الكرامة (الزعيم الأزرق) عشرة على عشرة يا صاحب السيادة….الاتحاد استعاد معالم هويته والعجز عن التسجيل صادر فرحته

كلّك على بعضك حلو.. صاحب السيادة… بسمة زرقاء عمّت الوطن… عمل كروي مختلف تماماً.. فرحة لم نجد ما يحتويها يوم الأربعاء الماضي..


قبل مباراة الكرامة وسابا الإيراني في طهران نُقل إليَّ تصريح للاعب إيران الأول علي دائي الذي يلعب مع فريق سابا مفاده أنّ فريقه سيسحق فريق الكرامة!‏


بيني وبين نفسي لم أفقد الثقة يوماً بقدرة فريق الكرامة‏


على مقارعة كبرى الفرق الآسيوية لسبب بسيط وهو أنّه يعمل بطريقة علمية مدروسة وإن لم تسعفه النتيجة فهو قادر على الإقناع بأدائه وتمنيتُ ألا يصلني تصريح علي دائي لأنه نجم كبير وليس من عادة النجوم إطلاق مثل هذه التصريحات…‏


عندما اضطر أنس الخجا لارتكاب خطأ على لاعب إيراني على مشارف منطقة الجزاء في الثلث الأول من الشوط الأول قلتُ في نفسي: جاءت الفرصة لعلي دائي ليهزّ شباك عدنان الحافظ وهذا ما حصل فعلاً..‏


لكن استبداد اللون الأزرق على ملعب سابا الجديد أبقاني في غمرة التفاؤل فكان التعادل ومن ثمّ الفوز وقبل كلّ هذا الأداء الجميل والممتع الذي قدّمه الكرامة..‏


والاتحاد.. عودة إلى الألق‏


كانت عينٌ في طهران وأخرى في الحمدانية في حلب والاتحاد هو الآخر فعل كلّ شيء أمام فولاذ الإيراني إلا مسألتين هامتين: الأولى عدم امتلاء ملعب الحمدانية بالجمهور كما كنّا نتوقع والثانية استمرار العقم الهجومي وعدم التسجيل حيث قدّم فريق الاتحاد مباراة كبيرة جداً بكلّ المقاييس دفاعاً ووسطاً وهجوماً وخرج من جلد الأداء السلبي في الدوري أو في المباراة الأولى أمام باختاكور لكن الحظّ حيناً وحارس إيران الأول إبراهيم ميرزا بور حالا دون اكتمال الفرحة الأهلاوية..‏


فريق الاتحاد أعاد بألقه إلى صيحات الجمهور (أهلاوية .. أهلاوية) وعاد بثقة لاعبيه بأنفسهم إلى ما يجب أن يكونوا عليه, وعاد بنا إلى سكّة التفاؤل بالكرة الاتحادية التي لم نعرفها إلا في المقدمة..‏


النقطة التي أحرزها فريق الاتحاد من فريق فولاذ الإيراني مهمة جداً بغضّ النظر عن حسابات التأهل عن هذه المجموعة لأنها بالأساس هي مفتاح العودة إلى الدوري المحلي والعلامة الفارقة في عودة الجمهور إلى المدرجات وهذا ما نأمل أن نراه اليوم في مباراة الديربي‏


الحلبي.‏


شريط مباراة الاتحاد وفولاذ سيضعنا بتفاصيله الزميل محمد أبو غالون من حلب أما شريط مباراة سابا والكرامة فيأتيكم موجزاً في الحال..‏


ثقة مطلقة‏


كما قال مدرب الكرامة محمد قويض قبل سفره إلى إيران سنلعب بتكتيك دفاعي في البداية والإيعاز للاعبي الوسط بالطلعات الهجومية ونغيّر وفق مجريات المباراة لكن هذا الحذر كلّفنا في البداية هدفاً بإمضاء علي دائي في الدقيقة (17) من المباراة عندما اضطر أنس الخجا لإيقاف اندفاع لاعب إيراني بالمسك فلعب الدائي الكرة من فوق حائط الصدّ بعيداً عن متناول يدي الحافظ..‏


بعد الهدف أطبق فريق الكرامة على فريق سابا ونوّع وصوله إلى مرماه من جميع الاتجاهات ولو أنصفت الكرة من يركض وراءها لسجل في هذا الشوط كلّ من جهاد الحسين وعاطف جنيات وحيان الحموي ولكن بهدف الدائي انتقلنا إلى الشوط الثاني ورغم تأخّر الهدف الكرماوي حتى الدقيقة (18) من هذا الشوط إلا إنّ الهمّة الكرماوية لم تفتر وتابع القصاب والمندو والجنيات والحموي والسباعي والتركماني ضغطهم وسعيهم حتى فُرجت بقدم الحسين حين سبق الحارس الإيراني إلى كرة ساقطة أمامه وبخبرته وحرفنته يضعها في المرمى وبعد دخول المهاجم الشاب مهند إبراهيم نرفزنا منه مرّة عندما أضاع في الدقيقة (89) لكنه لم يتأخر علينا سوى دقيقة إضافية حتى أفرغ بطاريات سابا من أي مخزون بهدف الفوز الرائع الذي بدأت مطالعه من مجهود فردي لجهاد قصاب يحولها إلى جهاد الحسين في جهة اليمين ويردّها الحسين أمام المرمى لمهند إبراهيم والفرحة التي طارت من طهران إلى كلّ بيت في سورية.‏


فريق الكرامة تصدّر مجموعته بجدارة واستحقاق من فوزين بالنتيجة ذاتها (2-1) على الوحدة الإماراتي وسابا الإيراني وإن شاء الله يتابع رحلته الموفقة نحو ربع نهائي هذه المسابقة كما نتمنى أن يجد الاتحاد مكاناً لنفسه في حسابات المباريات القادمة.‏

المزيد..