائية معاً?
ليس صعباً ان اعمل على الخطين معاً بدعم من الادارة ولكن تحقيق نتائج طيبة يتطلب تدعيم الفريق ببعض اللاعبين المحترفين وعددهم ما بين اثنين وثلاثة بالاضافة الى اقامة معسكر تدريبي داخلي وآخر خارجي حتى يدخل الفريق معركة الدوري بجاهزية عالية.
بعد اسبوعين من اشرافك على تدريب الفريق كيف وجدته?
واقع الفريق جيد وهو يضم الكثير من العناصر الشابة والموهوبة ومحضر تحضيراً جيداً وبشكل علمي وانا جئت لاكمل مسيرة التحضير التي بدأها المدرب عبد الرحمن ادريس والفريق يتدرب حالياً بشكل يومي لان الوقت يمضي سريعاً والدوري اصبح على الابواب ويلتحق بالتدريبات 25 لاعباً سيتم اختيار الافضل منهم وحسب حاجة كل مركز وسأقوم يوم الخميس بتقديم تقرير الى مجلس الادارة عن واقع الفريق وتحديد من سيبقى ومن سيتم الاستغناء عنه ومدى حاجة الفريق للمحترفين لسد بعض المراكز الضعيفة في الفريق.
هذا يعني بانك صاحب القرار الفني?
هذا ما تم الاتفاق عليه مع الادارة والرئىس الفخري وهم منحوني الصلاحيات الكاملة في اتخاذ القرار الفني لثقتهم بي اولاً ولانني بالاصل لا اقبل ان يتدخل احد في صلاحياتي التدريبية ثانياً, وانا اتحمل كامل المسؤولية في هذا المجال ولكن بشرط الا يتم الحكم على عملي قبل انتهاء مرحلة الذهاب على الاقل.
في تجربتك الاولى لم توقع عقداً واستقلت قبل بدء الدوري فهل وقعت عقداً رسمياً مع الادارة?
بصراحة حتى الان لم اوقع عقداً على الرغم من اتفاقي مع الادارة على كافة الشروط والسبب لعدم وجود نموذج للعقد في مجلس الادارة وتم الطلب من اتحاد الكرة ارسال هذا النموذج للتوقيع على عقد رسمي يصدق من اتحاد الكرة اضمن من خلاله حقي وحق النادي وحتى لا تتكرر اخطاء الماضي.
سمعنا عن اختيارك للاعب احمد كردغلي ليعمل مدرباً مساعداً لك لماذا?
الكردغلي احمد لاعب دولي سابق ويملك خبرة جيدة ومحبوب من قبل اللاعبين ويملك جميع المؤهلات ليقوم بهذه المهمة وانا الذي اخترته بالتنسيق مع الادارة.
ما ابرز الصعوبات التي تواجهك حتى الآن?
لا يوجد صعوبات بمعنى الكلمة لان جميع الامور يتم حلها مع الادارة ضمن امكانيات النادي المادية اما ابرز مشكلة تواجه الفريق وجميع فرق المحافظة عدم وجود ملعب تدريبي صالح للتدريب ويمكن المدرب من تطبيق افكاره الخططية لان ملعب المدينة الرياضية غير صالح نهائياً للتدريب لكثرة التدريبات عليه ولعدم سوية ارضيته.
كيف تقرأ مستقبلك مع نادي تشرين?
لكل مدرب طموحاته وانا متفائل في تحضير فريق جيد للدوري يتمكن من تحقيق نتائج طيبة ترضي الادارة والجمهور ويقدم كرة انيقة ممتعة لان النتائج هي التي تحدد مصير المدربين بالدوري السوري.
وماذا ستفعل اذا فشلت في تحقيق المطلوب?
كل شيء ممكن في عالم كرة القدم, لان التوفيق او عدمه يلعب دوراً كبيراً في مسيرة المدرب احياناً وعندما اشعر باني صاحب الخلل كمدرب فلن اتوانى دقيقة واحدة في تقديم استقالتي اما اذا كان الخلل من الاطراف الاخرى سواء من الادارة ام من اللاعبين فلن اتحمل المسؤولية وعلى الادارة في هذه الحالة ان تفتش عن الاسباب وتضع الحلول بدل ان تقوم باقالتي وانا مع الادارة في اقالة المدرب اذا توصلت الى نتيجة واحدة بان المدرب هو السبب في تراجع نتائج فريقها ومن حقها ان تفتش عن مدرب افضل.
كلمة اخيرة:
كل الشكر لمن يقف ويدعم الفريق بدءاً من الرئىس الفخري للنادي مروراً بمجلس الادارة انتهاء بلجنة الدعم, وما اتمناه من الجميع ان يتفهموا مسألة مهمة وهي ان نتائج المباريات الودية لا تعكس حالة الفريق الحقيقية لان المدرب يحاول فيها تجريب جميع اللاعبين حتى يتعرف على مستواهم وامكانياتهم حتى يختار التشكيلة الافضل لمباريات الدوري, واتمنى ان يقف الجميع الى جانب الفريق لانه يملك مواهب واعدة لديها الكثير لتقدمه للكرة التشرينية ولكنها بحاجة الى الدعم والتشجيع فادعموها وشجعوها وانني على ثقة بانها قادرة على رسم الابتسامة والفرحة على وجوه كل التشارنة.