بقاء الجزيرة في الدرجة الثانية كان يعتبر بحد ذاته إنجازاً.. هكذا كانت تدل المؤشرات, ولدى بعض أهل الوسط الرياضي قياساً على فترة التحضير التي لم تبدأ إلا قبل الدوري بثلاثة أسابيع
ومع لاعبين ليسوا على قدر كبير من الكفاءة لكن المدرب نبيل نانو تعامل مع هذه المفردات واستطاع التغلب على هذه الظروف وتأهل مع الفريق إلى التجمع النهائي..في تفاصيل الصراع قبل هذا الدور لم تكن الحكاية وردية ولا مفروشة بالحرير لأن منطق المجموعة لم يعرف المجاملة في كافة اللقاءات التي خاضها فالكل تعامل مع مسألة الصراع للصعود أو البقاء بنفس المستوى ولم يكن في الحسبان أي مكان لحسابات التاريخ والجغرافية وعلى هذا المنوال تعامل النانو والجهاز التدريبي وكان لهم ما أرادوا, حيث بدأ المدرب من خلال حصص التدريب بألف باء كرة القدم التي تعطى للفئات العمرية ثم كثف الجرعات التدريبية ورفع اللياقة البدنية وعمل على تغيير وتبديل بعض المراكز من أجل حصد المزيد من النقاط وهذا ما حصل أما بالنسبة للمرحلة القادمة والتي تعتبر المصير لكرة النادي فيبدو أن النانو قد عقد العزم على إكمال ما بدا به نحو تحقيق الإنجاز الأهم وهو الصعود لدوري المحترفين والذي غاب عنه الجزيرة منذ 12 عاماً والنانو لا يلتفت كثيراً للتخبط الإداري في النادي وخاصة حالة الانقسام في الإدارة والتي مازالت ذيولها موجودة لأنه وجد الخير والبركة في لاعبيه الذين كانوا رجالاً وسيسير معهم على نفس المنوال بتكثيف حصص التدريب مع بعض المباريات الاستعدادية وهو واثق من مؤازرة الجمهور الذي وجد عنده المحبة والتقدير والغيرية على النادي.
أما حول ما يدور في فلك الإدارة والذي يعتبر الآن حديث الساعة في الشارع الرياضي الحسكاوي وما هي الخطوط العريضة التي رسمتها ووضعتها فيما يخص المرحلة القادمة والتي تعتبر المصير لتبرهن على حسن نواياها فيما إذا كانت جادة بإرضاء طموح جماهيرها وتسخير إمكانيات إضافية تتناسب والمهمة القادمة التي تنتظر الفريق فقد أشار إداري كرة الرجال عبد الحكيم السلطان أنه لا بديل عن الصعود للأولى وهناك نية جازمة لدى الإدارة بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين على الأقل ضخّ الدعم وتقوية خطوط الفريق في الأيام القليلة القادمة وستكون وجهة سير السلطان إلى العاصمة لجلب هؤلاء اللاعبين.
بقي أن نقول: حققت كرة الجزيرة إنجازاً يشار إليه بالبنان لكن هذا غير كاف ونتمنى أن تترجم الصورة التي رسمها المعنيون في كرة الجزيرة على ارض الواقع.