الموقف الرياضي _ أنور الجرادات :
تستعد أندية المحترفين لكرة القدم، لفترة حافلة بالتحديات والمشاكل والمصائب والكوارث الكروية، بعد الإعلان عن قرب عودة استكمال دوري المحترفين خلال الأيام القليلة القادمة..
الأندية التي عانت الأمرين منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي، لأسباب كثيرة، أبرزها التحديات المالية، وشح الموارد، وغياب القدرة على صرف مستحقات اللاعبين المتأخرة كثيرآ، تستعد لمرحلة صعبة جدآ، بسبب الصدامات المتوقعة مع اللاعبين المطالبين بمستحقاتهم المالية ورواتبهم المتأخرة، الأمر الذي قد يؤدي لإضرابات عن التمارين، وهو الأمر الذي حصل في المرحلة الماضية، وضرب عدداً من الأندية المحلية التي تراجع مستواها الفني في الدوري بسبب الإضرابات.
ووفق المؤشرات، فإن عدداً من اللاعبين بدأوا برفع وتيرة المطالبة بمستحقاتهم المالية، وسط تهرب من الإدارات التي لا تقوى على تلبية طلبات اللاعبين، ما يدفعها إلى محاولة الهرب من التجاوب مع ضغوطات الفريق،لحين حصول انفراج في التفاصيل المالية، رغم صعوبة حدوث ذلك..
ومن التحديات التي تواجه الأندية خلال فترة التوقف، دخولها في مفاوضات مع لاعبين أخرين، من أجل فسخ عقودهم، من دون أن يكلّف ذلك صناديق الأندية مبالغ ماليّة إضافية، كما أن الأندية ستواجه مطالبات من لاعبيها بالرحيل عن الفريق، خاصة وأن هؤلاء اللاعبين يملكون الحجة في فسخ عقودهم، مستندين إلى التعليمات التي تُتيح لهم فسخ العقد، في حال لم يتسلموا رواتبهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وهو أمر ينطبق على عددٍ كبيرٍ من اللاعبين.
ومن الصعوبات والتحديات أيضاً، رغبة لاعبين في البحث عن فرص احتراف خارجية، وهذا ربما يؤثر على استقرار عدد من الفرق التي تفضل الدخل المادي على الاستقرار الفني، ولا سيما أن طموحات تلك الأندية، تتمثل في الهروب من شبح الهبوط فقط.
مرحلة التوقف الطويلة أيضاً، ستصطدم بغياب ملاعب التدريب ، ما يعني أن فترة التوقف انعكست سلباً على أغلب أندية المحترفين.
كما أن الحديث تواصل خلال التوقف عن تغييرات في الأجهزة الفنية، ولا سيما أن هناك إدارات ليست راضية عن مستوى الفريق، كما أن هناك إدارات تعاني من صدامات مع المدربين، لعدم قدرتها على الإيفاء بمتطلبات اللاعبين، ما يُعكر صفو التدريبات، وهو ما لا يرضاه المدرب.
فترة التوقف أيضاً، ألحقت الضرر بالفرق التي لا تملك لاعبين في التدريبات، نتيجة التحاق لاعبيها بصفوف المنتخبين الأول والأولمبيّ، وسفر بعض اللاعبين البارزين للاحتراف في الخارج ، ما يعني أن تدريبات هذه الفرق خلال فترة التوقف ستكون من دون فائدة فنية.
و أن فترة التوقف الطويلة كانت زاخرة بالمشاكل والتحديات في جميع الأندية، بسبب الصعوبات المالية، وغياب ملاعب التدريبات، والكثير من التفاصيل.
وفترة التوقف لم تمنح المدرب فرصة تجميع الفريق بشكل كامل، بسبب الاحتجابات المتوقعة اللاعبين المطالبين بمستحقاتهم المالية المتأخرة، ما يعني أنّ التوقف انعكس سلباً على المستوى الفني للأندية.
وإن المشكلة المالية تعتبر الأكبر للكرة السوريّة، ولا يمكن أن يكون هناك الاحتراف الحقيقي من دون أن يتمّ حل هذه المشكلة.
وفترة التوقف الطويلة، التي أتت بظروف صعبة على الأندية، لم تخدم المستوى الفني، بل انعكست سلباً على اللاعبين ومستوياتهم فنياً وبدنياً.
وإذا ما أردنا فترة توقف مثاليّة وزاخرة بالفوائد الفنية، لا بد أن يكون هناك ظروفا أفضل مثل توفر الملاعب، وتوفير مستحقات اللاعبين، حتى يتمكن المدرب من إجراء التدريبات التي يريد، استعداداً للاستكمال يتوقع أن تأتي زاخرة بالتنافس والإثارة .
ونتمنى أن تنجح الكرة السوريّة في الفترة المقبلة في التخلص من المشاكل المالية، وهذا يتطلب جهداً إضافياً، خاصة من قبل الأندية المطالبة بتحريك عجلة الاستثمار، لتوفير دخل ماديّ قادر على الإيفاء بمتطلبات الاحتراف.