اتحاد السلة يقدم مسرحية: الدوري لمين?

بعد غياب المسرح السوري وانطفائه لمدة ليست بالوجيزة وبعد مروره بتجارب عديدة لم تفصح عن منهج او رؤية واضحة لمشروع يقف على ارضية فكرية وتعبيرية ونؤكد اننا مازلنا بعيدين جداً عن مرحلة التأسيس, فمعظم العروض المسرحية لدينا استهلاكية فجة او تعتمد المحاكاة السطحية للتهريج الشعبي, على ضوء هذا الواقع المرير للمسرح السوري الصعوبات التي تواجهه, ارتأى اتحادنا السلوي ان يدعم هذا المسرح ويقدم مسرحيته الكوميدية الساخرة بعنوان »الدوري لمين« نعم لقد رفعوا الستارة عن فصول هذه المسرحية التي الفها واخرجها اتحادنا السلوي بمشاركة نادي الجيش والاتحاد, وقدموها للناس على انها حقيقة وستشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً وسيطلق العنان للتصفيق لها, لكن المؤلف والمخرج في هذه المسرحية قد نسيا امراً هو ان اذواق جماهيرنا قد نمت اذواقها ولم تعد تنطلي عليها مثل هذه الفذلكات والبهلوانيات المضحكة الامر الذي ادى الى اماطة اللثام عن خفاياها بسرعة لافتة وانفضح امرها وبدت الحقيقة جلية للجميع, لقد تركت هذه المسرحية غصة عند محبي هذه اللعبة وتقزمت الثقة التي كانوا اولوها لاتحادنا العتيد.

fiogf49gjkf0d


لقد تأسفنا تأسفاً شديداً عندما قرع هذا الخبر مسامعنا وتخثرت الكلمات بحلوقنا نصدق او لا نصدق هل يمكن للناد كبير مثل الجيش الذي نعتز به بأنه بسمة الرياضةالسورية ان ينخرط بهذه المسرحية ويصبح كحجر شطرنج من السهولة تحريكه, الستم يا ادارة نادي الجيش في جميع اقوالكم الرياضية تؤكدون دائماً على انكم تضعون النزاهة والصدق شعاراً وعنواناً بارزاً لجميع العابكم, اذا كانت الاجابة بنعم, فلماذا تمت هذه المسرحية التي قضت على اخر امل لنا بوصول سلتنا لشاطئ الامان ولماذا هذا التواطؤ الفج على رياضتنا, الم تحسبوا حساب هذه الجماهير التي تركت اعمالها واشغالها وجاءت والفرح يحدوها برؤية سلة سورية نزيهة, نعم لقد حرمتمونا من متعة المنافسة الشريفة وبدلتم الصدق والامانة باللف والدوران.‏


لقد فعلتوها وقتلتم حب تأصل جذوره بقلوب عشاق هذه اللعبة, وازداد البون اتساعاً بينكم وبين الجمهور, كيف تريدون ان تصلوا الى رياضة عصرية متطورة صادقة وانتم على هذه الدرجة من الاستخفاف بجوهر الرياضة الحقيقية نحن شاهدنا هذه المسرحية ولمسناها عن قرب فمن عاش في شعاب مكة لا كمن رأى صورتها في تقويم سنوي, انتم يا نادي الجيش لستم بحاجة الى هذه المسرحية لانكم تمتلكون نجوماً كبارا وكانوا سيحققون اللقب بعيداً عن التلاعب والتواطؤ هذه حقيقة لا مغالاة فيها, لكننا لبثنا ذاهلين للحظات عندما اسدل الستار معلناً نهاية المسرحية ولم نصدق ولو للحظات ان نادي الجيش هذه المدرسة الفنية بتلاميذها النجباء ان تشارك راغبة بفصول هذه المسرحية, لقد وصلت سمعة نادي الجيش بجميع العابه بأريجها الى عباب الفضاء الخارجي وها هي اليوم تعود لتتلاشى وتصل الى هوادة لا قرار لها, وانتم يا اتحادنا السلوي نشكركم على هذه المسرحية التي ابكتنا واضحكتنا ثم صعقتنا واوصلتنا الى طريق مسدود.‏


كان يتنابنا احساس بالسعادة تملأ قلوبنا لحين ونتعرض لشطحات من الخيال تطبق على رؤيانا لحين اخر آملين بأنكم يا اتحادنا السلوي لابد انكم ستبدأوا العمل على اصلاح ما افسده الدهر بسلتنا, لكن الواقع جعلنا ندرك بانكم بعيدون كل البعد عن هذا العمل بل على العكس اوصلتم سلتنا الى الجحيم وجعلتوها كالعجوز الهرمة التي لا تلبث ان تلفظ انفاسها, ارحمونا واعملوا على انقاذ ما تبقى من كرامة سلتنا التي وصلت الحضيض, واعذرونا للمرة الثانية بان الكلام لم يعد له صدى لديكم لذلك ومن خلال تجربتنا معكم ورؤيتنا لمسيرة عملكم لا يسعنا الا ان نطبق المثل القائل »فالج لا تعالج«.‏


ونحن كاعلام رياضي وصحافة نزيهة لنا نصمت ونسكت ابداً وسنكون دائماً خط الدفاع المنيع ضد كل ما يعتري ويعكر صفاء رياضتنا وضد كل مظاهر الفساد والتخلف وسوف نكون القلعة التي تحمي كل رياضي شريف نحميه من كل غبن لا يماننا بدورنا الريادي في اعادة الامور الى نصابها وتسليط الضوء على السلبيات بغية تجاوزها, نحن الآن في مرحلة صعبة وهي تتطلب حلولا سريعة وجذرية مع ايجاد دراسة مستفيضة لاعادة, بناء هيكلية سلتنا على اسس متينة لاهشاشة ولا رخاوة فيها, طبعاً هذا العمل ليس مستحيلاً بل هو يحتاج الى اطار اخلاقي قبل كل شيء وجسارة بالفعل وصدق في التعامل وليس بطريقة الفعل ورد الفعل فنبدو فيها كمن يرتق ويرقع ولا يطور ويحدث ويجب ان لا ننسى ان رياضتنا لا تبنى بالشعارات البراقة والاماني والوعود بل بالعمل الصادق النابع من ايماننا بضرورة ان لكل منا دوره في هذا العمل والمسؤولية تقع على عاتق الجميع بذلك فقط نستطيع ان نبحر مرة ثانية بشعبية سلتنا ونوصلها معاً يداً بيد الى شط الامان بعيداً عن اللبس واللعب وراء الكواليس.‏

المزيد..