اذا كان دوري الموسم الماضي قد شهد سباقا مثيرا بين ناديي تشرين وحطين لكسب اكبر عدد من اللاعبين المحترفين وضمهم الى صفوف فريقهما المشاركة بالدوري الا ان هذا السباق توقف هذا العام بعدما رفعت كل ادارة شعارها حسب قناعتها وامكانياتها ولجنة دعمها فادارة تشرين عملت حساباتها من كافة النواحي وقررت ان تمد أرجلها هذا الموسم على قد بساطها وتعتمد على ابناء النادي في مشوارها بالدوري القادم ولم تضم اي لاعب من نجوم السوبر ستار فيما اعلنت ادارة حطين بانها ستقلب صفحة الموسم الماضي وقررت تجديد جلد فريقها الكروي وضمت الى صفوفه حتى الان خمسة لاعبين محترفين والخير لقدام في ظل المفاوضات الجارية مع بعض المهاجمين لسد الفراغ الحاصل في خط الهجوم الازرق بعد رحيل مثلثه الخطر ..
حطين يعتمد على المحترفين ?
من يدقق في خارطة الكرة الحطينية والتي يقوم برسم تضاريسها هذا العام لجنة الدعم والمتابعة بالتنسيق مع ادارة النادي يجد بان الحوت فقد هذا الموسم سبعة لاعبين من ابنائه يأتي في طليعتهم هداف الفريق الشهير عارف الاغا وسليم جبلاوي اللذان غادرا الى حماه ووقعا لطليعتها فيما حزم سيد بيازيد امتعته وسافر الى اليونان بعدها انتقل بلال صاري الى جبلة ثم زياد دنورة الى المجد ونزار الخطيب الى القرداحة وعلاء رزوق الى تشرين ولم يبق من نجوم الفريق السابقين سوى هشام عابدين وعمار ياسين بالاضافة الى مجموعة المواهب الجديدة كالمبيض والحسونة والسيدة والفارس والعكرة هذا النزيف الذي بدأت تعاني منه الكرة الحطينية لم يظهر على الساحة سوى في السنوات الثلاث الاخيرة وظهر واضحا للعيان بان القائمين على كرة الحوت اعلنوا طريقة الاعتماد على اللاعبين المحترفين وقدتم التعاقد مع خمسة لاعبين حتى الان ووصلت قيمة عقودهم الى اكثر من مليوني ليرة سورية وهم عبد القادر جبيلي واسامة حداد من الاتحاد ووافي درويش من جبلة وعماد عيسى من القرداحة وموفق الاحمد منا الوثبة ..
مع محاولات جادة لضم تشوبا الروماني واحمد خطير العراقي ولاعب الكرامة احمد العمير ووفق هذه المعطيات فان ملامح الفريق الذي سيشارك بالدوري تبدو هويته احترافية بنسبة خمسين بالمائة وربما اكثر ومن المتوقع ان يكتمل المشهد الحطيني قريبا في حال نجحت المفاوضات مع المدرب الوطني محمد قويض الذي يشرف حاليا على تدريب المنتخبات اللبنانية وفي حال نجاح هذه الصفقة والتي يأمل الحطينيون ان تتحول الى حقيقة فان جماهير حطين لن تقبل ان يكون فريقها ضيف شرف على الدري بل احد المنافسين الاقواياء على لقبه ..
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل تجري السفن بما تشتهي رياح لجنة الدعم والمتابعة والادارة ام تذهب الملايين التي تم دفعها سدى ?!
تشرين يعتمد على ابنائه?
وعلى الضفة المقابلة لساحة اليمن نجد بان نادي تشرين تحول لاول مرة منذ سنوات طويلة من ناد مستورد للاعبين المحترفين الى ناد مصدر لهم وحتى كتابة هذه السطور فان هوية الكرة التشرينية نقية بنسبة 98% من الوافدين ولم تتعاقد الادارة مع اللاعبين من نوع السوبر ستار بل اكتفت بالتعاقد مع مجموعة من اللاعبين المغمورين ربما لان وضعها المادي محزن ويستحق الشفقة وربما لان هؤلاء اللاعبين ستحقق معهم نتائج طيبة ومقدمات عقودهم لا تتجاوز قيمة لاعب واحد مشهور وبالاضافة الى ذلك فقد نجحت الادارة في اقناع معظم لاعبيها الذين انتهت عقودهم ووقعت معهم عقودا جديدة لموسم واحد باستثناء عبد القادر باش بيوك الذي انتقل الى نادي المجد وجميل محمود الذي انتقل الى نادي القرداحة ومن المتوقع ان يكون المشهد التشريني قد اكتمل قبل افتتاح الدوري وتشكيلة الفريق ستعتمد بالتأكيد على مجموعة من اللاعبين الذين خاضوا دوري الموسم الماضي مع بعض لاعبي الخبرة والجدد وهم اليوسف والكردغلي والفيوض والبركات و الدكة و النحلوس والصباغ والشكاكوش والمكاوي والخدوج والحايك بالاضافة الى الوجوه الشابة الجديدة كالمسطو والمرعش و الديب والدندش و الرزوق والحمدكو واللايقة والصالح ومعه العائد فؤاد طنطاوي ومن المتوقع ان ينضم اليهم المهاجم العراقي فؤاد جواد..
اما الصدمة الاولى التي تعرض لها الفريق تمثلت باستقالة المدرب عبد الرحمن ادريس والذي وقف ضد التعاقد مع بعض لاعبي الخبرة لبطلان مفعولهم من وجهة نظره ولم تسمع الادارة لنصائحه وقامت بكليف المدرب انور عبد القادر بقيادة الفريق للمرحلة القادمة الذي سبق له ودرب الفريق قبل ثلاث سنوات ليبدأ معه رحلة جديدة عمرها اربعين يوما قبل بدء الدوري وسط توقعات عن صعوبة مهمته في ظل غياب المحترفين المشهورين عن صفوف الفريق ..
من سيكسب اكثر ?
من سيكسب معركة المنافسة على بطولة الدوري ادارة حطين التي تعاقدت مع خمسة لاعبين محترفين حتى الان ومن الواضح اعتمادهم عليهم في مشوار المنافسة على اللقب بدوري الموسم القادم ام ادارة تشرين التي قررت الاعتماد على ابنائها مع قلة من اللاعبين المغمورين ? هذا السؤال من الصعب الاجابة عليه لان الكرة السورية علمتنا بان الملايين اذا لم تدفع في محلها الصحيح تنقلب ضد صاحبها وتجربة الموسم السابق اكبر دليل بالمقابل فانه من الممكن ان تتغلب الارادة والتصميم عند مجموعة من اللاعبين الشبان لاثبات الذات على نجوم المال المدللين ولهذه الاسباب علينا الانتظار حتى نهاية مرحلة الذهاب للاجابة على سؤالنا مع تمنياتنا للفريقين بالتوفيق بالدوري وتحقيق نتائج تليق بسمعتهما الطيبة ….