أبطال القوة وكوادرها .. زمن “التسول” انتهى

الموقف الرياضي- ملحم الحكيم :

مع إصدار المكتب التتفيذي لقرارات تشكيل اللجان التنفيذية بالمحافظات بدأ التفاؤل بين كوادر رياضتنا وأبطالها ، باقتراب تشكيل أو اعتماد اتحادات الألعاب والانطلاق فعليلاً بالعميلة التدريبية تحضيراً للمشاركات القادمة التي ستكون كما يتوقعون ، مشاركات بمعنويات عالية وروح منافسة قوية” وبعين قوية” وبالتالي إنجازات أجمل، فكما يقولون: بعد إسقاط النظام السارق للأموال انتهى “زمن الشحادة”، فما الذي يقصده أبطالنا ؟ أم أن قولهم مجرد شماعة يعلقون عليها خيبتهم بعدم تحقيق نتائج تليق برياضتنا ، التي برقت قبل عشرات السنين؟

مشاركاتنا كانت استجداءً !

يقول بطل المتوسط فراس رفاعي الذي كان يتولى مهام أمين سر اتحاد المصارعة : المصارعة نوعان – حرة ورومانية- وكل منتخب يتألف من عشرة أوزان ، أي المنتخب الكامل من عشرين مصارعاً، هذا ما كنا نوضحه قبل كل مشاركة للمكتب التنفيذي ، عندما يناقش واقع المشاركة ليوافق لنا على مضض على أربعة لاعبين كحد أقصى، فبأي نتائج سنعود بهذا العدد ؟ ثم يعاود المكتب التنفيذي المناقشة ، فيطلب أن نحاول مع البلد المستضيف لتكون المشاركة على نفقتهم” ندبرها” أو تلغى المشاركة لعدم توفر السيولة، فكنا نعمد لمخاطبة الدول المستيضيفة ونستجديهم لاستضافتنا لعدم توفر السيولة وفقر الحال وما إلى ذلك من أسباب، وبالفعل هذا ما كان ..فالبلد التي ترضى باستضافتنا على نفقتها نشارك، أو تلغى المشاركة وعلية كانت مشاركتنا في بطولة العرب بالعراق على نفقة العراق مستضيف البطولة، ثم جاءت مشاركتنا في بطولة آسيا التي استضافتها الأردن على نفقة الجانب الأردني لكافة أفراد البعثة من لاعبين وإداريين وحكام اتبعوا دورة تدريب دولية على هامش البطولة على نفقة الاتحاد الأردني، كذلك جاء معسكرنا التدريبي في روسيا على نفقة الجانب الروسي ، حاله حال بطولة العرب التي استضافتها الجزائر التي كانت على نفقة الاتحاد الجزائري ، كما كانت الموافقة على المشاركة في بطولة العالم بألبانيا مشروطة بقدرتنا على تأمين المشاركة المجانية، وعندما لم نستطع تأمين ذلك إلا لمصارع واحد وإداري واحد ، ألغيت مشاركة المنتخب رغم قرار إيفاده ليشارك فيها المصارع عمر صارم منفرداً مع رئيس الاتحاد لأن مشاركته مجانياً بالكامل بما في ذلك بطاقات الطائرة، لتحرم بذلك مصارعتنا من بطولة غرب آسيا بالعراق وبطولة العرب في تونس ودورة إبراهيم مصطفى في مصر لعدم قدرتنا على تأمين المشاركة المجانية ، استحقاقات هامة كانت مؤهلة للأولمبياد لأنها لم تأمن المشاركة المجانية .

الملاكمة .. وموسم الجفاف

أما الملاكمة فحدث ولا حرج ، فجميع مشاركاتها لم تتم بحجة عدم توفر السيولة، فمضى موسمها جافاً إلا ما ندر من المشاركات المجانية، بل اكثر من ذلك فحسب تعبير رئيس اتحاد اللعبة قوله: لدى عرضنا لكل مشاركة أو استحقاق كان الجواب بالموافقة مرتبطاً بإمكانياتنا بضمان المشاركة المجانية للمنتخب الذي بعد طول شرح وجدال يوافق لنا على ملاكمين أو ثلاثة كحد أقصى من أصل أوزان اللعبة التي تصل ١٣ وزناً، والأسوأ حسب تعبير الشبيب في فترة التحضير لبطولة آسيا المؤهلة للأولمبياد وبطولة العالم استطعنا تأمين معسكر تدريبي مع المنتخب الجزائري وكالعادة كان الشرط تأمين المشاركة المجانية، وبالفعل استطعنا تأمينها ووضعنا المكتب التتفيذي بصورة الوضع وأبلغناه موافقة الجانب الجزائري لا ستضافتنا على نفقته لناحية الإقامة والإطعام، فكان الطلب الأغرب من قبل المكتب التنفيذي بأن يؤمن لنا الاتحاد الجزائري بطاقات الطائرة ، إذ لا يوجد سيولة لتأمينها !

وهذا ما لا يمكننا طلبه من الاتحاد الجزائري على مبدأ المثل ” إذا صاحبك عسل لا …” فلم يتم المعسكر ولم تتم بطولة آسيا لعدم توفر السيولة وعدم إحضار المشاركة مجاناً .

الأجسام الجميلة على نفقتها

وفي بناء الأجسام الأمور تفاقمت جداً، فاتحاد اللعبة خلال الفترة الماضية تحول لاتحاد منتج أو كما يحب أن يسميه بعض كوادره”بجامع الأموال” وذلك جراء الدورات التدريبية التي واظب على إقامتها بالجملة والمفرق ، وتحت مسميات عدة منها” المستجد والصقل والترقية من متمرن ومن ثالثة وثانية وأولى ولعدة ألعاب بناء أجسام و(فتنس كوتش) ولياقة بدنية، وأخرى تحكيم لذات التعداد إضافة لدورات التغذية ، وسط إقبال كبير على الدورات بمعدل وسطي ٢٠٠ دارس لكل دورة ، ورسوم ٢٠٠ ألف ليرة لكل دارس، وهذه الإيرادات يسرت بعض الشيء مشاركات اللعبة فكانت الأكثر مشاركة، ولكنها لم تطل معظم الأبطال الطامحين للألقاب الدولية ، ولإفساح المجال أمام تحقيق طموحهم ، والحرص ألا يذهب تحضيرهم المضني والمكلف جداً ، سمح اتحاد اللعبة لهم بالمشاركة على نفقتهم الخاصة من سفر ورسوم مشاركة وإقامة وإطعام وتنقلات وغيرها، إلا أن مشاركة أبطالنا على نفقتهم أحرجت اتحاد اللعبة ، وجعلته موضع اتهام وشبهات واتهامات بأنه يتقاضى الأموال
منهم لقاء مشاركتهم ! ويتعمد أن يدفعوا رسوم المشاركة ، وهو القادر على إعفائهم .

منها كون رئيس اتحاد اللعبة لأجسامنا منار هيكل هو رئيس اتحاد غرب آسيا وتربطه علاقات وطيدة مع رئيس الاتحاد الدولي، ومثل هذه الأمور ظهرت للعلن في بطولة آسيا التي استضافتها لبنان ، وتفاقمت لتصل حد اللامقبول في بطولة العالم التي استضافتها إيران مؤخراً، والتي جاء على إثرها قرار رئيس اتحاد اللعبة منار هيكل بمنع أي لاعب من المشاركة على نفقته مهما كان مستواه الفني، ليسمح بالمشاركة فقط لمن يتم انتقاؤه ضمن المنتخب الموفد بشكل رسمي من المنظمة ، وهذا ما زعزع الثقة بين أبطال اللعبة واتحادهم من ناحية ، وحرم الأبطال من خارج المنتخب ، الذين يطمحون للوقوف على المسارح الدولية من تحقيق حلمهم .

خلاصة القول :

تجلت مع أول مشاركة خارجية لرياضتنا بعهدها الجديد بعد تحرير البلاد من النظام الفاسد وخلع رئيسه ، حيث تواجد أبطال حديدنا في بطولة آسيا للشباب والناڜئين، فمع وصول المنتخب السوري إلى الدوحة بقوام لاعبين ، هما البطل محمد الكاتب والبطل أحمد الشماع يرافقهما المدرب عبدالله اسكندراني ، كان باستقبالهم رئيس الاتحاد حسنين الشيخ والذي قال :
أتيت الدوحة لاستقبال أبطالنا ، فقد كنت متواجداً قبلهم للتحكيم ببطولة العالم للرجال في البحرين، مضيفاً : لقد تمكنت من تأمين الإقامة المناسبة والتنقلات والإطعام على نفقة الاتحادين الآسيوي والقطري طيلة فترة البطولة، ولكن هذا “بيناتنا” لأننا كنا نقول ذلك ونتباهى به على زمن النظام الفائت يوم كانت تعتبر الشحادة كإنجاز ، أما الآن حسب تعبير شيخ الحديد ، فلا داعي لذكر ذلك ، لأننا مع الأحرار ، أصبحنا بزمن العطاء والسخاء.

المزيد..
آخر الأخبار