أنصفوا حكام الطائرة فمتى الشطرنج??
> منذ شهرين ونيف قرأت فاكسا من اتحاد الطائرة تحت عنوان عاجل جدا يتضمن فحواه تعديلا
شاملا لأجور حكام ومشرفي اللعبة بمختلف درجاتهم بزيادة مئة بالمئة..وعند اتصالنا بالمعنيين أخبرونا بأن حكامهم أحجموا عن التحكيم نهائيا في ظل تدني أجورهم فالتأم اتحاد اللعبة ودرس ماهية احتجاجهم وانعكاساته السلبية على مسيرة الدوري في حال استمراره وقرروا الاستجابة لهذه النداءات ورفعوا اقتراحهم إلى المكتب التنفيذي بزيادة مستحقاتهم فلقي تجاوبا سريعا بلا تحفظ..وما إن علمت بعض أندية الريف الفقيرة بهذا الإجراء حتى استنفرت قواها وحاولت جاهدة دون جدوى لتغييره لأن صناديقها خاوية وتقتات على مساعدات الميسورين وتتسول من جيوب المحسنين…لكن صراخهم لم يلق آذانا صاغية وذهب أدراج الرياح.
وبهدوء التزام الجميع بهذا التعديل الذي أصبح فرمانا غير قابل للطعن.. لكن ثمة أمرا آخر طغى على السطح هو تهافت الكثيرين للحصول على شرف التحكيم والإشراف فالوجبة دسمة والضيوف على الوليمة لا تسع لهم فمن كان نائما في ركن بعيد عن ضجيج الصالات استيقظ فجأة من سباته وامتشق صافرته وشحن هاتفه قائلا بأني جاهز على أهبة الاستعداد لكل المباريات مهما كانت مسافات المدن بعيدة ووعرة بشعبها ووهادها…
فضحكت في خلدي وقلت:إني أتعاطف مع مشاعرهم فخبزهم اليومي يحتاج إلى حفنات من الملح ليتلذذون به..
> بالمقابل نشاهد رياضة الفكر و الذكاء الشطرنج التي بصمت عربيا بعمان عام 1999 بذهبية المرحوم ايف صافية عام 2004 بذهبية أفاميا المير في الجزائر ناهيك عن أبطال فردي العرب الحقي و الطربوش والمحمد والأخوين الجلدة, والديب وغيرهم كثر…
وعلى الرغم من انجازات الشطرنج نجد حكامها يتقاضون أجرا زهيدا في بطولاتهم الرسمية وكبيرا في بطولاتهم العربية?? وذلك بسبب النظام المالي في الاتحاد الرياضي العام المتضمن في إحدى مواده بأنه يصرف للحكم في بطولات الشطرنج مستحقات لأربع جولات فقط وللرجال و السيدات أما الفئات العمرية الصغيرة فالرقم سيضمحل أكثر أي تصبح المستحقات 50% وهذا يتنافى مع صلب بطولات الشطرنج المحلية والعربية والعالمية بأن البطل وثم المنتخب لا يمكن اختياره موضوعيا مع كسور التعادل إلا من خلال 9 أو 11 جولة على أقل تقدير.. وجميع الدول قاطبة تسير وفق هذا المنحى وتعطي حكامها مخصصاتهم على ضوء ذلك..
ولو دخلنا في العمق أكثر سنجد أن حكمنا الدولي المشرف على بطولة قوامها 90 لاعبا ولاعبة ولأربع فئات عمرية سيتقاضى بعد أربعة أيام بلياليها بعيدا عن أبنائه وجدران منزله 600 ل.س منهمكا ومواظبا على نجاحها منفذا البلاغ القاضي بإجراء 7 جولات أي بمجموع 35 ساعة لعب حقيقية أي بمعدل 17 ل .س للساعة الواحدة…
وعندما نضع هذا الرقم الهزيل أمامكم ستتفاجؤون وتتساءلون إلى متى سنستمر في هذه الدوامة المستمرة وتمزق خيوط العنكبوت عن قوانيننا الجامدة ونعطي حكامنا أجوراً تليق بهم وباتحادهم النشيط وتكفكف عنهم عرق جبينهم.
فثمة آهات بدأت أسمعها هنا وهناك بالعزوف عن التحكيم فأجور التحكيم منذ 20 عاماً أفضل من الآن…
والمطلوب رفع اقتراح جديد للمكتب التنفيذي أسوة بالطائرة وبقية الألعاب يتضمن آليات جديدة تتماشى مع الواقع وتأخذ بالاعتبار الزيادات على الرواتب والأجور.
علماً أن المنظمة لم تأل جهداً ولم تبخل في إيفاد منتخبات الشطرنج إلى معظم البطولات العربية والإقليمية في أوسع مشاركة حتى الآن..
فلماذا لم تكتمل لوحة الشطرنج الجميلة لتضم أجور الحكام إلى طيفها…
فالقوانين ليست عصية على التغيير والتلين ما دامت ستنعكس إيجاباً على أبنائها.