تراجع كرة السلة السوريّة .. أزمة نتائج أم أزمة تطور؟

متابعة – مهند الحسني :

على الرغم من أن كرة السلة السوريّة، كانت ذات يومٍ من الرياضات الأكثر شعبيّة في البلاد، حيث تمتعت بشعبية كبيرة، وتألق العديد من اللاعبين على الصعيدين المحلي والدولي، إلّا أن هناك تراجعاً ملحوظاً في مستوى اللعبة في السنوات الأخيرة…
فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع؟ وهل يمكن أن تستعيد كرة السلة السوريّة مكانتها السابقة؟

العوامل المؤثرة في تراجع اللعبة

– الحروب والاضطرابات

لا يمكن إغفال تأثير الحرب السوريّة التي دامت لأكثر من عقدٍ من الزمن على كلّ جوانب الحياة في سوريا، بما في ذلك الرياضة.
الملاعب التي كانت تعتبر مرتكزاً للفرق واللاعبين في جميع أنحاء البلاد تعرضت للتدمير، كما تسببت النزاعات في انقطاع الدعم الماليّ واللوجستي للفرق الرياضية، مما أدى إلى تدهور البنية التحتية للعبة.

– غياب الدعم المادي

تُعد كرة السلة، مثل غيرها من الرياضات، بحاجة إلى تمويل مستمرٍ لتطوير اللاعبين وتوفير التجهيزات اللازمة للمنافسات. للأسف، افتقرت كرة السلة السورية إلى الدعم الكافي من الحكومة أو القطاع الخاص، ما أثر سلباً على استعداد الفرق، خاصة في مرحلة الشباب. فقلة المرافق الحديثة، وانخفاض رواتب اللاعبين، وعدم وجود مسابقات محليّة قوية ساهمت في تراجع مستوى اللاعبين.

– هجرة اللاعبين الموهوبين

شهدت السلة السورية ظاهرة هجرة العديد من اللاعبين الموهوبين إلى الخارج، بحثاً عن فرص أفضل في دول توفر لهم مستوى أعلى من التدريب، والظروف المعيشية الأفضل.
بعض هؤلاء اللاعبين تمكنوا من الوصول إلى مسابقات دولية، ولكن هذا أدى إلى فقدان الفرق السورية لعددٍ من أفضل لاعبيها.

– قلة الكوادر التدريبيّة المتخصصة

مع تراجع الدعم، لم تجد كرة السلة السوريّة مدربين على مستوى عالٍ قادرين على تطوير اللاعبين بشكلٍ مستمر …
في الوقت الذي كان فيه السوريون، يتفاخرون بجودة التدريب والنظام الذي كان يتمتع به اللاعبون في مدارس كرة السلة السورية، الآن أصبح الأمر محدوداً ، بسبب نقص الكوادر المهنية المُتخصصة !

أين كانت كرة السلة السوريّة؟

على الرغم من تراجع المستوى في السنوات الأخيرة، فقد كانت سوريا في فترة ما من الدول المُميزة في كرة السلة على مستوى المنطقة. في الثمانينات والتسعينات، كان مُنتخب سوريا من المنتخبات القويّة في كأس آسيا، وتوجت بعض الأندية السورية بالعديد من البطولات المحليّة والدولية..

كان هناك جيل من اللاعبين مثل جاك باشاباني، أنور عبد الحي، محمد أبو سعدة الذين أصبحوا رموزًا للكرة السورية، وصنعوا تاريخاً لامعاً في مجال الرياضة.
إن ما كانت تحققه كرة السلة السوريّة في تلك الحقبة ، كان محط إعجاب العديد من الدول العربية، ولكن مع مرور الوقت تراجعت الأمور لأسبابٍ شتى.

الأمل في العودة

على الرغم من كلّ ما تمر به كرة السلة السوريّة، هناك بعض المؤشرات التي تبعث على التفاؤل. فالرياضة السوريّة بدأت تشهد بعض التحركات من أجل العودة إلى سابق عهدها، بعد أن نجحت الحكومة الجديدة بتشكيل وزارةٍ للرياضة والشباب، حيث بدأت بعض الأندية بتطوير برامج تدريبية للاعبين الصغار، وتحسين مستوى المرافق الرياضية.

كما أن هناك محاولات لتطوير البنية التحتية لكرة السلة، على أمل أن تساعد هذه الخطوات في العودة إلى المنافسة على المستوى العربيّ والقاريّ..
كما أن هناك دعوات لتوفير الدعم الحكومي والقطاع الخاص، لتحفيز الأندية والشركات للاستثمار في كرة السلة.

يمكن أن يكون هناك تحسن، إذا تمّ تفعيل التعاون بين الاتحادات الرياضية السوريّة والأندية الخاصة، وفتح المجال أمام اللاعبين لتطوير مهاراتهم بشكلٍ أفضل، خاصةً في ظل توفر العديد من الفرص في دولٍ أخرى.

المزيد..
آخر الأخبار