عندما تم استقدام المدرب الأوزبكستاني لتدريب المنتخبات الوطنية للجودو استبشرنا خيراً لكن
بعد خيبتنا بالدوحة وجدنا أنفسنا عراة حفاة لا نفقه شيئاً بخيوط بعض الألعاب البهلوانية التي تحاك من تحت الطاولات, فالمدرب الأجنبي ورغم جده واجتهاده والراتب الذي يتقاضاه »ما يقارب 2000 دولار شهرياً مع سكن ومواصلات وبطاقة طائرة سنوية« لم يستطع رسم إحداثيات جديدة للعبة تنبئ بأي تطور وبعيداً عن الأسباب التي أدت لذلك نسأل المكتب التنفيذي المختص واتحاد اللعبة معاً هل يمكن لأي مدرب أجنبي أن يقدم مالديه إذا ما صادرنا رأيه الفني ولم نؤمن له الظروف المناسبة للتطوير.
وما الغاية من استقدام المدرب الأجنبي المذكور إذا ما علمنا أنه لا يحمل بحوزته إلا حزام ال¯ 4 دان بالوقت الذي يوجد لدينا فيه العديد من المدربين الوطنيين المهرة »الذين تم استبعادهم لأسباب خلبية ومصطنعة« فمن يحملون ال¯ 6 دان وال¯ 7 دان ولديهم من الخبرة والكفاءة ما يكفي لقيادة دفة منتخباتنا الوطنية بنجاح وقد أثبتوا ذلك مسبقاً?.
ومنهم أحمد تواتي وسمير النجار وعبده السيد أحمد والياس قبطي وحسن الكردي ونعيم جيرودي وغيرهم كثيرون…
إذاً ما هذا الداء الذي استشرى بنا وجعلنا نفضل المدرب الأجنبي مهما ضعفت إمكانياته على المدرب الوطني مهما عظمت قدراته..
وكي لا نتحدث جزافاً فإذا كنتم على قناعة بمعادلة المنطق 1 + 1 =2 لنحسبها معاً.
إن المدرب الأجنبي يكلفنا ما يعادل المئة ألف ليرة شهرياً فيما لا يكلفنا أي من مدربينا المذكورين أكثر من عشرة آلاف ليرة شهرياً بأحسن الأحوال وإذا كنتم تبحثون عن الكفاءة والخبرة فلا نعتقد بأن أي مدرب أجنبي يحمل ال¯ 4 دان أفضل من أي مدرب وطني يحمل ال¯ 6 دان أو ال¯ 7 دان عدا أن مدربنا الوطني يبقى أكثر قرباً من لاعبينا ولديه من الشعور بالمسؤولية ما يكفي.
وهاتان المعادلتان لا شك أنهما بديهيتان لكل من يريد تطوير لعبته وكي نوضح الصورة أكثر لم لا يريد أن يرى ففي عام 1996 تم استقدام المدرب الياباني توميتا وقد أوكل إليه تدريب نخبة لاعبي منتخبنا الوطني في نادي الشرطة المركزي فيما اكتفى عدد من مدربينا الوطنيين »سمير نجار – أحمد تواتي – رفعت أرناؤوط« بتدريب عدد من اللاعبين المتواضعين فنياً في نادي الجيش وكانت النتيجة أن فاز فريق الجيش بكأس الجمهورية بعد أن تم تدريب لاعبيه بنجاح.
إذاً, إذا كنتم تبحثون عن الكفاءة والتطوير فهما بين أيديكم وإذا كنتم تبحثون عن أفضل السبل للابتعاد عن استنزاف خزينة الاتحاد الرياضي العام فهي بين أيديكم لكن قولوا لنا أولاً ماذا تريدون? وعما تبحثون ?
وبصراحة وموضوعية أجيبونا لمصلحة من تم استقدام المدرب الأجنبي رغم أن لدينا ما يفوقه خبرة وكفاءة?! وهل بتدريبه منتخباتنا الوطنية الثلاثة »رجال – شباب – بنات« دفعة واحدة يمكن أن يندرج تحت الخطوط الفنية المقبولة.
بصراحة ان الخيوط التي تم بموجبها استقدام المدرب الأجنبي تنبئ برائحة غير مستحبة وإذا كنتم فعلاً تريدون تطوير اللعبة عليكم أن تعيدوا حساباتكم من جديد وتقلبوا صفحات ما فعلتم من جديد أيضاً وتضربوا بالمصالح الشخصية عرض الحائط أمام مصلحة منتخباتنا الوطنية.
فهل تجد هذه الكلمات آذاناً صاغية لمن يريد أن يسمع?!