احتراف لاعبينا في الخارج .. الرغبة في التغيير بين الطموح والواقع

الموقف الرياضي _ أنور الجرادات :

إخفاق منتخبنا الوطني الأول في تحقيقه نتائج مرضية ومقبولة ضمن الاستحقاقات التي شارك فيها خلال الفترة الماضية، فجّر قضية احتراف لاعبينا خارجياً، لتغيير واقع كرتنا إلى الأفضل، بعد سيرها في طريق الاحتراف وحصول العديد من المواهب الواعدة على فرصة اللعب، سواء مع فرقها أو بالمنتخبات الوطنية، وبعد الخروج من الدور الأول للبطولة القاريّة، تمرد الشارع الكروي على الواقع بعد أن كثرت الإخفاقات، وضل منتخبنا الوطني الأول  الطريق للوصول إلى منصات التتويج، على الرغم من توافر العديد من المقومات التي تساعد على الوصول بأسرع زمنٍ، وهو ما لم يتوافر من قبل، وأصبح الرجاء بغدٍ أكثر إشراقاً ويريقاً يحدو الجميع من مسؤولين وجماهير ليتواكب الحلم مع الواقع، لاعبونا اليوم مؤهلون قبل أيّ وقت آخر لعبور حالة الإحباط التي أصابت شارعنا الكروي ..

ويُفترض أن تكون مشاركتنا القارية محطة من محطات الوصول إلى العالميّة، ولكن كيف يتحقق ذلك، ونحن لا نزال نعيش واقعاً محلياً لا ينظر إلا للصالح الخاص، ولذلك ظل الواقع مرّاً رغم كل الجهود والطموحات والتسهيلات الممنوحة لتحقيق الحلم.

كثيرون وضعوا وصفة لعبور حالة الإحباط التي لا تزال تسيطر على منتخبنا الوطني الأول، الذي لم يحقق سوى الخيبات !
مما يعتبر واقعاً لا يتعايش مع الآمال والطموحات، كثيرون، فتحوا ملف الاحتراف الخارجي للاعبينا، والذي من شأنه أن يُساهم في التطور المنشود لأنه يعني ببساطة أن خطوات السير في طريق الاحتراف سوف تتزايد بعد أن يعيش اللاعبون أجواء الاحتراف الحقيقية، وهم مؤهلون لذلك بحكم موهبتهم.

اختلف رواد الشارع الكروي ما بين مؤيدٍ ومعارض لفتح الملف، من منطلق أن لاعبينا مدللون، ولا يستطيعون التعايش مع عالم الاحتراف الخارجي بكل متطلباته، خاصةً وأنهم لا يزالون يرتدون عباءة الهواية ولا يريدون الخروج منها، خاصة وأنها عباءة تنعم بالراحة والجهد القليل، على الرغم من تكلفة العباءة المالية الباهظة، ولكنه الواقع الذي لا يزال في حاجة إلى سنوات طويلة ليتغير وفق الرؤى والطموحات، وهناك من يقول:

إن الاهتمام الأول للأندية هو الشأن المحلي، والواقع الميداني يعزز من آرائهم في ظلّ تواجد  لاعبين مميزين ، بداية من الناشئين ومروراً بالرديف ونهايةً بالفريق الأول، وأن لقب بطولة الدوري أو الكأس قد يكون في أولوية متقدمة من مشاركة وطنيّة قارية، لذلك يضعون خطوطاً حمراء أمام احتراف لاعبينا الخارجي، ومن هنا زادت أسعار اللاعبين محلياً ليكون عوضاً عن خطوة الخروج للخارج .

وتحدى اللاعبون الجميع بإعلان رغبتهم في الاحتراف الخارجي، ليثبتوا أنهم على قدر المسؤولية ومتطلبات المرحلة المقبلة، خاصةً وأنهم يملكون الرغبة في التغيير، والقدرة على إثبات الذات، والأمنية بالوصول إلى منصات التتويج عن جدارة واستحقاق، خاصة وأن الجيل الحالي من اللاعبين يملك الموهبة والإخلاص والطموح العالي.. 

 الاحتراف الخارجي مطلبٌ مهم للارتقاء بأداء لاعبينا، وهذا ليس محلّ شكٍ من كافة الأطراف، ولكن يبقــى علينا الإجابة عن العديد من الاســئلة:
هل لاعبونا راغبــون حــقاً في الاحتراف الخارجي بكل متطلباته في ظــل حالة الترفيه والتدليــل التي يعيشونها، وهــل هم مؤهلون للعب في دوريات أوروبية ســبقتنا بسنوات طويلة في عالم الاحتراف، وهل هم على استعداد لتقبل الغربة والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، هل لاعبونا على اســتعداد للمــران القوي والجاد على فترات طوال اليوم ؟

والواقع إن المنتخبات تتطور بمعايشة عدد من لاعبيها لعالم الاحتراف بكل ما يعنيه من حقوق والتزامات وعطاء، ونحن لا ننكر أن سبب تطور العديد من الدول على سبيل المثال كاليابان، هو تواجد عدد كبير من اللاعبين كمحترفين في الدوريات الأوروبيّة، ما جعل مستوى اللاعب يتطور وانعكس ذلك على المنتخب الياباني بدون شك ..

بالختام إن مستوى اللاعب المحلي لم يتطور على القدر المطلوب ليواجه علم الاحتراف، على الرغم من أن دخل اللاعب زاد  10 مرات عما كان عليه قبل الاحتراف، ولكن المردود لا يتواكب أبداً مع المبالغ التي ينالها اللاعب!

 ويفتقد لاعبونا إلى التسويق الخارجي الجيد من خلال وكلاء اللاعبين الذين لهم علاقات أوروبية قوية، خاصةً وأن هناك قلة موهوبة يجب أن يكون لها الحظ في نيل الفرصة والتجربة، ولعلّ هذا يعود إلى قلة خبرة الوكلاء ، الذين اتجهوا لمُمارسة المهنة خلال فترةٍ وجيزة، ولا تزال علاقاتهم الخارجية تحتاج إلى مزيدٍ من الوقت.

المزيد..
آخر الأخبار