رغم أننا من المؤمنين بأهمية عملية التطوير في كل جوانبه وخاصة الرياضي، إلا أننا من أشد المعارضين للفوضى وحالة الغياب عن الواقع تحت تأثير المسكنات الموضوعية عبر نتائج خلبية،
فلم يكن أشد المتشائمين بسلة سيدات نادي العروبة يتوقع لها هذا المركز على لائحة ترتيب الدوري، ومن دون أي نتائج إيجابية تذكر، فالفريق الذي كان رقماً صعباً في المعادلة السلوية قبل سنوات قليلة، ويحسب له ألف حساب، تحوّل بفعل التخطيط العشوائي للقائمين على اللعبة في الفترة الماضية إلى أشبه بفريق صاعد «هاوٍ» تستبيح سلته جميع الفرق من كل حدب وصوب، ورغم الظروف فوق المثالية التي تعيشها سلة العروبة ابتداء من الحالة الاحترافية الاستثنائية، والرواتب الخيالية التي تحلم بها لاعبات باقي الأندية.
حقيقة
بما أن لكل شيء مسبباته، غير أن سبب تراجع مستوى ونتائج سيدات العروبة يعود للهجرة الكبيرة التي شهدتها اللعبة منذ بداية الأزمة في الشهباء، ناهيك عن عدم تمكن الإدارة والقائمين على اللعبة بالتعاقد مع أي لاعبة جديدة تدعم صفوف الفريق، فتم الاعتماد على اللاعبات الصغيرات اللواتي ما زالت خبرتهن قليلة في التعامل مع مباريات قوية وكبيرة.
هبوط
مُني الفريق هذا الموسم في الدوري العام بخسارات قاسية غير متوقعة، حيث مني بأحد عشرة خسارة ولم يتمكن من تحقيق أي انتصار وتنتظره مباريات مهمة قد تكون مسألة بقائه شبه مستحيلة
الإدارة الحالية ومنذ توليها لمهامها وضعت هموم وشجون السلة الأنثوية بالنادي ضمن أولوياتها، ووجدت أنه لا بديل لها من العودة لنقطة الصفر، والعمل بهدوء وتروٍّ من أجل بناء قاعدة سلوية للنادي، ولديها حالياً فريق ناشئات جيد يضم لاعبات موهوبات، وهناك فرق بجميع الفئات تم تشكيلها بجميع طواقمها، لكن هذه المواهب والخامات باتت بحاجة للرعاية والاهتمام والمتابعة حتى تثمر في المواسم المقبلة القريبة.
خلاصة القول
سلة حلب هي معقل كرة السلة السورية، ونادي العروبة ركن مهم وأساسي منها، ولاعباته كن من أهم أعمدة المنتخبات الوطنية عبر التاريخ، ومع ذلك لابد من التفاتة حنونة نحو واقع السلة الأنثوية بالنادي بهدف إحيائها وإعادتها لمنصات التتويج من جديد، وهذا يتطلب تضافر جميع الجهود، والبدء من جديد بنوايا صادقة هدفها تطوير اللعبة بعيداً عن أي شيء لا يفيد ولا يطوّر.