الموقف الرياضي _ أنور الجرادات:
إثر كل نكسة تُصيب منتخبنا الأول، تنقسم آراء المتابعين والمهتمين مابين وجهات نظر واهية وأخرى ثاقبة منطقية، تتأرجح مابين نقد بنّاء يرتدي نظّارات الواقعية، و آخر هدّام ومبالغ فيه، بسبب الغلو في الإنتقاد ..
فهناك من ينادي بضرورة الاعتماد على اللاعبين المحليين فقط وأَن تكون نسبة المحترفين هي 0% داخل المنتخب المنتخب، ومن الواضح أن هذا الكلام يحمل في طيّاته نزعة عاطفية صرفة تظهر الغضب الذي يحمله هذا القائل تجاه أبناء المهجر وفشلهم مع المنتخب، والذي يوحي لهذا المتابع أيضاً بفقدان الذاكرة لدى هؤلاء أو التكبّر والتهاون، الذي بسببه فشلوا في النتائج .
هناك لاعبون محترفون يبكون بعد الخسارة مع منتخباتهم، بينما هناك محليون يمثلون المنتخب للحصول على عقود احترافية فقط، والعكس الصحيح ..
عندما يفشل المنتخب الذي يضم غالبية اللاعبين المحترفين، نطالب بعدها بلاعبين محليين فقط كحلّ للمشكل ومدرَّب وطني كذلك، وعندما يصيب الفشل المنتخب الذي يضم المحليين كغالبية، نناقض أنفسنا و نطالب حينها بضرورة الاعتماد على المحترفين فقط، لأنهم أكثر مهارة إضافة إلى مدرَّب أجنبي، لأنه أكثر دراسة و خبرة من المدرّب المحلي، وهكذا بدون اللجوء إلى حل وسطي منطقي، بعيد عن العاطفة والذاتية !
من لا يدرس التاريخ يسخر منه التاريخ، وهؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بإعادته .
ليس هكذا تسير الأمور في المنتخبات الناجحة، من يستحق حمل القميص، ومن يناسب قناعات المدرّب هو من يُنادى عليه حتى لو كان بكوكب آخر كما قال أحدهم ..
ومسألة مكان الإقامة والولادة ليست كمعيار نقيس به أحقية لاعب ما ، في حمل قميص الممتخب من عدمه، نفس الأمر ينطبق على المدرّب، فهناك منتخبات ناجحة، تعتمد مبدأ المزج مابين المحترفين ، والمحليين، وبدأت تحقق بذلك نتائج حسنة .